مهارات النجاح / التطوير الشخصي / الذكاء العاطفي / إدراك الذات / التنظيم الذاتي /

كيف يكون الذكاء العاطفي

كيف يكون الذكاء العاطفي - هنا hana

تكون العواطف كأحجية يصعب حلها بالنسبة إلى الكثير من الناس، ويُساء فهمها كثيراً، وتؤثِّر في التفكير تفكيراً عقلانيَّاً، وتؤدي إلى سلوك غير متوقع ومحير، وأحياناً تضعك في حالة من الارتباك والذهول، ومع ذلك، لا تُسبب العواطف مشكلةً بالنسبة إلى الأذكياء عاطفياً؛ فالذين يتمتعون بذكاء عاطفي عالٍ قادرون على التعرف إلى العواطف والتعبير عنها واستخدامها في التفكير وإدارة عواطفهم وعواطف الآخرين. والذكاء العاطفي باختصار هو القدرة على استقراء المشاعر والتجاوب معها تجاوباً مناسباً، وفقاً للمعالجة النفسية تينا ب. تيسينا (Tina B. Tessina). إذاً كيف يكون الذكاء العاطفي؟

كيف يكون الذكاء العاطفي؟


إذاً، كيف يمكِنك تمييز الذين لديهم ذكاء عاطفي عالٍ؟ فيما يلي تسع عادات للأشخاص الأذكياء عاطفياً تساعدهم على التفوق في مختلف جوانب حياتهم، وكلُّ ما عليك أن تحذو حذوهم وستسير الأمور كما ترغب.

1. إدراك الذات:


تقول المعالجة النفسية تيسينا (Tessina): إنَّ الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي العالي يميزون الفَرق بين العاطفة والفكر، ويوظفون مهارات التفكير النقدي لتخفيف حدَّة مشاعرهم دون تجاهلها أو قمعها، وتضيف أنَّه بمقدور الذين يتمتعون بذكاء عاطفي عالٍ رؤية أنفسهم بصورةٍ صادقة وواقعية، وهم يعرفون أيضاً مَواطن قوَّتهم وضعفهم لأنَّهم ينظرون إلى أنفسهم نظرةً واقعيَّةً إيجابية، مما يعني أنَّ لديهم معايير معقولة لماهية السلوك الجيد؛ فهذا الوعي الذاتي أساسي للذكاء العاطفي. يشير دانيال غولمان (Daniel Goleman) - مؤلف كتاب "الذكاء العاطفي" (Emotional Intelligence) الذي يُعَدُّ من أكثر الكتب مبيعاً - على موقعه على الويب، إلى اليقظة كوسيلة لبناء الوعي بالذات، مشيراً إلى أنَّها تعلِّم الشخص اكتشاف الإشارات الدقيقة والهامة والتعرف إلى الأفكار والمشاعر عند ظهورها بدلاً من أن تطغى عليها.


2. التنظيم الذاتي:


تشرح المعالجة النفسية تيسينا (Tessina) التنظيم الذاتي قائلةً: "يُعرف التنظيم الذاتي أيضاً باسم ضبط النفس والتحكم في الانفعالات، وهو القدرة على التحكم في العواطف والدوافع"، فلا يسمح الذين يتمتعون بالتنظيم الذاتي لأنفسهم بالمغالاة في عواطفهم، تقول تيسينا (Tessina): "ليس لديهم نوبات غضب أو نوبات هستيرية، ولا يتخذون قرارات متهورة أو غير مدروسة، ويفكرون قبل أن يتصرفوا"؛ فبعض خصائص التنظيم الذاتي هي التفكير، والتعامل بأريحية مع التغيير، والنزاهة، والقدرة على الرفض، تقول تيسينا (Tessina): إنَّ أولئك الذين يعرفون كيفية التنظيم الذاتي "يجيدون الصبر، ويفهمون أنَّ انتظار ما يريدون قد يحقق أفضل النتائج"، حيث يمكِن لمهارات التنظيم الذاتي التي يمتلكها الأشخاص الأذكياء عاطفياً أن تفيدهم في كلٍّ من الجوانب المهنية والاجتماعية، مما يسمح لهم بالحفاظ على هدوئهم وصفاء أذهانهم والتركيز على القضايا المطروحة.


