جميعنا نبحث عن من يرشدنا إلى قواعد القوة وفى الوقت نفسه نتجاهل أن القوة كامنة داخلنا وبأننا نبحث عن طريق الوصول إلى أنفسنا
مع هذا الكتاب قواعد السطوة يجعلك تهتم باكتساب وفهم الآخرين وكيفية السيطرة والسيادة عليهم.
ولكن كيف تستطيع أن تستخدم هذة القواعد وما هو الوقت المناسب لذلك وفي أى موضع تستخدم هذه القواعد؟
هناك ثلاث أسماء لهذا الكتاب
1) قواعد السطوة:
2) كيف تمسك بزمام القوة
3) 48 قانونا للقوة
والتسمية الإنجليزية ( the 48 laws of power)
إن الجهل بهذه القواعد يسبب لك من الخسائر ما يصيبك باليأس والتحسر والغضب، وأن معرفتك بها ستفتح لك الطريق لتصحيح مسارك واكتساب مكانتك في كل تعاملاتك القادمة.
هنا لا تنتظر من الكاتب أي توجهات أخلاقية لأنه يعرض القواعد كما ستراها في الواقع بحيادية وأحيانا بقسوة وإن عرضها بهذه الطريقة يفيدك كثيرا لأنك وإن لم تكن تستخدمها بطريقة تخالف أخلاقك ومبادئك فستعرف على الأقل كيف يمكن للأخرين أن يستخدموها ضدك.
لا أحد سيعيش بما يكفي ليتعلم هذه القواعد بنفسه، لذلك استخدم الكاتب اسلوب يشبه الواقع والتجارب وهو القصص، والهدف أن تحمي نفسك من مكائد الناس.
عليك أن تعلم أن لاشيء في السطوة يتطلب منك أن تكون دنيئا، بل إن البراعة تساعد التافه الحقير على إخفاء ضعفه ودنائته لأنها تقدم له الوسائل للتحايل حتى لا يكشف الواقع جوهره الحقيقي.
يقول ميكافيلي:" من يلتزم بالطيبة طوال الوقت يسحقه المد الهائل من الأشخاص غير الطيبون".
السطوة أشبه بالمرأة الفاتنة سيئة السمعة، يطلبها الجميع ويتبرأ منها الجميع.
إن اكتساب مهارات السطوة يمكنك من أن تكون ما تحب أن تكون ويكسبك تقدير واحترام أصدقائك وأحبائك.
التعامل مع المواقف بانفعال هو أكبر ما يعيق عن اكتساب السطوة.
عليك دائما أن دائما أن تستخدم الطرق المراوغة وغير المباشرة للوصول للسلطة.
هذا كتاب عملي في فنون المراوغة والإستدراج.
القانون رقم (1)
لا تشرق أبدا أكثر من السيد:
مفاتيح السلطة:
لكل شخص مخاوفه، وعندما تعرض نفسك في العالم وتكشف عن مواهبك فإن من الطبيعي أن تثير كل أنواع السخط، والحسد وغيرها من مظاهر انعدام الأمن. ويجب أن تتوقع ذلك، ولكنك لا تستطيع أن تقضي عمرك في القلق على مشاعر الآخرين الصغيرة.
أما بالنسبة لم هم فوقك فإن عليك أن تتبع منهجا مختلفا: فعندما يتعلق الأمر بالسلطة، فإن التفوق على السيد في الإشراق ربما كان أسوأ الغلطات على الإطلاق.
أولائك الذين يصلون إلى مراكز عليا في الحياة يريدون أن يشعروا بأنهم آمنون في مراكزهم ومناصبهم وأنهم متفوقون على جميع من حولهم في الذكاء، والحصافة والجاذبية. وإن من سوء الفهم القاتل - لكنه شائع- اعتقادك بأنك عند استعراض مواهبك والمباهاة بها تكسب عواطف السيد.
القانون رقم (2)
لا تضع ثقة أكثر من اللازم في الأصدقاء وتعلم كيف تستخدم الأعداء
قال فولتير ذات يوم: " اللهم احفظني من أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم".
الرجل الذي يعفى فجأة من الموت في المقصلة هو رجل مليء بالرعرفان حقا. وسيذهب إلى أقاصي الأرض من أجل الرجل الذي عفا عنه وهكذا ممكن أن ينقلب الأعداء السابقون إلى أخلص الأصدقاء الموثوق بهم.
قال الرئيس الأمريكي الراحل كالفن كولدج: " لا يوجد في العالم أكثر من الموهوبين الذين يفشلون".
قال لنكولن:" يمكنك أن تمحق عداء عدوك بأن تجعله صديقا".
لا تجعل وجود الأعداء يحبطك أو يحط من عزيمتك، فأداؤك مع وجود خصم أو اثنين تعرفهم جيدا يكون أفضل من التعامل مع أعداء حقيقين لا تعرف من أين يأتونك.
الحكيم يستفيد من أعدائه أكثر مما يستفيد الأحمق من أصدقائه.
القانون رقم (3)
أخف نواياك
استعن على تحقيق أهدافك بإخفاء مقاصدك
الحكمة: تكتم على مقاصد أفعالك لتربك وتحير من حولك وتمنعهم من الكيد أوالإستعداد لك، شجعهم على الخطأ في تفسير تحركاتك، اتركهم في الظلام حتى إذا أدركوا ما أنت مقدم عليه يكون الأوان قد فات على ايذائك أو تعطيلك.
الجزء الأول: ظلل الناس بعيدا عن مقاصدك الحقيقية بالتظاهر بأنك ترغب في شيء آخر.
الإغواء يعتمد على الإيحاء ويفسده التصريح والكلام المباشر.
لا تجعل أحدا يكتشف أنك تخادع، لكن اجعل أكبر مكرك هو في أن تخفي كل ما قد يكشف للآخرين مكرك.
معظم الناس كتب مفتوحة يفضون بما يشعرون به ويعبرون عن آرائهم في كل مناسبة ويظهرون دائما خططهم ونواياهم وهم يفعلون ذلك لأسباب عديدة:
1) لأن من السهل دائما أن تنساق للرغبة في الحديث عن مشاعرك ونواياك حول المستقبل، بينما الأصعب هو أن تراقب لسانك لتحكم ما تقول.
2) لأن الكثيرين يظنون أن أن صراحتهم وعفويتهم تكسبهم قلوب الآخرين وتظهر لهم طبائعهم الطيبة وهذا تظليل خطير لأن الصراحة تشبه سكينا ثلمة تدمي أكثر مما تقطع.
الصراحة تجرح الناس ومن الحكمة أن تسمع الناس ما يحبون سماعه وليس ما تظنه أو تستشعره من حقائق فجعة وقبيحة تؤذيهم.
الأهم من ذلك أن الصراحة والعفوية يجعلانك واضحا ومقروءا للآخرين ويستحيل بعدها أن تجني منهم الإحترام والهيبة وهما شرطان لا يمكن من دونهما لأي شخص أن يكتسب السطوة.
إن كنت ترغب بالسطوة تخلى عن الصراحة وتدرب على فن كتمان نواياك.
ممكن أن تتحدث كثيرا عن رغباتك وأهدافك - لكن ليست الحقيقية- حينها سوف تصطاد ثلاثة عصافير في حجر واحد:
1) سيراك الناس ودودا ومنفتحا وأهلا للثقة.
2) تخفي نوياك الحقيقية.
3) تجعل أعدائك يجهدون أنفسهم في مطاردة الأوهام.
