التطور المهنى / الادارة / القيادة / المال والاعمال /

مجالات القيادة وتنوعها وفقًا لطبيعة المجموعة

مجالات القيادة وتنوعها وفقًا لطبيعة المجموعة - هنا hana

أتذكر جيدًا عندما كنت تلميذًا في العاشرة من عمري، كان لنا زميل ذكي يستطيع التأثير في زملائه بشخصيته الفريدة وحبهم له؛ حتى عدوه قائدهم.

فهو من يقرر ماذا يلعبون في أثناء الفسحة، وعندما يأمرهم بشيء يطيعونه كلهم…

وإذا حدث خلاف بين زملائه فإنهم يرجعون إليه ليحكم بينهم؛ فهم يحترمون كلمته على الرغم من كونه تلميذًا مثلهم!

إذًا، ما الميزة التي جعلته في هذه المكانة وسط زملائه؟!


بالتأكيد إنها مهارات القيادة التي تحلى بها، وهي لب حديثنا في هذا المقال.

يُعد المثال المطروح أمامنا مثالًا بسيطًا على معنى القيادة، ولكن مجالات القيادة متعددة.

سنجيب في مقالنا عن سؤال “ما هي مجالات القيادة”، وسنتعرف إلى أهم أنواع القيادة والمجالات المرتبطة بكل نوع.

أهمية القيادة| أساس نجاح المجموعة أو فشلها



فلنفترض أن هناك مجموعة مشاركة في مسابقة علمية في مجال التكنولوجيا الحديثة، وكل أفراد هذه المجموعة على درجة عالية من الكفاءة والذكاء…

لكنهم يفتقدون وجود قائد يفجر طاقاتهم، ويعزز أفكارهم، ويوجه تركيزهم نحو غاية بعينه… هل يا ترى سيفوزون في المسابقة؟!

بالطبع لا؛ فمجال القيادة والإدارة في أي مجموعة هو ما يرسم خارطة طريقها، ويقودها نحو تحقيق أهدافها.
مهما كانت مهارات الأفراد وقدراتهم خارقة، لا غنى لهم عن إدارة قوية تقودهم إلى النجاح.


لذلك؛ تجد المؤسسات الناجحة تهتم باختيار من يعملون فيها بعناية وخاصة كموظفين للموارد البشرية أو في مجال التدريب أو كمديرين للقطاعات؛ لتحقق التميز في مجال القيادة والإدارة.

إليك أهمية القيادة بالنسبة للمجموعة:



- توضيح رؤية المؤسسة وإلزام أفرادها بها.

- توجيه النصح والإرشاد لكافة أفراد المجموعة، والإجابة عن استفساراتهم باستفاضة. ومن الضروري توفير دورات تدريبية لرفع كفاءة الأفراد، وللتدرب على كيفية إدارة الأزمات.
- الإشارة إلى القيم الأساسية للمؤسسة وفريق العمل، والتأكد من تطبيق القائد لها؛ حتى يلتزم بها باقي الأفراد.

مجالات القيادة | جوانب متعددة لا بد أن ينتبه لها القائد


مجالات القيادة وتنوعها وفقًا لطبيعة المجموعة - هنا hana

تتعدد مجالات القيادة وفقًا لمجال الفريق، والهدف المراد تحقيقه، والظروف المحيطة به.



ما هي مجالات القيادة؟


١. إنشاء بيئة عمل صحية


من أهم مبادئ القيادة التي تسبب طفرة ملحوظة في أداء الأفراد وتحقيق الأهداف.

اهتمام القائد بتوطيد العلاقات بين أفراد المجموعة، وتناغمهم مع بيئة العمل، وتوفير فرص للترقي؛ يعزز من انتماء الأفراد للمجموعة ويرفع من أدائهم الوظيفي مهما كانت المهام مرهقة.

فكم مرة سمعنا عن أشخاص رفضوا ترك وظائفهم، لولائهم للمؤسس على الرغم من كثرة ضغوطات العمل فيها؟!



٢. وضوح الأهداف


حرص القائد على فهم التابعين له رؤية المؤسسة (The Vision)، والأهداف قصيرة المدى وطويلة المدى (Objectives and Goals)، وأهم التوقعات المنتظرة منهم في الفترة القادمة؛ يُمكن الأفراد من توجيه جهودهم في الاتجاه الصحيح.

لذلك؛ ينبغي للقائد عند اختيار أفراد المجموعة الالتزام بمدى توافق أهداف الأفراد الشخصية مع هدف المجموعة لضمان نتائج مبهرة واستمرار حماسة الأفراد في أداء أدوارهم.



٣. التطوير المستمر


القائد الناجح هو من يدرك أنه إذا أهمل تطوير أفراد المجموعة وتطوير رؤيتها بما يطابق المتغيرات من حوله ستنهار مؤسسته.

لذلك؛ ينبغي للقائد بذل الجهد في إزالة معوقات التطوير، وتوفير كافة سبل التطوير اللازمة.



٤. استغلال نقاط القوة في فريقك


توزيع أفراد المجموعة على المهام بما يتناسب مع قدراتهم ومهاراتهم أحد أهم مبادئ القيادة الناجحة.

