التطور المهنى / العمل / بيئة العمل / عدم التقدير في العمل /

عدم التقدير في العمل | لم أعد أحتمل عدم التقدير!

عدم التقدير في العمل | لم أعد أحتمل عدم التقدير! - هنا hana

وقفت الزوجة المكلومة خلف النافذة الزجاجية لإحدى غرف العناية المركزة ودموعها لا تتوقف؛ فهنا يرقد زوجها إثر سكتة قلبية أصابته منذ ثلاثة أيام وكادت أن تودي بحياته. وها هو الآن مستريح من عناء الحياة، ومشقة العمل، والسعي المستمر خلف لقمة العيش.

ظلت (زينب) متسمرةً في مكانها باكيةً زوجَها الذي لم يبلغ الأربعين، إلى أن تنبهت لصوت خلفها يُعلِمها بمجيئه، إنه صديق زوجها يؤازرها في محنتها.

“كان نعم الأخلاق، ونعم الضمير، كان مخلصًا في عمله، ولم يتلقَ من المدير إلا اللامبالاة وعدم التقدير في العمل.
فأصبح في الفترة الأخيرة صامتًا شاردًا لا يتحدث إلا القليل، إلى أن سقط مغشيًا عليه، ضامًا في صدره كل الهموم والأحزان التي توغلت داخل أعماق قلبه!”.


بطل هذا المقال هو كل موظف، أو طبيب، أو مهندس، أو مدرس، أو عامل تعرَّض لعدم التقدير في عمله.
إذ إن عدم التقدير في العمل له عواقب وخيمة على العامل وأهله، وعلى مكان عمله وقدرة إنتاجه، وعلى المؤسسة بأكملها.

هيا بنا لنتعرف إليه أكثر من خلال هذا المقال…

خلق الله الإنسان في كبد منذ أن أنزله على البسيطة، ولكن رفقًا ببعضنا بعضًا؛ فكل راعٍ مسؤول عن رعيته!


علينا أن نعترف بأن هناك فئة من الناس لا يبالون بتقديرهم من عدمه؛ فهم يجدون لتحفيزهم طُرُقًا شتى.

ولكن عدم التقدير في العمل يُعَدُّ أحد أهم أسباب الضغوطات الوظيفية التي تقع على الموظف في بيئة العمل.
وتؤثر سلبًا في حياته العملية والاجتماعية والصحية، إذ إن النفس البشرية تميل إلى مَنْ يمدحها و يحفزها، خاصةً مع كثرة ضغوطات الحياة التي نواجهها.

ما هو التقدير؟


إن التقدير هو شعورٌ بالامتنان والعرفان لشخصٍ ما على أدائه في أمرٍ معين، والاعتراف به وبقيمته وتأثيره.


لا يقتصر التقدير على العمل فقط، بل يشمل كل نواحي الحياة، فمثلًا:
- يحاول المعلم تقدير طالبه على اجتهاده في المذاكرة وتفوقه.
- يقدر الوالدان حسن صنيع الأبناء وأخلاقهم المهذبة.
- يسعى الأصدقاء أن يقدروا بعضهما بعضًا في كل المواقف.
ويختلف التقدير من فردٍ لآخر، لكن الأكيد أن له أهميةٌ بالغة ومؤثرة في حياة الفرد على النحو الشخصي وعلى النحو المجتمعي.



أهمية التقدير في العمل


يؤثر تقدير الموظفين في العمل تأثيرًا كبيرًا على زيادة الإنتاجية ورفع الجودة، وإليك تفصيلًا لأهمية هذا التقدير:



- يعطي التقدير في العمل الموظفين والعمال شعورًا إيجابيًا بقيمة ما يفعلون، ذلك الذي يدفعهم إلى رفع الكفاءة وزيادة الإنتاج.
- يحسن التقدير من بيئة العمل النفسية.