تذكر أن أفضل الماكرين هم من يبذلون كل جهدهم لإخفاء خداعهم، فهم يزرعون الصدق في جانب ليحصدوا ما يريدون من عدم الصدق في جوانب أخرى، فالصدق مجرد سلاح إضافي في ترسانة مكرهم
الجزء الثاني: الخداع والمكر هما أهم استراتيجيات السطوة، لكن لكي تتقن الخداع عليك أن تستخدم ستائر الدخان التي تظلل الناس عن مقاصدك الحقيقية، ومن أبرع هذه الطرق، تعابير الوجه المحايدة والمألوفة والذي يطمن الآخرين ويستدرجهم إلى الفخ الذي أعددته لهم.
القانون رقم (4)
قل دائما أقل مما هو ضروري (اقتصد دائما في كلامك)
كثرة الكلام تضيع هيبتك وتظهرك أقل عزما، وحتى الكلام التافه سيبدو أكثر وقارا إن كان مقتضبا وغير محدد ومفتوحا على كل التفسيرات.
أصحاب السطوة يؤثرون في الناس ويرهبونهم بإيجاز كلامهم، وكلما تكلمت أكثر يزيد احتمال أن تقول شيئا تافها أو غبيا.
قال ليوناردو دافينشي ذات يوم:" عند اكتمال القمر يفتح المحار صدفته وعندها يسرع حيوان السرطان ويضع حجرا ليمنعها من الإنغلاق ثانية ويصبح المحار وجبة له. ذلك هو مصير كل من يفتح فمه أكثر من اللازم ويضع نفسه تحت رحمة المستمع".
قال الكاردنال دي ريتز: " من الأخطر على الوزير أن يتفوه بالحماقات من أن يرتكبها".
السطوة بالأساس لعبة مظاهر، وحين تقتصد في كلامك تظهر حتما أقوى من حقيقتك.
الصمت يجهد الآخرين، لأن الناس بطبيعتهم يميلون لتفسير وفهم من يتعاملون معه، وحين تقلل من كلامك لا يمكنهم الإختراق لمعرفة مقاصدك.
إجاباتك المقتضبة وصمتك يوترهم ويجعلهم في موقف الدفاع ويبدأون في طرح التفسيرات عنك.
الإقتصاد في الكلام ليس حكرا على السادة والملوك، بل انه يمنحك هالة من العمق والوقار في أي مجال من مجالات الحياة.
الإقتصاد في الكلام يمنح أفعالك وكلماتك جلالا وسطوة ويقلل من تعرضك لقول شيء يهدد مكانتك أو حتى حياتك.
هناك أوقات لا يكون من الحكمة فيها أن تصمت خاصة عند التعامل مع رؤسائك، فالصمت قد يولد لديهم الشك والخوف منك
القانون رقم (5)
يتوقف الكثير على سمعتك - فحافظ عليها بحياتك.
(السمعة عماد السطوة: دافع عنها باستماتة)
السمعة وحدها يمكن أن ترهب وتنتصر، وسقوطها يعرضك للهجوم والضربات من كل جانب، حافظ على سمعتك وتنبه لأي هجمات تحاك ضدها واحبطها قبل أن تمسك، وتعلم أن تدمر خصومك بإحداث خروق في سمعتهم ثم اتركهم للجماهير ينصبون لهم المشانق.
قال فريدريك نيتشه:" جراح الضمير أسهل في الشفاء من جراح السمعة".
لا يفتح الناس قلوبهم تماما حتى لأصدقائهم المقربين، فتظل بعض خصالهم سرا لا يفشونه أبدا، لذلك نحب أن أن نتجاهل هذه الحقيقة وأن نبني حكمنا على الآخرين من مظاهرهم ومما يبدو منهم لأعيينا (كالملابس والإيماءات والكلمات والأفعال) فالمظهر هو ميزان الأحكام، فبمجرد ذلة أو عمل أخرق أو تغيير متهور في مظهرك قد يسبب لك الكوارث.
ذلك السبب الذي يجعل عليك أن تبذل كل جهدك لتصنع لنفسك سمعة ترضاها ثم تحافظ عليها. هذه السمعة سوف تحميك من لعبة الحكم بالمظاهر.
السمعة لها سطوة السحر: فلمسة وادة من عصاها الخارقة تضاعف قوتك وتبعد عنك حقد الحاقدين.
في البداية عليك أن تسعى لترسيخ سمعة تقوم على خصلة بارزة لديك كالكرم أو الأمانة أو الذكاء، وسوف تميزك هذه الخصلة وتجعل الناس يتحدثون عنك، ثم عليك أن تعمل على نشر هذه الخصلة بين أكبر عدد من الناس...ثم تأملها وهي تنتشر كالنار بين الهشيم.
السمعة القوية تزيد من سطوتك واقتدارك دون أن تبذل مزيدا من الجهد، وهي تضع حولك هالة تكسبك الإحترام والهيبة.
وكم يقال فإن سمعتك تسبقك دوما.
السمعة ثروه عليك أن تصنعها بعناية وتحافظ عليها وترد داما كل الهجمات عنها.
القانون رقم (6)
اكسب لفت الأنظار بكل ثمن
تقدر الأشياء بمظهرها ولا أحد يهتم بما لا يراه، لا تكن نكرة وسط الجموع حتى لا يتجاهلك الناس. أبرز نفسك واختلف عن الآخرين وألفت اليك الأنظار بإظهار المكانة أو الحيوية أو الغموض حتى لا تضيع وسط الجموع المائعة والخجولة.
الجزء الأول: اجعل اسمك مرتبطا في أذهان الناس بالإثارة والفضائح:
اجذب الإنتباه بصنع صورة لنفسك لا تنسى أو حتى مثيرة للجدل، افتعل فضيحة أو افعل أي شيء آخر يجعلك تبدو اسطوريا ومختلفا عن الأشخاص العاديين.
لا تشغل بالك بطبيعة ما يجذب الناس لك لأن الشهرة مهما كان نوعها تجلب السطوة، وأفضل لك أن يشهر الناس بك ويهاجموك عن أن يتجاهلوك.
في بدايات طريقك إلى القمة عليك أن تبذل كل طاقتك لجذب الإنتباه، ولا يهمك نوعية ما يجذب لك الشهرة.
جذب الإنتباه سواء ايجابا أو سلبا هو سر نجاح بعض الأفراد.
التألق على كل من هو حولك هو مهارة لا يولد أحد وهو يتقنها، لذا عليك أن تتعلم كيف تضمن جلب الإنتباه إليك (كما يجذب المغناطيس الحديد).
في بداية مسارك المهني عليك أن تربط سمعتك واسمك بخصلة أو مظهر يميزك عن الآخرين. قد يكون هذا المظهر أسلوبا مميزا في اللبس أو ملمح في الشخصية يعجب الناس ويجعلهم يتحدثون عنك.
بمجرد أن يترسخ هذا التصور يصبح لك مكان في سماء الشهرة تصنع فيه نجوميتك.
يحتاج المجتمع إلى رموز تتجاوز قصر الحياة، إلى أشخاص يبرزون فوق المعتاد وفوق الشائع، لذلك لا تخشى من خصالك التي تفرقك عن الآخرين وتجذب اليك الإنتباه، فالأفضل لك أن تشوه سمعتك عن أن يتجاهلك الناس.
كل المهن تحكمها هذه القاعدة، فكل مهنة تحتاج إلى مسحة من الإستعراض.
كن متألقا وظاهرا للجميع...فمن لا يحظى بالظهور كأنما لم يولد قط.
الجزء الثاني:
اصطنع لنفسك هالة من الغموض والرهبة.
في عالم أصبح فيه كل شيء مبتذلا وعاديا تبقى للأشياء المبهمة جاذبيتها.
لا تجعل أبدا من السهل معرفة ما تفعل أو ما تنوي أن تفعل، ولا تظهر كل أوراق اللعب في يديك. فالغموض يضفي على حضورك جلالا ويدفع الآخرين للتخمين- فالكل سيراقبك ليعرف خطوتك التالية. استخدم الغموض للأخذ بألباب الناس وغوايتهم أو حتى ترهيبهم.