اهتمام القائد بالبحث عن نقاط قوة فريقه والاستثمار فيها، ووضع يده على نقاط الضعف وتحسينها يزيد من إنتاجية العمل ويقوي أفراد المجموعة مهنيًا.


٥. إبداء الاهتمام بأفراد المجموعة بشكل شخصي



عندما يشعر أفراد المجموعة بحرص القائد على مصالحهم الشخصية واهتمامه بتطويرهم لأنفسهم؛ تزيد ثقتهم به ويزداد ولاؤهم للمجموعة.


أهم أنواع القيادة والمجالات الخاصة بها


القيادة الاستراتيجية


من أنواع القيادة التي تنشأ في ظروف صعبة تحت وطأة تغيُّرات داخلية وخارجية، تحث المجموعة على التغيير لمواكبة الوضع الحالي.


يلجأ القائد الاستراتيجي إلى التعبير عن رؤيته الاستراتيجية والتغيير، مع التأثير الفعال على أفراد المجموعة وتحميسهم لهذا التغيير.

وتهدف القيادة الاستراتيجية إلى رفع إنتاجية العمل من خلال:



- تطوير أفراد المجموعة لتوقع احتياجات الشركة والاجتهاد للوصول إلى أفكار مميزة.

- تشجيع الموظفين على الاجتهاد من خلال نظام المكافآت والحوافز.

مجالات القيادة الاستراتيجية


١. نشر الرؤية الجديدة للمجموعة.

٢. تحديد الكفاءات الأساسية التي تخلق قيمة تنافسية قوية، وتغييرها إذا تطلب الأمر.

٣. تطوير الأفراد، بإمدادهم بالمهارات اللازمة وإعانتهم على التفكير الإبداعي والنقدي.


٤. نشر الثقافة المؤسسية والقيم التي تخدم المصلحة العامة.

٥. انتباه القائد لأن يكون قدوة لأتباعه، والالتزام بقيم المؤسسة؛ حتى يلتزم بها أتباعه.

٦. إنشاء ضوابط تنظيمية متوازنة تقيس مدى نجاح استراتيجيتك.



القيادة التحويلية


تعتمد القيادة التحويلية على تشجيع التابعين على المشاركة في عملية صنع القرار وعرض مقترحاتهم وآرائهم؛ من أجل مستقبل أفضل للمجموعة.

من مميزات القيادة التحويلية: شعور الأفراد بقيمتهم وأن القائد يستثمر فيهم ويراهن على كفاءتهم؛ ما يزيد من تفانيهم وإبداعهم في تقديم بحلول مبدعة لكل مشكلة تواجههم.



مجالات القيادة التحويلية


١. التأثير الفعال

من أهم مجالات القيادة التحويلية، إذ ينقل القادة حماستهم للأفراد من خلال ثقتهم في قدرة الأفراد على تحقيق الأهداف، والتفاؤل بنجاح أفكارهم مستقبلًا.

ينتج عن ذلك: إيمان الأفراد بالفكرة، وزيادة انتمائهم للمجموعة، والتفاني من أجل تحقيق الأهداف.


٢. تلبية الاحتياجات الفردية

ينبغي للقائد مراعاة الاحتياجات الفردية لأعضاء فريقه إلى جانب اهتمامه بالمصلحة العامة للمؤسسة.

ويكون ذلك من خلال بناء مناخ تعليمي، وتوفير دورات تدريبية، مع النظر في نقاط ضعف كل فرد ومساعدته.

٣. التحفيز الفكري


يعتمد القادة على تحفيز التابعين إلى الابتكار في حل المشكلات، وذلك من خلال تنظيم اجتماعات العصف الذهني؛ ما ينتج عنه كم مهول من الأفكار.

ثم يأتي دور تحليل هذه الأفكار، ودراسة إمكانية تنفيذ أيٍّ منها.


القيادة التربوية



مجالات القيادة وتنوعها وفقًا لطبيعة المجموعة - هنا hana

من أنواع القيادة التي تهدف إلى توجيه جهود الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور ومواهبهم؛ لتحقيق أهداف أكاديمية، مثل نجاح العملية التعليمية وتطويرها.


من أهم مجالات القيادة التربوية


١. تحديد رؤية واضحة للعملية التعليمية، والأهداف والتوقعات المرجوة من هذه الرؤية.


٢. إنشاء بيئة تعليمية صحية ومتجاوبة مع التغيرات المطلوبة؛ من أجل نجاح العملية التعليمية.

٣. توضيح مسؤولية كل فرد داخل العملية التعليمية وأهم أدواره.

٤. استخدام المصادر والتقنيات العلمية الحديثة في تطوير المناهج العلمية.

مجالات القيادة منتشرة حولنا بشكل كبير، بدءًا من فريق رياضي مرورًا بالمشاريع الصغيرة والشركات الاستثمارية الضخمة حتى نظام الحكم في الدول.


كذلك تختلف أنواع القيادة من مجال لآخر.

لكن ما يضمن نجاح القيادة هو التزام القائد بمبادئ القيادة المتناسبة مع شخصيته، وطباع أفراد المجموعة، ومجال مشروعه.







انضم الينا الى صفحتنا على الفيس بوك من هنا

تابعى المزيد

احدث المقالات

الاكثر اعجابا