التطور المهنى / التغيير / المال والاعمال / العمل / التحفيز /

9 نصائح لتغيير بيئة عملك لتعزيز دوافعك

9 نصائح لتغيير بيئة عملك لتعزيز دوافعك - هنا hana

عندما نتحدث عن الدوافع، يعتقد الكثيرون أنَّها لا ترتبط سوى بالانضباط وقوة الإرادة وطريقة التفكير، في حين يُهمِل معظم الناس عاملاً هاماً يمكن أن يؤثر في مستوى دوافعنا وهو البيئة؛ فإذا كنت ترغب في الحفاظ على دوافعك، عليك تعلُّم طريقة إيجاد بيئة داعمة تساعدك على الاستمرار.

نشرت آن ثورندايك (Anne Thorndike)، وهي دكتورة في مستشفى ماساتشوستس العام (Massachusetts General Hospital)، دراسة حول أهمية البيئة في التأثير في عادات تناول الطعام لدى الناس.

وقد أُجرِيَت الدراسة في كافتيريا في المستشفى؛ حيث أرادت ثورندايك وفريقها مساعدة الناس هناك على تطوير عادات غذائية صحية دون تغيير دوافعهم وقوة إرادتهم؛ لذا قرروا تغيير بيئتهم، من خلال تغيير طريقة عرض الطعام في الكافيتريا، وأطلقت ثورندايك على هذه التجربة اسم "هندسة الاختيار" (choice architecture).

قبل التغيير، كان يوجد 3 ثلاجات رئيسة مملوءة بالمشروبات الغازية، فقد أضافت ثورندايك وفريقها المياه المعبأة إلى الثلاجات الثلاثة بدلاً من المشروبات الغازية ووضعوا سلالاً منها في جميع أنحاء الكافتيريا.


بعد ثلاثة أشهر، انخفض عدد مبيعات المشروبات الغازية بنسبة 11.4٪، بينما زادت مبيعات المياه المعبأة بنسبة 25.8٪. لقد غيَّرت ثورندايك وفريقها ببساطة البيئة، ثم اتبع الناس التغيير الحاصل اتباعاً طبيعياً وتأثروا به.

تؤثر البيئة تأثيراً كبيراً في حياتنا أكثر ممَّا نعتقد؛ وعندما يتعلق الأمر ببناء عادات النجاح، يعتقد الناس غالباً أنَّ قوة الإرادة والتحفيز أمران هامان، وهذا الأمر صحيح، لكنَّهم غالبا ما ينسون أنَّ البيئة تلعب دوراً هاماً أيضاً.

لذلك، إذا كنت ترغب في تحقيق نجاح باهر في الحياة، فكِّر في بيئتك، لا سيما عندما يتعلق الأمر ببناء عادات النجاح؛ إذ يُعد إعداد البيئة أمراً هاماً؛ وذلك لأنَّه لا يجب أن تعتمد على الحافز وقوة الإرادة فحسب؛ فمن الممكن أن تأتي وتزول دوافعك وقوة إرادتك، لكنَّ الإعداد الجيد للبيئة سيبقى أثره.



كيف تُنشئ بيئة تحفيزية لتحسين أداء العمل؟


تخيَّل لو كان هدفك هو تأليف كتاب، فأين تفضِّل كتابته؟ هل تفضِّل القيام بذلك في مكان مزدحم، أم في مكتبة هادئة ومريحة؟ الجواب واضح بالتأكيد.

هذه هي الطريقة التي تلعب بها بيئتك دوراً هاماً في تحديد مستوى دوافعك، وفي النهاية أداء عملك؛ فمثلما غيَّرت ثورندايك وفريقها البيئة لتحفيز العادات الصحية في كافتيريا المستشفى، يمكنك أنت أيضاً تغيير بيئتك لتحفيزك وتشجيعك على أداء أفضل عمل.

وتذكَّر أنَّ الحل هو تهيئة بيئة أو محيط يساعدك على النجاح والفوز، فلا ترغب بالطبع في أن تهيئ نفسك للفشل؛ لذلك نقدم لك فيما يلي 9 نصائح يمكن أن تساعدك على تغيير بيئة عملك:



1. حسِّن محيطك المادي العام:


هل تساءلت يوماً عن سبب وضع الناس لوحات يسجلون عليها أفكارهم ووجهات نظرهم وملصقات مُلهمة وتذكارات في مكاتبهم؟ إنَّهم يفعلون ذلك لأنَّ هذه العناصر هي المحفزات التي تذكِّر الناس بعملهم وأهدافهم وأحلامهم.