معظم الناس تسهل قرائتهم كالكتاب المفتوح فهم لا يتحكمون بكلماتهم أو صورتهم ولا يصعب توقع تصرفاتهم.
يعرف الفنانون والمختالون العلاقة بين الغموض وجذب الإنتباه.
إن كان وضعك الإجتماعي يمنعك من أن تظهر غامضا تماما، فاحرص على الأقل ألا تبدو مقروءا تماما، فمن آن لآخر عليك أن تخالف ما يتوقعه الناس منك.
إن وجدت نفسك محاصرا ويائسا في الدفاع عن نفسك عليك أن تجرب شيئا بسيطا: قم بتصرف يصعب تفسيره أوفهمه، تخير تصرفا بسيطا لكن نفذه بطريقة تبلبل خصمك، طريقة تسمح بالعديد من التفسيرات الممكنة وتخفي نواياك الحقيقية.
الحجاب يغطي الراقصة، ما يظهره يثير وما يخفيه يولد الشغف (ذلك هو جوهر الغموض)
إن لم تبح نفسك للآخرين، فإنهم سيسعون لأن يفهموك....أضف لمسة من الغموض على كل شيء، فهذا الغموض هو الذي هو الذي سيضفي عليك المهابة.
وحين تفسر شيئا لا تكن واضحا تماما...بهذه الطريقة تقلد الحكمة الإلهية التي تجعل الناس يتساؤلون ويتفكرون فيما سوف تأتي به الأقدار
هناك أوقات لايصح فيها جذب الإنتباه إليك حيث يكون عليك أن تتجنب الشهرة والفضائح، فلا يجب أن تهدد شهرتك أو تتحدى شهرة من هم أعلى منك إن كانو راسخين في مواقعهم، فلن يظهرك ذلك دنيئا فحسب بل تافها أيضا.
ولا تظهر أبدا جشعا للفت الأنظار لأن ذلك يظهرك مهزوزا ويبعد عنك السطوة، ولتعلم أن هناك أوقات يكون فيها الأصلح لك أن تبتعد عن مركز الإنتباه. فحين تكون في حضرة ملك أو ملكة أو من في قدرهما انحني وانسحب إلى الظلال ولا تنافسهم أبدا.
القانون رقم (7)
اجعل اللآخرين يقومون بالعمل بدلا عنك، ولكن احصل على الفضل دائما (استفد من جهود الآخرين، لكن احتفظ لنفسك بالتقدير):
الحكمة: استخدم حكمة ومعرفة الآخرين وسعيهم لتقصي الحقائق لتحقيق مآربك، فذلك لن يوفر وقتك وجهدك الثمينين فحسب ولكن سيضفي عليك هالة اعجازية من الكفائة والسرعة، وسرعان ما يتم نسيان من ساعدوك وتبقى أنت وحدك في الذاكرة. لا تفعل بنفسك ما يمكن أن يفعله لك الآخرون.
يتوهم الكثيرون أن العلماء لأنهم يتعاملون مع الحقائق بعيدون عن المنافسات الشخصية الحقيرة التي تنغص حياة بقية سكان العالم.
تكريمك على أي اختراع مهم بل أهم من الإختراع نفسه.
عليك أن تؤمن العرفان لنفسك وتمنع الآخرين من انتحال ثمرة جهدك الشاق، ولتحقيق ذلك عليك أن تتكتم على ابتكارك إلى أن تتأكد من خلو السماء من الطيور الجارحة.
تعلم أن تستفيد من أعمال الآخرين لتطوير مشاريعك فالوقت ثمين والحياة قصيرة. إن حاولت أن تفعل كل شيء بنفسك فسوف تنهك طاقتك ولا تستطيع أن تواصل حتى النهاية. الأفضل لك أن تحتفظ بقواك وتقتنص جهود الآخرين وتعمل على أن تنسبها لنفسك.
النسر من بين كل المخلوقات الغابة يحصل على ما يريده بسهولة، بالإستيلاء على الفرائس التي عجزت عن أن تنجو بأنفسها والتي شقى الآخرون لإقتناصها.
انتبه من النسور التي تحوم حولك ختى لا تخطف ما جاهدت لتحقيقه.
القانون رقم (8)
استدرج الآخرين لفعل ما تريد:
حين تجعل الآخرين يفعلون ما تريد تكون لك السيطرة عليهم، والأفضل أ، تغري خصومك ليأتوا اليك متخلين عن خططهم الخاصة. استدرجهم اليك بالمكاسب لتكون أوراق اللعبة في يدك ثم هاجمهم وافرض عليهم شروطك.
قال بسمارك يوما:" حين أضع الطعم لصيد الغزلان لا أطلق السهم على أول ضبي يأتي ليتشممه، بل انتظر إلى أن يأتي القطيع بكامله.
هناك مشهد تكرر كثيرا في التاريخ: يقوم قائد عنيف بتحركات جريئة تكسبه سطوة هائلة، لكن تدريجيا تصل سطوته لذروتها وبعدها بسرعة ينقلب كل شيء ضده.
في عالم السطوة عليك أن تسأل نفسك لماذا لا تتحكم بالأمور رغم حماسك لحل المشكلات وهزيمة الخصوم: الإجابة بسيطة وهي عليك أن تغير فكرتك الخاطئة عن السطوة، لأنك غالبا ما تظن أن الشدة والحزم يؤديان إلى الحسم والفاعلية. والحقيقة أن أنجح الأفعال هي ضبط النفس والتنائي بنفسك واستدراج خصومك وملااقبتهم وهم يدخلون الفخاخ التي أعددتها لهم، لأن سعيك يجب أن يستهدف السطوة الدائمة والمستمرة وليس النصر الخاطف.
وهناك أمران ضروريان لتحتل هذا الموقف:
1) أن تسيطر على انفعالاتك ولا تستسلم أبدا للغضب.
2) أن تتلاعب بميل الناس الطبيعي للإستجابة بغضب حين تستفزهم أو تضللهم بالطعم المناسب.
إن استطعت أن تجعل الآخرين يحفرون قبورهم بأنفسهم فلماذا تحفرها لهم؟
الصورة: فخ العسل للدببة.
القانون رقم (9)
انتصر بأفعالك وليس بكلامك:
الإنتصارات اللحظية التي تظن أنك أحرزتها بالجدل هي في الحقيقة انتصارات سفيهة: فالإمتعاض والضغينة التي تتركها تفوق في قوتها وبقائها أي تغيرات لحظية في آراء الآخرين. القوة الأكبر تأتي من اتفاق الآخرين معك من خلال أفعالك دون أن تتفوه بكلمة. اعرض ولا تشرح.
في عالم السطوة عليك أن تتعلم التأثير طويل الأمد لأفعالك على الآخرين.
الكلمات لها قدرة ماكرة على جعل الناس يفسرونها حسب أهوائهم ونقاط ضعفهم.
حتى أفضل البراهين لا تكون مؤقرة لأننا جميعا لا نثق بالطبيعة المراوغة للكلمات.
حتى لو اتفقنا مع شخص في رأيه فإننا نعود بعدها بأيام لآرائنا القديمة ليس لشيء إلا أننا اعتدنا عليها.
الصورة: المجادلون كالمنشار يتحركون صعودا وهبوطا دون أن يصلوا لأي مكان، تخل عن المنشار وبين للآخرين ما تريد دون جدال أو صخب.
قال بنيامنين دزرائيلي:" لاتجادل، في المجتمع ليس هناك مكان للمناقشة بل لإظهار النتائج فحسب".