3. فهم شخصيات الآخرين:


يفهم الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي شخصيات الأشخاص مِن حولهم فهماً تامَّاً، تقول كارا دي (Cara Day) المعالجة التعليمية والسلوكية: "عندما يعمل الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العالي أو يتحدثون مع شخص ما، فإنَّهم لا يفكرون فقط في أنفسهم"، حيث يتعرف هؤلاء إلى مشاعر الآخرين ويفهمونها. ويعرف الأشخاص الأذكياء عاطفياً عادةً متى يدعون الشخص وشأنه ومتى يُقدِّمون الدعم والتعاطف، تقول دي (Day): "إنَّهم قادرون على توظيف المعلومات التي جمعوها للتواصل والنجاح في العديد من المواقف، لا سيَّما تلك التي تنطوي على عواطف شديدة الحساسية أو مخاطرة".


4. التعاطف تجاه الآخرين:


تقول المعالِجة النفسية تيسينا (Tessina): "التعاطف هو القدرة على التعرف إلى رغبات واحتياجات ووجهات نظر مَن حولك وفهمِها، فالأشخاص المتعاطفون لديهم قدرة جيدة على التعرف إلى مشاعر الآخرين، حتى عندما تكون هذه المشاعر غير واضحة"؛ لذا يفهم الأشخاص المتعاطفون الآخرين ويتواصلون جيداً معهم، تقول تيسينا (Tessina): "إنَّهم يتجنبون التنميط والحكم بسرعة كبيرة، ويعيشون حياتهم بصدقٍ شديد وشفافية كبيرة". وعندما يدرك الناس مشاعر مَن حولهم، فإنَّهم يميلون أيضاً إلى فهمِ كيفية تأثير أفعالهم في الآخرين، فعلى هذا النحو، من المرجح أن يُعامِلوا الآخرين معاملةً تَنُمُّ عن الكرم والإحسان والإيجابية.

5. الفضول:


الأشخاص الأذكياء عاطفياً فضوليون، فهُم يطرحون أسئلةً وجيهة لجمع المعلومات التي يمكِن أن تساعدهم وتساعد الآخرين في تلبية احتياجاتهم، كما تقول جانيت زين (Janet Zinn)، المعالجة النفسية والمستشارة: "على سبيل المثال في العمل: قد يكتشفون ما هو الأكثر أهميةً لرؤسائهم حتى يحرصوا على تحقيق ذلك أولاً". ويميل الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العالي أيضاً إلى الإصغاء إلى مَن حولهم؛ نظراً لأنَّهم فضوليون، وتضيف راماني دورفاسولا (Ramani Durvasula)، اختصاصية علم النفس السريري وأستاذة علم النفس بجامعة ولاية كاليفورنيا (California State University) في لوس أنجلوس: "إنَّهم يريدون الإصغاء".


وتقول: "إنَّهم طلاب مُنكبُّون على العلم، ويتعلمون دائماً من الآخر سواءً كان سبَّاكاً أتى إلى منزلهم أم فيلسوفاً قابلوه في إحدى الحفلات، مما يُسهم إسهاماً كبيراً في بناء روابط وتحالفات أقوى مع الآخرين على الصعيدين الشخصي والمهني".


6. تحفيز أنفسهم والآخرين:


يمكِن للأشخاص الأذكياء عاطفياً في كثير من الأحيان تشجيع مشاعرهم ومشاعر الآخرين - مثل: الاهتمام، والحماس، والتفاؤل، والولاء - وتأجيجها، نظراً لكونهم يدركون العواطف جيداً ويفهمونها، تقول المعالجة النفسية تيسينا (Tessina): "يكون الأشخاص الذين لديهم درجة عالية من الذكاء العاطفي عادةً متحمسين ومستعدين للصبر لتحقيق النجاح على الأمد البعيد"، وتضيف أنَّهم يميلون إلى أن يكونوا منتجين للغاية؛ فهم يحبون التحدي ويكونون عادةً فعالين للغاية في كل ما يفعلونه، كما تضيف قائلةً: "يعون أنَّ الدافع يأتي من الاحتفاء والتقدير وهم على استعداد لتحفيز أنفسهم والآخرين عندما يكون ذلك مناسباً".