حتى إذا كنت تعمل بمفردك في منزلك وتشعر بالراحة، فلا يزال في إمكانك تهيئة مكان عمل مناسب لبناء بيئة عمل أفضل؛ حيث يمكنك وضع لوحات خاصة بك بحيث كلما رأيت صور الأشياء التي ترغب في تحقيقها، ستزيد دوافعك وتسعى إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة.


اكتشفت إحدى الدراسات أنَّه على الرغم من أنَّ المكتب الفوضوي وغير المنظم يعزز الإبداع، إلا أنَّ المكتب النظيف والمنظم يعزز الإنتاجية والتركيز؛ لذا اعتماداً على الهدف من عملك، إذا كان عملك لا يتطلب قدراً كبيراً من طاقتك الإبداعية، نظم مكتبك لزيادة الإنتاجية وإنجاز المزيد من الأمور.

وإذا كان يتوجب عليك الجلوس والعمل أمام جهاز الحاسوب الخاص بك لساعات طويلة، استخدم كرسياً مريحاً، واحرص على الجلوس في وضعية صحية؛ لأنَّك إذا لم تفعل ذلك، ستؤثر آلام ظهرك في مزاجك وتجعلك أقل إنتاجية.


2. ابتعد عن المشتتات:


نصيحة هامة أخرى لإدارة بيئتك لتحسين أدائك في العمل هي التخلص من المشتتات؛ فإذا لم تكن ترغب في أن يتشتت انتباهك، خصِّص مكاناً يساعدك على العمل ويمنعك من التعرض إلى حالات التوقف عن العمل المحتملة.


يمكنك استخدام سماعة الرأس الخاصة بك وتشغيل الموسيقى الهادئة؛ والأهم من ذلك، عليك إبقاء هاتفك بعيداً عنك ووضعه في غرفة أخرى حتى لا يتشتت انتباهك بالإشعارات.

إذا كنت جاداً في تغيير بيئتك لتحسين أداء عملك، فإنَّ التخلص من المشتتات هو ما تحتاجه؛ وإحدى الطرائق الفعالة للتأكد من عدم تشتيت انتباهك هي استخدام تقنية تقسيم الوقت (Time Blocking technique).


3. ضع زجاجة ماء بالقرب منك:



إذا كنت ترغب في الحفاظ على دوافعك وأدائك عاليَين طوال يوم عملك، عليك الحفاظ على إماهة جسدك طوال الوقت، فأنت لست مضطراً إلى الذهاب إلى المطبخ لشرب الماء، فقط أحضر زجاجة ماء وضعها في مكان قريب أو على مكتبك، وكلَّما شعرت برغبة في شرب الماء، يمكنك القيام بذلك مباشرةً من المكان المخصص لعملك.

توجد دراسة توضِّح أنَّ مياه الشرب يمكن أن تؤدي إلى زيادة الإنتاجية بنسبة تصل إلى 14٪؛ حيث أجرى الباحثون اختباراً على 34 شخصاً؛ وقسَّموهم إلى مجموعتين حيث تناولت المجموعة الأولى وجبة الفطور فحسب، في حين شربت المجموعة الأخرى الماء بعد الفطور، وقد كان أداء الأشخاص أسرع بنسبة 14% بعد شربهم الماء.

لذلك، حاول أن تحافظ على إماهة جسدك، ولكن لا تستخدم ذلك كحجة تشتتك عن عملك.



4. استفد من بيئتك قدر الإمكان:


يمكنك دائماً الاستفادة من البيئة المحيطة بك بحيث تُسَهِّل على نفسك اتخاذ إجراءات متعلقة بمهمتك، على سبيل المثال: إذا كنت تريد تذكير نفسك بالعمل على مدونتك، فقط اجعل مدونتك هي الصفحة الرئيسة لمتصفح الإنترنت الخاص بك؛ بهذه الطريقة، في كل مرة تفتح فيها المتصفح، سيكون أول شيء يظهر أمامك هو مدونتك.