القانون رقم (10)
إحذر من البائسين، حتى لا تنتقل اليك عدواهم
الحكمة: بؤس الآخرين قد يقتلك - فالمشاعر معدية كالمرض
قد تظن أنهم غرقى وأنك تساعدهم بينما أنت بذلك لا تفعل سوى أنك تدفع بنفسك للكارثة.
سيجلبون العسر لأنفسهم ولك أيضا. دعك منهم وخالط السعداء والمحظوظين حتى ينتقل اليك حظهم.
نمط الشخصية المعدية لا يقتصر على النساء، فهو سمة لا ترتبط بالجنس بل تنشأ عن وحدة واضطراب عميقين في مشاعر الشخص وأهوائه وتتسربان إلى تصرفاته وعلاقاته للشخص فتجلبان عليه الكوارث وتدفعانه للدمار والفوضى.
حين ترى أن أحد المقربين منك لديه هذه السمات لاتجادله ولا تحاول أن تهديه وتصلحه ولا تقدمه إلى معارفك وأصدقائك، بل فقط ابتعد حتى تحمي نفسك من عواقب صحبته.
إن الناس معرضون للغاية للتأثر بمزاج وأهواء وحتى طرق تفكير خلانهم الذين يقضون معهم أوقاتا طويلة.
هؤلاء التعساء والمتقلبون الذين لا أمل في شفائهم تكون لديهم قدرة كبيرة على نقل عدواهم إلى الآخرين لأن طباعهم وانفعالاتهم تكون غاية في الحدة والتأثير، وغالبا ما يظهرون أنفسهم ضحايا بحيث يصعب في البداية أن ترى بؤسهم من صنع أيديهم. وقبل أن تعرف الطبيعة الحقيقة لمشاكلهم تكون قد أصبت بعدواهم.
وعليك ألا تستهن أبدا بمخاطر العدوى.
تعرف على المحظوظين لتصاحبهم وعلى البائسين لتبتعد عنهم.
لا تفتح بابك للبؤس مهما كان صغيرا لأنك إذا فعلت لن يظل وحده بل سيجر معه المزيد والمزيد من الكوارث فلا تدع شقاء الآخرين يقتلك.
القانون رقم (11)
تعلم أن تبقي الناس معتمدين عليك
الحكمة: لكي تحافظ على حريتك واستقلالك بين الناس عليك أن تجعلهم محتاجين اليك ومعتمدين عليك لتحقيق سعادتهم وازدهارهم، ولا تعلّمهم أبدا كيف يستغنوا عنك.
غاية السطوة هي أن تجعل الناس يفعلون ما تريد، وحين تستطيع أن تحقق ذلك دون أن تؤذيهم بل تجعلهم طوعا يمنحونك ما تريده منهم ستكون سطوتك فوق المساس. وأفضل دليل على ذلك هو أن تتأكد من اعتكادهم عليك، وبحيث يضعف وتتعطل أعماله من دونك وأن تدمج نفسك في صلب أعماله بحيث يؤدي تخلصه منك إلى مصاعب قصوى أو على الأقل إلى اهدار وقت ثمين في تدريب من يحل محلك.
لا تخطئ مثل الكثيرين الذين يعتقدون أن الشكل الأمثل للسطوة هو الإستغناء عن الناس، فالسطوة علاقة بين البشر، وسوف تظل بحاجة إلى حلفاء أو أتباع أو حتى أولياء ضعاف يصبحون واجهة لك.
اجعل الآخرون يعتمدون عليك بحيث يصبح التخلص منك يعني لهم الكارثة أ, حتى الموت فلا يستطيع وليك أن يتخيل مصيره بدونك. هناك عدة طرق أفضلها أن تمتلك موهبة أو مهارة خلاقة لا يمتلكها غيرك.
اقتباس من معلم: احتفظ باعتماد الناس عليك فسوف تجنى من اعتمادهم عليك أكثر مما تجنيه من لطفهم معك. من يروي عطشه يدير ظهره فورا للنبع لأنه يكتفي منه. وحين يزول اعتماد الناس عليك ينتهي تلطفهم وأدبهم معك وبعدها يزول احترامهم لك.
القانون رقم (12)
ادفع باللتي هي أحسن:
اكسب ولاء من يهمك، أو ارفع عنك عداءه بالسخاء والصدق
الحكمة: قيامك بفعل واحد ينم عن الطيبة والإخلاص يكفّر عنك لدى الآخرين ويلهيهم عن العشرات من أفعالك الغادرة، والإظهار الصادق للتلطف والكرم يفتح قلوب حتى أكثر الناس ارتيابا. وبمجرد أن ينفتح لك قلب من يهمك يمكنك أن تحركه وتتلاعب به كما تشاء. والهدية التي تقدما في الوقت المناسب تعمل كالحصان الذي مكن الإغريق من فتح طروادة.
الإلهاء هو جوهر الخدع والمكائد لأنه يشتت أذهان الناس ويوفر لك الوقت والحيز لفعل شيء دون أن يلاحظوا. ويعد التصرف بعطف أو صدق أو سخاء من أقوى أنواع الإلهاء لأنها تقضي على ارتياب الآخرين فيك وتجعلهم كالأطفال يفرحون بأي تلميح ودود.
كان الصينيون القدماء يسموت ذلك "أعط حتى تأخذ"- فعطائك يجعل الشخص لا يلاحظ ما تأخذه، وتلك حيلة لها استخدامات عملية لا تحصى.
يكون تأثير الصدق أكبر ما يمكن حين تستخدمه في أول مرة تلتقي فيها بشخص، لأننا جميعا أسرى العادة، وانطباعاتنا الأولى تدوم طويلا فإن آمن شخص بأنك صادق ف بداية تعارفكما سيصعب عليه بعد ذلك أن يغير رأيه، وهذا يمنحك حيزا كبيرا للمناورة.
الصدق هو أفضل الطرق لنزع دفاعات الحذرين ولكنه ليس الطريقة الوحيدة، فأي تصرف نبيل أو فعل ينم عن الإيثار يفي بالغرض. وهناك أيضا الهدايا فمن النادر أن يرفض الناس الهدايا حتى من ألد أعدائهم، فالهديا تداعب روح الطفولة فينا وتجعلنا نتصرف كأطفال.
يجب أن يكون التعاطف الماكر أيضا سلاحا في جعبة مكائدك.
الصورة: حصان طروادة (إنه المكيدة مخبأة في هدية لن يستطيع خصمك أن يقاومها، ستفتح لك الأسوار وحين تدخل يمكنك أن تفعل كل ما تشاء.
القانون رقم (13)
لا تناشد في الناس العطف أو رد الجميل، استدرجهم بمصالحهم
الحكمة: إن احتجت من احد المساعدة لا تذكره بما قدمت له من هبات أو مساعدات لأن ذلك سيجعله يختلق الأعذار للتهرب منك، أظهر له شيئا يعود عليه بالفائدة من تحقيق طلبك ومن تعاونه معك، وركز كلامك على هذه الفوائد. إن أقنعته ستجده يلبي مطالبك بحماس.
مفاتيح للسطوة:
في سعيك للسطوة ستجد نفسك مرارا تطلب العون ممن هم أعلى منك سلطة ومقدرة. وهناك فن لطلب العون يعتمد بالأساس على فهمك لطبيعة الشخص الذي تتعامل معه، وألا تخلط بين ما تريده أنت وما يريده هو.
معظم الناس يخلطون في هذا لأن رغباتهم واحتياجاتهم تشوش عليهم تفكيرهم وتجعلهم يظنون بأن من يتوجهون اليه بالطلب لا يضع اعتبار لمصلحته الشخصية في المساعدة التي يقدمها لهم وكأن احتياجاتهم تهمه لكن الواقع أن ذلك قد لا يعنيه في شيء.
