ولو كان علة الحب حسن الصورة الجسدية لوجب ألا يستحسن الأنقص من الصورة ونحن نجد كثيرا ممن يؤثر الأدنى ويعلم فضل غيره ، ولا يجد محيدا لقلبه عنه . ولو كان للموافقة في الأخلاق لما أحب المرء من لا يساعده ولا يوافقه ، فعلمنا أنه شىء في ذات النفس ، وربما كانت المحبة سببا من الأسباب . وتلك تفنى بفناء سببها ، فمن ودك لأمر ولى مع انقضائه
إن للمحبة ضروبا: أفضلها محبة المتحابين في الله عز وجل ، ومحبة القرابة ، ومحبة الألفة والاشتراك في المطالب ، ومحبة التصاحب والمعرفة ، ومحبة البر يضعه المرء عند أخيه ، ومحبة الطمع في جاه المحبوب ، ومحبة المتحابين لسر يجتمعان عليه يلزمهما ستره ومحبة العشق التى لا علة لها إلا ما ذكر من اتصال النفوس
ميز مما يلى علاقة قوله: " أفضلها محبة المتحابين..." بما قبله في السطر السادس:
1
تصحيح