معظم الأطفال على استعداد لتعلم القراءة في سن رياض الأطفال، أو الصف الأول من المدرسة، لكن الطفل المصاب بـ«الديسلكسيا» لا يستطيع فهم أساسيات القراءة في تلك السن.
استشاريَّة طب الأسرة بعيادات المرجع الطبي، الدكتورة بيان واعظ لتطلعنا على هذه المشكلة، وكيف نساعد أطفالنا على تجاوزها.
بداية تقول بيان، إنَّ تعلم القراءة للأطفال في سن ما قبل المدرسة لا يمكن أن يقوم به طفلك بمفرده، حتى يصل لمرحلة القراءة من دون مساعدة. فالأمر يتطلب مجهوداً، وحيلاً تبدأ منذ ولادة الطفل، بالفعل منذ لحظة الولادة، وربما منذ كان جنيناً في رحمك.

ما هو الديسلكسيا؟

مرض الديسلكسيا، هو تعسر أو صعوبة القراءة عند الأطفال، ويطلق عليه إعاقة القراءة، ويحدث للطفل العادي ذي الذكاء الطبيعي، ويمكن ألا يتم تشخيصه حتى سن البلوغ، لكن الأمر قد يبدو محيراً للآباء قبل التشخيص؛ حيث يلاحظون أنَّ طفلهم ذا الذكاء الطبيعي لا يبلي بلاءً حسناً في الدراسة، أو يتعثر في قراءة كتاب بسيط، فيتساءلون هل طفلهم كسول أم ماذا؟ وهذا المرض ليس له علاج؛ لأنَّه عبارة عن صفات مورثة تؤثر في كيفيَّة عمل العقل، ومع ذلك يمكن لمعظم الأطفال الذين يعانون من هذا المرض النجاح في الدِّراسة تحت إشراف، أو باستخدام برنامج تعليمي متخصص.

الأعراض

تختلف الأعراض بشكل كبير من طفل لآخر، ومن مرحلة إلى أخرى، فقبل سن المدرسة يصعب اكتشاف هذا المرض، لكن في سن المدرسة غالباً يكون مدرس الطفل أول هو من يلاحظ وجود مشكلة عند الطفل عند بداية تعليمه القراءة.

1. أعراض الديسلكسيا قبل سن المدرسة:
• تأخر الكلام عند الطفل.
• تعلم الكلمات الجديدة ببطء.
• مشاكل بالنطق.
• ضعف قدرة الطفل على تعلم الأساسيات، مثل: الحروف، والألوان، والأرقام.
أعراض سن المدرسة
• قراءة على مستوى أقل بكثير من المستوى المتوقع لعمر طفلك.

• مشاكل في فهم ما يسمع، مع صعوبة فهم التعليمات السريعة، وصعوبة فهم أكثر من أمر في وقت واحد.
• الخلط بين الحروف والكلمات؛ أي يصعب عليه رؤية أوجه التشابه والاختلاف بين الحروف والكلمات، مثل: الخلط بين «ب، ت، ث» أو «ج، ح، خ».
• صعوبة في تعلم العلاقة بين شكل الحرف ونطقه.
• رؤية الحروف والكلمات بالعكس، وهذا شائع مع الأطفال الصغار، لكنَّه أكثر وضوحاً مع الطفل المصاب بالديسلكسيا.
• توجد عنده مشاكل بالكتابة، وغيرها من المهارات الحركيَّة الدقيقة.

صعوبة الهجاء

• صعوبة تعلم لغة أجنبيَّة.

• نحو 25% من الأطفال الذين يعانون من الديسلكسيا يعانون أيضاً من فرط النشاط ونقص الانتباه.
أعراض الديسلكسيا في سن المراهقة والبالغين تشبه الأعراض في سن الدراسة:
• مشاكل في القراءة، والكتابة، والهجاء.
• صعوبة تعلم لغة أجنبيَّة.
• صعوبة في الحفظ.
• صعوبة تلخيص قصة.

العلاج

كما ذكرنا، فمرض الديسلكسيا ليس له علاج، لكن يمكن التعامل مع الطفل المصاب بالمرض وتحسين حالته من خلال برنامج تعليمي معين، يقوم به اختصاصي تعلم القراءة أو معالج للكلام، فمثلاً يمكن استخدام تقنيات السمع، والرؤية، واللمس لتحسين مهارات القراءة لدى طفلك، وأيضاً للأب والأم دور مهم جداً في تحسين حالة الطفل عن طريق:
1. الاكتشاف المبكر للحالة، خاصة في سن رياض الأطفال، أو الصف الأول من المدرسة، يساعد على العلاج بشكل أحسن وأسهل.
2. قومي بتثقيف نفسك حول علاجات الديسلكسيا، وتابعي أحدث الأبحاث، ويمكنك أيضاً البحث عن آباء آخرين لطفل مصاب بالديسلكسيا، فقد يكون مصدراً ممتازاً للمعلومات والدعم النفسي.
3. اقرئي دائماً لطفلك، وبصوت عالٍ في سن صغيرة، يمكن ذلك في سن 6 أشهر أو أقل، وفي السن المناسب بعد قراءة القصص لطفلك حاولي قراءتها معاً مرَّة أخرى.
4. ساعدي طفلك على عمل الواجبات المنزليَّة، ووفري له بيئة هادئة مناسبة لذلك، والجأي إلى الدروس الخصوصيَّة إذا استدعى الأمر ذلك.
5. شجعي طفلك على القيام بأنشطة يحبها مثل الفنون، والرياضة، وأي نوع من الأنشطة غير الأكاديميَّة، فقد تعطيه أثراً إيجابياً في حياته، وتساعده على التفوق.
6. شجعي طفلك باستمرار، وابحثي عن نقاط القوة بحياته وإنجازاته، وأثني عليها.

7. تأكدي من أنَّ طفلك بدأ طرق العلاج الصحيحة، عن طريق متابعته وتقييمه باستمرار.
8. إذا لاحظت أنَّ طفلك محبط أو مكتئب نتيجة لقلة تحصيله الدراسي، فعليكِ اللجوء إلى معالج نفسي لحلِّ هذه المشكلة.