ونجد أحيانا من يترجى تحقيق مطالبه بإسم المبادئ والقيم السامية كالمحبة والعرفان بالجميل وبذلك يقحم القضايا الإنسانية الكبرى في الشؤون التي تحكمها الوقائع اليومية البسيطة. ما لا يعرفه هؤلاء هو أن الناس جميعا حتى اكثرهم سطوة تحكمهم احتياجاتهم الخاصة وإن لم تخاطب فيهم مصالحهم فلن يروا في انصاتهم لك إلا إزعاجا أو على الأقل مضيعة للوقت.
المصلحة هي الرافعة التي تحرك بها الناس، وإن بينت لهم بوضوح أن لديك الوسيلة التي تحقق لهم ما يتمنونه أو ما يسعون اليه فلن يرفضوا أن يقدموا لك كل ما تريد من مساعدات.
في كل خطوة في طريقك إلى السطوة عليك أن تدرب نفسك على فهم عقلية من تتعامل معهم ومعرفة احتياجاتهم ومصالحهم وأن تتخلص من غطاء مشاعرك وأهواءك الذي يحجب عنك الحقيقة.
الصورة: حبل العرفان والتراحم هو حبل واه ضعيف ينقطع من أول صدمة. أما حبل المصالح فمفتول من خيوط كثيرة لا ينقطع بسهولة وسوف ينجيك ويخدمك لسنوات طويلة.
القانون رقم (14)
تودد كصديق لتراقب كجاسوس
من الأمور المصيرية أن تكتشف أسرار منافسيك، وعليك أن تخصص لهم جواسيس يأتونك بأخبارهم حتى تكون لك الأسبقية عليهم. والأفضل أن تتجسس أنت لنفسك. في المناسبات الإجتماعية تصرف كمحقق سري واطرح الأسئلة بطرق لبقة وخفية حتى يكشف لك الناس عن نواياهم ونقاط ضعفهم. انتهز كل فرصة لتكتشف أسرار من حولك.
يقول كوتيليا:" الحاكم يرى بجواسيسه، والأبقار ترى بأنوفها، ورجال الدين يرون بالنصوص المقدسةوبقية الناس يرون بأعينهم".
مفاتيح السطوة:
في عالم السطوة يكون هدفك أن تتحكم بما قد يأتي به المستقبل.
جزء من المشكلة أن الناس لا يبوحون بما في فكرهم ومشاعرهم وخططهم للمستقبل.
والنتيجة أنك لا تتنبأ بتحركاتهم وتتصرف دائما مغمض العينين.
والذكاء هو أن تجد وسيلة لسبر أغوارهم للتعرف على أسرارهم ونواياهم الخبيئة دون أن يلاحظوا أنك تتجسس عليهم.
هذا ليس صعبا كما تتخيل، فبإظهار التودد تستطيع جمع المعلومات سرا عن الأصدقاء.
الطريقة الأكثر شيوعا للتجسس تكون باستخدام آخرين، لكنها خطرة فقد يكتشفون سر تجسسك وينقلبون ضدك. فالطريقة المثلى أن تصبح أنت جاسوسا لنفسك.
باستدراجك للناس للقيام بأفعال معينة يمكنك أن تعرف الكثير عن اخلاصهم وأمانتهم وباقي خصالهم، وهذه أحسن طريقة لتوقع تصرفاتهم في المستقبل.
الصورة: التجسس عين ثالثة.
عليك الآن أن تعرف أن ما يجعل الحاكم أو القائد الحكيم يقهر العدو كلما قابله هي قدرتهم على التبصر بأحوال العدو، وهذا التبصر لا يأتي باستدعاء الأرواح أو الوحي الإلهي وإنما يستمد من أشخاص يعرفون أحوال العدو جيدا (أي الجواسيس).
القانون رقم (15)
اسحق عدوك سحقا كليا
لقد عرف كل القادة العظام منذ موسى (عليه السلام) أن العدو المرهوب يجب سحقه بصورة كاملة، فإذا تركت جمرة واحدة مشتعلة مهما كان احتراقها داكنا خافتا، فإن نارا ستندلع منها آخر الأمر. فالعدو سوف يتعافى وسيبحث عن الإنتقام. فاسحقه لا جسديا فحسب بل في الروح كذلك.
بعد ان ساق المؤلف قصة الحرب الصينية والإنتقام من العدو شر انتقام بمحوهم عن بكرة أبيهم قال: هذا هو مصيرنا جميعا إن تعاطفنا مع أعدائنا وأخذتنا بهم شفقة أو أمل في التصالح معهم، وإن جعلنا ذلك نتردد في التخلص منهم، فلن يؤدي ذلك إلا إلى تقوية خوفهم منهم منا وكرههم لنا.
حين نتساهل مع أعداء هزمناهم مأهنا عزتهم نكون كمن يربي ثعابين الكراهية التي تقوى يوما لتقتله.
قال كوتيليا:" من يريد الإنجاز عليه أن يتخلى عن الرحمة".
أعداءك يتمنون لك الشر، وليس هناك شيء أحب اليهم من التخلص منك، وإن حاربتهم ثم توقفت في منتصف أو حتى ثلاثة أرباع الطريق بسبب الرحمة أو حتى في الرغبة في التصالح معهم تكون قد شددت من عزمهم ومن شعورهم بالمرارة ضدك، فيعودون للإنتقام منك في يوم ما.
الصورة: الثعبان الذي تطأه بقدمك ولا يموت يعود اليك ويلدغك بسم مضاعف.
القانون رقم (16)
اتقن فن الغياب لتزيد تقديرك ومكانتك
الحكمة: السلعة التي تروج بين الناس يقل سعرها، وكلما زاد حضورك وكلامك تبتذل مكانتك وتقل هيبتك. بمجرد أن يتكون لدى جماعة رأي حسن عنك يكون عليك الإنسحاب حتى يزيد حديثهم عنك وإعجابهم بك. عليك أن تتعلم متى تغيب حتى ترتفع قيمتك بندرة حضورك.
في بداية أي علاقة تحتاج لأن تؤكد الإحساس بحضورك لدى الطرف الآخر وإن أبعدت نفسك عن الأنظار في هذه المرحلة المبكرة يكون من السهل نسيانك، لكن بمجرد أن تتحرك مشاعر من تود وتتبلور مشاعرها نحوك ومشاعرك نحوها، وعدم ابداء أسباب للغياب يكون أقوى تأثيرا، فحين تغيب يتسائل المحب إن كان قد أخطأ وفي البعد تتدفق خيالاته وتفيض، ولا تؤدي إثارة الخيال إلا إلى اشعال جذوة المشاعر.
الممنوع والنادر يجذب واحترامنا وتقديرنا له، وما يثقل علينا بحضوره المقيم يثقل علينا ويجعلنا نزهده ونحتقره.
( الغياب يطفئ المشاعر البسيطة ويؤجج المشاعر الكبرى، تماما كما تطفئ الريح الشمعة ويقوى هبوبها النار).
( سأل رجل حكيما: لماذا لا تأتي لزيارتي كثيرا؟، فقال الحكيم: لأن سؤالك لماذا لا آتيك كثيرا أحب إلى من قولك، ما الذي أتي بك إلى مرة أخرى؟)
مفاتيح السطوة:
كل شيء في العالم يعتمد على الحضور والغياب، فالحضور القوي يجلب اليك الإنتباه والسطوة - فتبرز أكثر من المحيطين بك، لكن تأتي حتما لحظة يؤدي فيها حضورك إلى أثر عكسي، ويؤدي المزيد من ظهورك وكلامك إلى تقليل مكانتك، وتصبح شيئا معتادا.
