اقرأ ثم أجب :
يقول الدكتور زكى نجيب محمود :
المأساة في حياتنا العقلية كلها اليوم في أنها انجرفت في تيار (الفهلوة ) فلم يعد المهم هو أن تدقق النظر إذا فكرت وأن تجيد الصياغة إذا كتبت ، بل لم يعد المهم هو أن تفكر وأن تكتب علي الإطلاق وإذا أردت أن تحسب في عداد المفكرين والكتاب ، بل يكفيك أن تتقن فن الفهلوة التى تضعك في مساقط الضوء دون أن تكون قد مهدت لذلك بعمل فعلي تؤديه
ومن فنون الفهلوة في هذا السبيل أن تجد طريقك إلى عضوية اللجان الثقافية العليا وأن يوضع أسمك مشرفا علي هذا ومراجعا لذلك وأن تدلي برأيك فيما لم تقرأه وأن تصطنع أمام الناس وجاهة أصحاب النفوذ والسلطان لأن القادر علي النفع والضرر لابد أن يكون في أعين الناس أى شىء أراده لنفسه بما في ذلك أن يكون أدبيا أو مفكرا أو ماشاء من الصفات . إني اتهم حياتنا الفكرية الراهنة بكثير جدا من الزيف وربما جاز لنا أن نستثنى من هذا الحكم حالات هى أقل من القليل ،ليس كاتب هذه السطور حالةمنها وإنى لأقولها قبل أن يرتد سهمى إلي نحرى بيد غير يدى .والزيف الذى أعنيه عنا هو أننا نستحل لأنفسنا أن نتحدث. وفي حماس شديد الاشتعال . أحيانا عما لا نعرفه معرفة مباشرة بل عرفناه إشاعة عن إشاعة !! ولأن الواحد منا يعرف بينه وبين نفسه أنه زائف عرف القليل وتظاهر أمام الناس بالكثير ورأى الظل وزعم للناس أنه قد رأى صاحب الظل وأمسكه بكلتا يديه .الزيف الذى أعنيه هو ألا نفهم وندعى الفهم وأن نلخص شيئا قرأناه وندعى تأليفيه وابتكاره حتى لقد ضاعت المعالم الفارقة بين من يعلمون ومن لا يعلمون !! هو يبدأون بالمشكلة يبحثون لها عن فكرة ونحن نبدأ بالفكرة نبحث لها عن مشكلة !!
علاقة الفقرة الثانية بالفقرة الأولى :
1
تصحيح