وإذا كنت ترغب في تطوير عادة ممارسة التمرينات الرياضية ثلاث مرات في الأسبوع، فاختر صالة ألعاب رياضية مناسبة لك وقريبة منك، على سبيل المثال: يمكنك اختيار صالة للألعاب الرياضية في الموقع بين مكان عملك ومنزلك، وبهذه الطريقة، يمكنك توفير الوقت والوصول إلى صالة الألعاب الرياضية بسهولة؛ واحرص على وضع ملابسك الرياضية في صندوق سيارتك.

وبهذه الطريقة، ستجعل بيئة عملك صديقتك وليست عدوتك؛ لذا اجعل الأمر سهلاً بحيث يمكنك اتخاذ الإجراءات ومتابعة الخطة التي وضعتها لتطوير عادة جيدة.



5. غيِّر البيئة بالاختلاط مع الأشخاص المناسبين:


لابد أنَّك سمعت هذه النصيحة مراراً وتكراراً، لكنَّها هامة جداً لأنَّنا نصبح شبيهين بالأشخاص الذين نختلط معهم معظم الوقت؛ لذلك إذا كنت تريد أن تكون ناجحاً، رافِق الأشخاص الناجحين حقاً في مجال عملك، وبهذه الطريقة يمكنك التعلُّم والاقتداء بطريقة تفكيرهم ومعتقداتهم وتعلُّم استراتيجيات طريقة وصولهم إلى ما هم عليه.

يقول المتحدِّث التحفيزي جيم رون (Jim Rohn): "أنت متوسط الأشخاص الخمسة الذين تقضي معهم معظم وقتك"؛ لذا غيِّر البيئة التي تعيش فيها من خلال تغيير الأشخاص الذين تقضي وقتك معهم؛ فعندما تفعل ذلك، ستفكر وتتصرف مثل الأشخاص الذين تختلط معهم معظم الوقت.

يوجد مقال للكوتش سيمون ألكسندر أونغ (Simon Alexander Ong) يقول فيه: "يرتبط نجاحنا في الحياة غالباً بالأشخاص الذين نختار قضاء وقتنا معهم".


كما كتب: "إذا كنت تريد أن تكون ناجحاً، أحِط نفسك بأشخاص ناجحين؛ وإذا كنت تريد أن تكون سعيداً، أحِط نفسك بأشخاص سعداء؛ وإذا كنت تريد أن تكون بصحة جيدة، أحِط نفسك بأشخاص أصحاء؛ وإذا كنت تريد أن تصبح أكثر ثقة بنفسك، أحِط نفسك بأشخاص واثقين من أنفسهم".


6. استمع لبعض الموسيقى الهادئة:


تُظهِرُ العديد من الدراسات أنَّ العمل في جو من الصمت طوال اليوم لا يعني بالضرورة أنَّه الخيار الأكثر إنتاجية؛ حيث أثبتت الدراسات أنَّ العمل في أثناء الاستماع للموسيقى الهادئة يعزز إنتاجيتنا ويساعدنا على التركيز بصورة أفضل.


ومع ذلك، من الهام ملاحظة أنَّ بعض أنواع الموسيقى يمكن أن تؤثر في طريقة عملك وتقلِّل من إنتاجيتك بالفعل؛ وذلك لأنَّ كل نوع عمل يتطلب موسيقى مختلفة.

فمثلاً، إذا كنت تمارس الرياضة، فمن الجيد الاستماع إلى الأغاني التي تحتوي على موسيقى سريعة الوتيرة، ومن ناحية أخرى، إذا كنت تحاول الاستماع إلى الأغاني في أثناء كتابة المقالات، فقد يكون من الصعب التركيز على ما تفعله؛ وذلك لأنَّ عقلك سيتتبع كلمات الأغاني، مما يصعِّب عليك التركيز على ما تكتبه.


7. اجعل مكان عملك رائعاً وممتعاً:


يوجد طريقة أخرى جيدة لجعل بيئة عملك محفزة وهي إضافة القليل من المرح إلى مكتبك؛ حيث يمكن أن يكون العمل أحياناً مملاً ومُرهقاً، لذلك فإنَّ إضافة بعض المرح إلى مكان العمل يساعد كثيراً.


إذا كان مكتبك صغيراً، لست مضطراً إلى وضع طاولة بلياردو أو طاولة تنس، ومع ذلك احرص على بذل بعض الجهد لجعل مكان عملك أكثر حيويةً ونشاطاً ومتعةً؛ وإذا كنت تعمل من منزلك، يمكنك وضع مجلة أو تخصيص رف للكتب، وكلَّما شعرت بالتوتر أو احتجت إلى الراحة، يمكنك دائماً الجلوس وقراءة كتاب أو مجلة.