أحد الجوانب اليومية المعاشة لهذه القاعدة والتي تبرز مصداقيتها هي قاعدة الندرة في عالم الإقتصاد والأسواق، فحين تسحب سلعة معينة في السوق تزداد قيمتها. استفد من قاعدة الندرة في مهاراتك، واجعل ما تقدمه للعالم نادرا صعب المنال وسوف يرفع ذلك من قيمة ما تقدمه ومن قيمتك.
الصورة: الشمس نقدر قيمتها فقط حين تغيب وكلما طالت أيام المطر يزداد اشتياقنا للشمس. لكن في فصل الصيف تصبح الشمس دائمة الحضور ومزعجة. علم نفسك أن تتوارى وتجعل الناس يشتاقون لعودتك.
استخدم الغياب لتجني الإحترام والتقدير، فالحضور يطفئ الشهرة والغياب يذكيها. والرجل الذي يعتبره الناس أسدا في غيابه يرونه تافها ومبتذلا إن تكرر حضوره. وتفقد المواهب قيمتها حين يعتادها الناس لأنهم سيرون شخصية المبدع الجافة والعادية وليس ابداعاته الشهية وحتى العبقريات الخارقة تستفيد من الإبتعاد ومن حنين الناس إليها لأن ذلك يضيف روعة أخرى إلى روعتها.
القانون رقم (17)
ارهب الآخرين بالمفاجئة وكسر التوقع
الحكمة: الناس تحكمهم العادة ويحبون أن يألفوا أفعال من حولهم لأن ذلك يعطيهم الإحساس بالسيطرة والتحكم. بلبلهم وشوش عنهم نواياك بتصرفات مباغته وغير مفهومة، لأن ذلك سوف يجهدهم في تفسير تحركاتك ويبث فيهم الخوف والرهبة.
مفاتيح السطوة: لا شيء يرهب الناس أكثر من الأمور المباغتة وغير المتوقعة وهذا ما يجعلنا نفزع من الزلازل والاعاصير لأننا لا نعلم متى تعصف بنا، وإن ضربنا احدها نضل نتوقع في فزع حدوث أخرى، ويؤثر فينا السلوك الإنساني غير المتوقع بنفس الطريقة لكن بدرجة أقل.
الحيوانات تتصرف بطريقة ثابتة لذلك يسهل علينا توقع تصرفاتها واصطيادها. الإنسان هوالكائن الوحيد القادر على أن يغير أنساق سلوكه ويحسنها بارادته.
عليك أن تعلم ان أهل السطوة يبثون الرهبة فيمن حولهم بتعمد استفزازهم وتوتيرهم حتى تبقى المبادرة في أيديهم.
عليك أن تضرب أحيانا دون إنذار أو مقدمات لتجعل الآخرين يرتجفون.
مخالفة التوقعات غالبا ما يكون تكتيكا أساسيا لدى السادة وألي الأمر.
قال بابلو بيكاسو:" أفضل الحسابات هي ألا تحسب، فبعد أن تحقق مستوى معين من الشهرة والتقدير يتوقع الناس أن كل ما تفعله مخطط وينم عن الذكاء، وحينها يصبح من الغباء أن تخطط لخطواتك مقدما بدقة مفرطة والأفضل لك أن تتصرف بوحي اللحظة".
مخالفة التوقعات لا يشكل فقط سلاح ترهيب: فتعقيد نسق تصرفاتك يجذب انتباه الآخرين اليك واهتمامهم بك، ويجعلهم يتحدثون عنك، وينسبون إلى تصرفاتك دوافع وتفسيرات لا تمت بصلة للحقيقة، لكن ذلك يبقيك دائما في أذهانهم.
الخلاصة: كلما بدوت اعتباطيا في تصرفاتك يزداد ما تجنيه من احترام وتقدير، فالخانعون وحدهم هم من يتصرفون حسب توقعات الآخرين.
الصورة: الإعصار ...ريح لا يمكن توقعها تحدث تغييرات مفاجئة في الضغط والإتجاه والسرعة، ولا توجد دفاعات توقفها، ولذلك تثير الأعاصير فينا الفزع والإرتباك.
القانون رقم (18)
لا تبن قلاعا لحماية نفسك، فالعزلة خطرة
الحكمة: العالم مكان خطر ملئ بالأعداء وعلى الجميع ان يحمي نفسه. وقد تظن أن التحصين يؤمنك، لكن العزلة تضيف إلى المخاطر أكثر مما تحمي منها، فهي تصعب عليك الحصول على المعلومات الثمينة وتبرزك كهدف سهل للهجوم. الأفضل ان تتجول بين الناس وتختلط بهم وتصنع من بينهم حلفاء. فالجموع هي الدرع الحقيقي الذي تحتمي به من الأعداء.
العزلة تضر العقل ولا تفيد الفضيلة...ولتعرف أن الشخص المنعزل يكون دائما من المترفين وغالبا من المتطيرين وأحيانا مجنونا.
برهن ميكافيللي أن من المنظور العسكري البحت يكون بناء الحصون والإحتماء بها خطأ استراتيجي دائما، فهي تقيد قدرات من يبنيها وتكون هدفا سهلا لعدوه.
تبنيها لكي تحميك لكنها تقطع عنك المساعدات وتحد من مرونتك.
بلغة الإستراتيجية لا توفر الحصون أي حماية وتخلق من المشكلات أكثر مما تحل.
البشر كائنات اجتماعية بطبيعتهم ولذلك تعتمد السطوة على التعاملات والإختلاط الإجتماعي، ولكي تكسب السطوة عليك أن تضع نفسك في مركز الأحداث.
يخطئ معظم الناس حين تهددهم الأخطار ويلجأون للإنعزال والإنغلاق على معارفهم المقربين كحصن أو ملاذ يشعرهم بالأمان.
في اوقات الريبة والخطر عليك ان تقاوم هذه الرغبة نحو الإنطواء للداخل، وأن تكون أكثر انفتاحا للآخرين.
القانون رقم (19)
اعرف مع من تتعامل
حتى لا تصيب أحدا بجهالة
العالم مليء بأنواع مختلفة من البشر ولا تظن أن الجميع سيردون على استراتيجياتك بنفس الطريقة. هناك أشخاص إن خدعتهم أو تلاعبت بهم سوف يقضون ما تبقى من جياتهم يسعون للإنتقام منك فهم ذئاب في جلود حملان. أحسن اختيار فرائسك وخصومك حتى لا تضع يدك في حجر ثعبان.
تصنيف تمهيدي:
في طريقك نحو السطوة يتقابل أنماط كثيرة من الخصوم، وعليك أن تفرق بين الذئاب والحملان / الثعالب والأرانب / الصقور والنسور.
إن تعاملت عشوائيا فستقضي ما تبقى من حياتك في حسرة دائمة.
فيما يلي ذكر لأخطر خمسة أنماط ممن قد تستدرجهم في غابات السطوة:
1) المتغطرس أو المتكبر:
على عكس ما قد يظهر لك في بداية التعامل مع هذا الشخص فإنه يصبح شديد الخطورة إن رأى شيئا يجرح كبرياءه الحساس، فما قد يظنه استهزاء به يرد عليه بعنف شديد.
من أنك قد تسأل نفسك ( أنا لم أقصد إلا كذا وكذا، ولقد كنا نتمازح...) لا يهم كل ما قد تقوله فليس هناك منطق في ردود فعل هذا الشخص ، فلا تضيع وقتك في التفسيرات.
في أي وقت إن رأيت لدى من تتعامل معه مبالغة في الحساسية والكبرياء ابتعد عنه، ومهما كنت ترجو منه فإنه لا يستحق المخاطرة.