7. الالتزام بالحدود:



يَعرف الأشخاص الأذكياء عاطفياً كيفية وضع الحدود، مما يخلق حياةً عمليَّةً، واجتماعيَّةً، وصحية، وسعيدة، ومتوازنة جيداً، يمكِن للأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي عالٍ استقراء الموقف وتحديد كيفية التصرف بطريقة مناسبة، وفقاً لـ شايلن فام (Shaelyn Pham)، عالمة النفس المُعتمَدة، وكما تقول عالمة علم النفس السريري دورفاسولا (Durvasula)، وتتابع: "نتيجة لذلك، من غير المرجح أن ينقادوا إلى التواصل غير اللائق مع زملاء العمل أو العملاء أو الآخرين في محيطهم، ومع وجود حدود صارمة، يعرف الذين يتمتعون بذكاء عاطفي عالٍ مدى اقترابهم من قواعد التفاعل المناسبة واحترامها في مختلَف المواقف".

8. تقبُّل العواطف المؤلمة:


الأذكياء عاطفياً على دراية بالعواطف بما فيها العواطف المؤلمة، يقول عالِم النفس ديف بوبل (Dave Popple): "يدرك هؤلاء متى يكونون قلقين أو مرهقين ويؤجلون اتخاذ قرارات هامة حتى يهدأ روعهم ويرتاحون".

يَعرف الذين يتمتعون بذكاء عاطفي عالٍ كيف يسمحون لأنفسهم بالشعور بعواطف مؤلمة ويتقبلونها كجزء من الحياة، تقول المُعالِجة النفسية تينا جيلبرتسون (Tina Gilbertson): "إنَّ السماح للمشاعر السلبية بالظهور ونحن مدركون لها تماماً وتقبُّلها وعدم إصدار الأحكام، يدعم معرفة الذات والإحساس القوي بالهدف". إضافةً إلى ذلك، لا يمانع الشخص الذكي عاطفياً العواطف السلبية في الآخرين ويتقبلها أيضاً.


9. التحكم بالعواطف:


نظراً لأنَّ الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي العالي يتعرفون إلى عواطفهم ويفهمونها، يكونون أكثر قدرةً على التعامل معها، تقول عالمة النفس السريري دورفاسولا (Durvasula): "يرجع معظم السلوك السيئ الذي نمارسه إلى كوننا لا نعرف كيف نتعامل مع مشاعرنا".

نتيجة لذلك، قد نلجأ إلى سبل ضارة للتعامل معها مثل: الشره أو الأنشطة المحفوفة بالمخاطر، حيث يميل الأشخاص الأذكياء عاطفياً إلى عدم فقدان رباطة جأشهم أو إيذاء الآخرين عندما يواجهون عواطف مؤلمة إلى أن تكون لديهم القدرة على إدارة العواطف سواء كانت تخصهم أم تخص الآخرين، مما يحسِّن نوعية حياتهم عموماً، وقد يكون الأشخاص القادرون على التحكم بالعواطف بكفاءة أقل عرضةً للمعاناة من الصعوبات التي تظهر على شكل مشكلات جسدية، مثل: الصداع أو القرحة المعِدية.

الخلاصة:


إن أردتَ أن تكون ذكياً عاطفياً، فراقِب الأشخاص مِن حولك الذين يتمتعون بالذكاء العاطفي، فالآن بعد أن تعرفتَ إلى العادات التي تصنع الأذكياء عاطفياً، ربما يكون بإمكانك اتِّباع عادات خاصة بك.








انضم الينا الى صفحتنا على الفيس بوك من هنا

تابعى المزيد

احدث المقالات

الاكثر اعجابا