اجعل مكان عملك مكاناً ممتعاً ورائعاً؛ إذ لا ينبغي أن تصل إلى مكتبك وأنت تشعر بالتوتر والملل من العمل؛ وإنَّما يجب أن تجعله مكاناً تتطلع إلى الذهاب إليه وإنجاز أعمالك ومهامك.


8. قسِّم مكان عملك للقيام بأمور عدة:



يجب أن تعلم أنَّ البيئات المختلفة يمكن أن تؤثر فينا بصورة مختلفة، ومن ثم يمكننا الاستفادة من هذا الأمر لتخصيص مكان عمل يساعدنا على القيام بأمور عدة.

تحب أدمغتنا العادات وستحاول دائماً ربط بعض الخصائص بأماكن مختلفة، على سبيل المثال: عندما ندخل غرفة نومنا، يعلم دماغنا أنَّ الوقت قد حان للنوم؛ وعندما تصل إلى مكان عملك، فإنَّ عقلك يعلم أنَّك مستعد للعمل.

وإذا كان مكتبك كبيراً بما فيه الكفاية لاستيعاب جهازَي كمبيوتر، فيمكنك استخدام كل جهاز للقيام بأمور مختلفة، كأن تخصصَ جهازاً لكتابة المحتوى، والآخر لأعمال التسويق مثل النشر في منصة فيسبوك (Facebook) وجدولة المنشورات على تويتر (Twitter).

كما يمكنك تطبيق هذه الطريقة على الأجهزة المختلفة التي تستخدمها كل يوم؛ حيث يمكنك استخدام الكمبيوتر المكتبي لكتابة المقالات، والكمبيوتر المحمول للتحقق من رسائل البريد الإلكتروني والرد عليها، واستخدام جهازك الذكي للقراءة.


قسِّم مكان عملك بحيث يكون لكل مهمة أسلوب عمل خاص بها.


9. شجِّع نفسك على المشي:


اشتهر ستيف جوبز (Steve Jobs)، المؤسس لشركة آبل (Apple)، بعقد اجتماعاته سيراً على الأقدام، حتى مؤسس موقع فيسبوك (Facebook) ومديره التنفيذي، مارك زوكربيرج (Mark Zuckerberg)، وُجِدَ أنَّه يعقُد اجتماعات في الخارج.


وبحسب دراسة أُجرِيَت في جامعة ستانفورد (Stanford) حول المشي: "اكتشف باحثو جامعة ستانفورد أنَّ المشي يعزز الإلهام الإبداعي، فقد فحصوا مستويات الإبداع لدى الناس في أثناء سيرهم مقابل مستويات الإبداع في أثناء جلوسهم، ولاحظوا أنَّ الإنتاج الإبداعي للشخص زاد بمعدل 60% في أثناء المشي".

لذلك حاول الاستفادة من بيئتك جيداً؛ وبغض النظر عمَّا إذا كنت تعمل في المكتب أو من المنزل، أضف المزيد من الأنشطة البدنية مثل المشي إلى حياتك العملية اليومية.

إذا كنت ستخرج لتناول طعام الغداء بالقرب من مكان عملك، فامشِ؛ وعندما تتوقف عن العمل لقضاء استراحة قصيرة، اختر المشي ومارس بعض تمرينات التمدد.

ويجب أن تعلم أنَّ للنشاط البدني مثل المشي 3 فوائد رئيسة:




- يجعلك المشي تشعر بالسعادة تجاه عملك وحياتك.
- يعزز المشي إبداعك.
- يتيح لك المشي الانتباه بسهولة أكبر والتركيز بصورة أفضل.
لذلك، أكثِر من المشي.



في الختام:


يمكن أن تؤثر بيئتنا في مستوى دوافعنا وقوة إرادتنا، وإذا كنت تريد أن تتمتع بحوافز كبيرة، يجب أن تبدأ بتغيير بيئتك والطريقة التي تؤدي بها عملك؛ فأنت من يجعل الأمور بسيطة ومناسبة للعمل بحيث يكون لديك حافز أكبر للقيام بها والتقليل من المماطلة بشأنها.







انضم الينا الى صفحتنا على الفيس بوك من هنا

تابعى المزيد

احدث المقالات

الاكثر اعجابا