2) الخائر دائما:
هذا النمط من الناس قريب من المتكبر لكنه أقل اظهارا للعنف ويصعب أن تتعرف عليه بسرعة. هذا النوع تكون شخصيته هشة ولا يثق في ذاته وإن أحس أن أحدا يخدعه يلتهب احساسه بالتجريح ويبدأ بمهاجمتك بضربات خفية تقوى تدريجيا قبل أن تلاحظها.
هذا النوع عليك أن تبتعد عنه لفترة طويلة، لأنك لو بقيت قريبا منه يستنزفك إلى أن يقضي عليك.
3) المرتاب:
هذا النمط هو تنويع آخر للنمطين السابقين، وهو يرى في أفعال من حوله ما يريد أن يراه، وغالبا ما يكون ما يراه هو افتراض أسوأ النوايا، والظن بأن الجميع يحاول ايذاءه,
المرتاب هو أقل أقل الأنماط المذكورة خطرا، ولأنه مضطرب يكون من السهل خداعه والتلاعب بطبيعته المتشككة لتحوله عنك لأناس آخرين، وإن أصبحت هدفا لشكوكه عليك أن تراقبه وتنتبه لنفسك.
4) الثعبان الذي لا ينسى ثأره:
إن آذيت أو خدعت رجلا من هذا النمط فإنه لن يظهر لك أي رد فعل غاضبة بل يحسب وينتظر، وحين يحين الوقت المناسب ستجده ينفذ انتقامه بهدوء ومهارة ودون رحمة.
5) الشخص البسيط المتبلد:
هذا الرجل أصعب كثيرا على الخداع مما تعتقد، حطورة هذا النمط من الرجال ليس في أنه قد يؤذيك أو ينتقم منك ولكن في أنه سوف يهدر وقتك وجهدك ومواردك وحتى توازنك العقلي في محاولة خداعه.
هناك اختبار لهذا الصنف من الرجال وهو أن تقص عليه دعابة أو حكاية، إن رأيت أنه يفسرها حرفيا دون فهم المغزى أو اللفتة، فيعني ذلك أنه من النمط المتبلد الذي وصفناه وعليك أن تتركه لحاله.
الإنتهاك الأول: لا تظن ابدا في الشخص الذي تتعامل معه أنه أضعف أو أقل أهمية منك، فبعض الناس يتحلون بالحلم ويبطأون في إظهار الشدة ويجب ألا يغريك ذلك بأن تسيء الحكم عليهم وتظن أنهم بلا نخوة وتتجرأ على اهانتهم.
إن أردت أن ترفض طلب أحد فارفضه بأدب واحترام حتى إن رأيت في الطلب وقاحة أو سخف، ولا تصد احد بصلف وإهانة أن لم تكن تعرفه جيدا، فربما تكن تواجه أشد الناس بأسا!!.
الإنتهاك الثاني: معظم الناس يتقبلون التحايل عليهم بنوع من الإذعان، فيتعلمون الدرس ويرضون بالخسارة لأن لا شيء يأتي مجانا، إلا أن هناك آخرين لا يذعنون أبدا وبدلا من التندم على سذاجتهم وجشعهم لا يرون في أنفسهم إلا ضحايا أبرياء تماما.
أمثال هؤلاء الرجال يرون أنفسهم كأبطال يدافعون عن الحقوق والكرامة.
الإنتهاك الثالث: لا يمكن أبدا أن تتأكد من مكانة من تتعامل معه، فقليل الشأن اليوم قد يكون غذا ذا سطوة كبيرة، ونحن كبشر ننسى الكثير لكن لا ننسى الإهانة
مفاتيح السطوة:
أهم المهارات اللازمة لإكتساب السطوة والإحتفاظ بها هي القدرة على قراءة الناس وعلى معرفة طبيعة من تتعامل معهم، فبدون ذلك تتخبط في الظلام.
قد تظن أنك تجامل أشخاص لتجد في الحقيقة أنك تهينهم.
قبل أن تبدأ في أي تحرك حدد بدقة طبيعة من ستتعامل معه سواء كان خصما أو ضحية فبدون ذلك تخسر الوقت وترتكب الأخطاء.
لا تعتمد أبدا على احساسك أو فطنتك في تقييم خصومك فسوف ترتكب أخطاء مزعجة إن اعتمدت على هذه المؤشرات غير الدقيقة، فلا شيء يغني عن المعلومات المحددة.
لا تثق أبدا بالمظاهر ، فمن لديه قلب أفعى قد يظهر الطيبة والتعاطف دائما حتى لا يكتشف الناس سره، والشخص الذي تراه كثير النزاع والتهديد للآخرين غالبا ما يكون في حقيقته جبانا، عليك أن تعلم نفسك رؤية التناقضات في المظاهر الخارجية وأن تستقرئ ما يكمن تحت السطح، ولا تثق أبدا بالصورة التي يمنحها الناس لأنفسهم فهي مضللة تماما.
الصورة : الصياد لا يضع نفس الفخ للذئب والثعلب فهو يعرف بدقة عادات فريسته وأماكن اختبائها ويستخدم هذه المعرفة لإصطيادها.
لتكن واثقا من أنه لا يوجد احد أقل قيمة وأهمية عن أن تحتاج يوما لمهارته وخبرته والتي لن يعطيها إليك إن كنت تحتقره وتزدريه، فالناس ينسون ما ارتكب في حقعم من أخطاء لكنهم لا ينسون أبدا من عاملهم بإحتقار.
القانون رقم (20)
لا تلتزم نفسك بالولاء لأحد
الحكمة: الأغبياء وحدهم هم من يتسرعون في الإنحياز لأحد أطراف الصراع. لجعل ولائك لنفسك فقط ولا تلزم نفسك بمناصرة أحد. حفاظك على استقلالك يجعلك تتسيد الآخرين، فتأليبك للصراع بينهم جميعا يجعلهم جميعا يطلبون دعمك وتأييدك.
الجزء الأول: لا تلزم نفسك بالولاء لأحد بل اجعل الجميع يتوددون إليك:
شعور الآخرين بأنهم يتملكونك بأي شكل من الأشكال يفقدك السطوة عليهم. وعدم اخلاص مشاعرك لأحد يجعل الناس يسعون لإرضائك والفوز بصحبتك. استمر في تحفظك واستقلالك وسوف تنال السطوة التي تأتي من تركيزهم عليك ومن عجزهم عن ضمك اليهم. تصرف كما فعلت الملكة العذراء: منّهم بالأمل ولكن لا تشبع رغباتهم أبدا في امتلاكك.
قالت الملكة اليزابيث:" أفضل أن أكون متسولة عزباء عن أن أكون ملكة متزوجة".
مفاتيح للسطوة: تعتمد السطوة اعتمادا كبيرا على المظاهر، ولذلك عليك أن تتعلم الحيل التي تحسن صورتك. إحدى هذه الحيل أن تمتنع عن الزام نفسك بشخص أو بجماعة وحين تنأى بنفسك فإنك لا تستثير في الآخرين الغضب بل الإحترام والتقدير، حيث يظهرك ذلك في عيونهم عصيا وغير خاضع لأحد أو لعلاقة على عكس غالبية الناس، ومع الوقت تنمو حولك هالة من السطوة، ومع زيادة اشتهارك بالإستقلال ينجذب اليك الكثيرون الراغبين في صحبتك أملا في التمكن من كسب ولائك لهم. والجاذبية تشبه الفيروس فحين نرى شخصا يقبل عليه معظم الناس نجد أنفسنا أيضا منجذبين إليه.
في اللحظة التي تلزم نفسك فيها بأحد يزول عنك السحر وتصبح كأي شخص آخر. ستجد الناس يبذلون كل أنواع الطرق الماكرة والخفية لجعلك تتعهد لهم بالولاء، فقد يعطونك الهدايا أو يمطرونك بالخدمات. عليك أن تشجع اهتمامهم بك لكن لا تتعهد لأحد مهما كان الثمن.
إن كنت تطمح للسطوة والنفوذ عليك أن تضع نفسك في الوسط بين القوى المتصارعة، أغري إليك أحد الأطراف بالوعد بمساندته وستجد الطرف الآخر يقترب اليك أيضا سعيا للتفوق على عدوه، ولأن كل الأطراف تتنافس لجذب انتباهك ستظهر امام الجميع كشخص له نفوذ وسطوة، وهي أكبر من أي سطوة كنت ستجنيها من الإلتزام لأي طرف.
حافظ على استقلالك وتحفظك وستجد الناس يتهافتون عليك، ويرون في كسب ودك تحديا يحفزهم.
الصورة: الملكة العذراء
صنعت حولها دائرة من الجاذبية والإهتمام والإعجاب، ولكنها لم تستسلم أبدا لمتودد بل جعلتهم جميعا يدورون حولها كالكواب التي لا ترحل أبدا عن مدارها حول النجوم ولا تصل أبدا اليها.
لا تلزم نفسك لأحد أو لشيء لأن ذلك يجعلك عبدا للجميع....عليك أن تهتم قبل أي شيء آخر بتحرير نفسك من الإلتزامات أو التعهدات لأنها الوسيلة التي تجعل الآخرين يضعونك تحت سطوتهم.
الجزء الثاني: لا تلزم نفسك بالولاء لأحد وترفع عن التورط في صراعات الآخرين.
لا تجعل الآخرين يستدرجونك إلى نزاعاتهم التافهة، أظهر لهم الإهتمام والدعم لكن عليك أن تظل محايدا. دعهم يتصارعون وتناءى بنفسك. راقب وانتظر فسوف يجهدهم الصراع ويصبحون جاهزين للقطف كالثمار اليانعة.
بمجرد أن تدخل قتالا ليس من اختيارك تفقد المبادرة، وتصبح مصلحتك مرتبطة بنتيجة الصراع وتتحول لأداة في أيدي المتصارعين. عليك أن تسيطر على نفسك وتقمع ميلك الطبيعي إلى الإنحياز إلى أحد الأطراف والتورط في الصراع.
مثل صيني قديم:" حين تتقاتل الأيائل يفوز الصياد بالغنائم".
مفاتيح السطوة: لكي تنال السطوة عليك أن تتحكم بانفعالاتك، لكن حتى حين تمتلك هذه السيطرة على نفسك لن يمكنك أن تتحكم بالإندفاعات المزاجية لكل من حولك ويشكل ذلك خطرا كبيرا عليك. معظم الناس يتقلبون في دوامات من الإنفعالات يتمخض عنها الشجار والنزاعات، وقد يؤدي تحكمك بنفسك ونأيك عن تفاهات الآخرين إلى اغضابهم واستيائهم فيحاولو أن يستدرجوك إلى دوامة التنازع ويستجدون مساندتك في معاركهم التي لا تنتهي أو أن تتوسط لإحلال السلام بينهم.
من الناحية الأخرى لا يمكنك أن تعزل نفسك تماما عن توترات الآخرين فقد تسبب لهم بذلك إهانات أنت في غنى عنها. لكي تلعب دورك جيدا عليك أن تعبر عن اهتمامك بمشكلات المحيطين بك بل أن تظهر أحيانا مساندتك لهم، ولكن في حين تعبر تلميحاتك الخارجية عن الدعم والمساندة عليك أن تحافظ على طاقتك وإتزانك من الداخل بعدم التورط إنفعاليا مع أي طرف، ومهما حاول الآخرون استدراجك لا تجعل أبدا اهتمامك بشؤونهم ونزاعاتهم التافهة يتجاوز الإهتمام السطحي.
ختاما فإن هناك أوقات يكون فيها من الحكمة أن تتخلى عن التظاهر بدعم أو مساندة أحد بل أن تعلن بوضوح استقلالك واكتفائك بنفسك، فاستعراض الإستقلال بالرأي له فائدة خاصة لمن يرغبون في كسب احترام الآخرين لهم.
ولتذكر: أن ثروتك الوحيدة هي الجهد والوقت، وكل لحظة تهدرها في شؤون الآخرين تُخصم من ثروتك. ربما تخشى أن يدينك الناس بأنك متبلد وليس لك قلب، إلا أن تمسكك باستقلالك واكتفائك بنفسك سيمنحك المزيد من الإحترام ويجعلك في موضع السطوة.
فلتعلم أن الشجاعة الحقيقة هي أن تتفادى خوض الصراعات لا أن تنتصر فيها، وحين ترى أحمقا يقحم نفسه بالصراع فابذل كل جهدك أن تنأى بنفسك حتى لا تضيف إليه أحمقا آخر.
القانون رقم (21)
استدرج فرائسك بالتظاهر بأنك أقل منهم ذكاء.
الحكمة: لا أحد يحب أن يظهر غبيا أو أقل ذكاء ممن يعامل معهم، لكن الدهاء الحقيقي أن تشعر من تستدرجه أنه ليس ذكسا فحسب بلأ أنه يتفوق عليك ذكاء. وبمجرد أن يقتنع بذلك لن يشك أو يتوقع ما تدبره في الخفاء.
لا أحد يحتمل الشعور بأن هناك من يفوقه ذكاء، وعادة ما نبرر ذلك لأنفسنا بطرق عديدة: " فلان إن معرفته معرفة كتب أما معرفتي فمن خبرتي بالحياة الحقيقة". أو " لإن أبواه دفعا الكثير لتعليمه في أفضل المدارس والجامعات ولو كان أبواي بهذا الثراء أو كنت أكثر حظا لتفوقت عليه".
إذا انتبهت لهذا القدر من اهتمام الناس لعرفت أن عليك دائما أن تتجنب أن تهين عامدا أو غير عامد القدرات العقلية لدى كل من من تتعامل معهم، فهو خطأ لا يغفره أحد. لكن يمكنك أن تسخر هذه القاعدة الحاكمة لصالحك لتفتح لك الباب لكل أنواع المكيدة والخداع، وذلك بأن تؤكد بالتلميحات للآخرين أنهم أذكى منك بل حتى أن تتظاهر بالبلاهة نوعا ما ويمكنك حينها أن تجرهم من أعناقهم دون أن يتنبهوا فشعورهم بالتفوق العقلي يعطل ما لديهم من الإرتياب والحذر
هناك مثل صيني يقول:" تنكر كالخنزير كي تصيد النمر" وأصل المثل طريقة صيد قديمة يرتدي فيها الصياد جلد وخطم خنزير وينخر بصوت خنزير ويظن النمر الجبار أن خنزيرا في طريقه ويدعه يقترب ويسيل لعابه متوقعا الوجبة السهلة الآتية إليه، ولكن في النهاية تكون الضحكة الأخيرة للصياد.
الذكاء هو أوضح الصفات التي عليك أن تخفف من ظهورها، لكن عليك ألا تتوقف عند هذا الحد، فالتذوق الجمالي والتمكن يقاربان الذكاء في نفس القدرعلى مقياس الغرور. أظهر للآخرين أنهم أكثر تمكنا منك وسوف يشل ذلك حذرهم تجاهك، فإن ادعاء السذاجة والغفلة يصنع المعجزات.
عليك أن تتعلم الإستفادة من الغباء، فأكثر الناس حكمة يستخدمون هذه الحيلة أحيانا، وهناك أحيان يكون فيها التغافل هو قمة الحكمة، ليس الجهل بل الإدعاء بأنك تجهل.
القانون رقم (22)
راوغ بالإذعان لتحول ضعفك إلى قوة
?