- يساعد التقدير في التزام العمال بمهامهم.
- يساهم التقدير في شعور الموظف بالولاء والانتماء للمؤسسة التي يعمل بها.
إن للتقدير سحرًا خاصًا يدفع العمال إلى صناعة العجائب، لكن رغم كل هذا إلا أن بعض المدراء لا يعطوا موظفيهم تقديرًا مناسبًا، وإليك النتائج…


نتائج عدم التقدير في العمل




- فقدان الشغف الوظيفي.
- زيادة الأخطاء الناتجة عن عدم التركيز.
- الشعور بثقل دائم عند الذهاب إلى العمل، لدرجة أن المرء يشعر في بعض الأحيان برغبته الدائمة في البكاء.
- ضعف معدل الإنتاج لدى شركتك، لأن كل فرد في شركته يُعَدُّ من ضمن قوائمها ودعائمها.
- الشعور الدائم بالإحباط.
- التأثير في حياتك الاجتماعية.
- فقدان الثقة بالنفس.

- الشعور بأعراض مرضية، مثل فقدان الشهية، وكثرة الإصابة بالصداع.
- في بعض الحالات، تزداد نسبة الإصابات القلبية والدماغية.
هل تدرك معي الآن خطورة عدم التقدير في العمل، ومدى تأثيره على كل المحيطين ببيئة العمل؟ لذلك كان لزامًا علينا أن نضع الأمر نصب أعيننا.

كيف لك أن تحافظ على نفسيتك ولا تبالي إذا تعرضت لعدم التقدير في العمل؟ وأنت أيها المسؤول أخاطبك أيضًا،
أما آن لك أن تغير منظومة شركتك، وأن تدرك أن العنصر البشري ليس بجماد ولا هو فاقد للمشاعر؟!



إليك عزيزي القارئ أهم الخطوات التي تزيد من حماسك حينما تخضع لعدم التقدير في العمل


ابدأ يومك بممارسة الرياضة


تغير الرياضة حياتك إلى الأفضل في كل الجوانب الصحية والنفسية، كما أنها تؤثر في لياقتك العامة،
وتقلل من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

إن ممارسة الرياضة تؤدي إلى تقليل هرمونات التوتر في الجسم، فيرتفع هرمون الإندروفين، والذي يساعد في

محاربة القلق والخوف والتوتر.


السعي الدائم


اسعَ دائمًا إلى الأفضل، ولا تنظر إلى ما تمتلكه وتعكف عليه، فلا تكن مثل الأرنب وكن مثل السلحفاة. الله يرزقك
حسب سعيك، خطط دائمًا لحياتك العملية وضع أهدافًا، واسلك جميع الطُرُق لتحقيقها؛ فإن ذلك يولد لديك حافزًا إيجابيًا تجاه العمل والحياة.



كن واثقًا


الثقة بالنفس من أهم العوامل الإيجابية التي تساعدك على القيام بأي شيء، كن واثقًا بعملك، واعلم أنك لبنة أساسية في بناء كيان الدولة بأكملها. ولا تعِر انتباهك إلى أي كلمات أو أفعال تؤثر بالسلب في ثقتك بنفسك، كن واثقًا ولا تلتفت إلى النقد الهدام.


حفز نفسك دائمًا ولا تنتظره من أحد


يُستحَب دائمًا أن تحفز نفسك ولا تنتظر الدعم الخارجي. ركز على انتصاراتك الصغيرة؛ فإن ذلك يجنبك الدخول في الحالة السلبية التي تعيق مسيرتك، وتؤثر في عقلك وبدنك.



شارك زملائك


عدم التقدير في العمل | لم أعد أحتمل عدم التقدير! - هنا hana

اعلم أنك لا تعيش وحيدًا، من الجميل أن تعمل في بيئة عمل جماعية يحوطها الحب والتعاون. ما رأيك إذا شاركت زملائك إنجازاتك وطلبت منهم أيضًا أن يفعلوا ذلك؟

خلق بيئة عمل جماعية ناجحة ما هو إلا عدة ركائز ثابتة تمتاز بالصلابة وتقيِّم المجتمع بأسره. ماذا عن مشاركتهم بعض الحفلات البسيطة من أجل نشر الود والألفة؟



تحدَّث بصوت عالٍ وأخبر مديرك


من الممكن أن تكون تحت وطأة المدير السلبي، ومن المتوقع أيضًا أن يكون مديرك مشغولًا، ولا يلاحظ أنه يمارس
عليك عدم التقدير في العمل كما تعتقد. جنِّب نفسك الأحاديث الداخلية، لأنها بدورها تزيد من الطاقة السلبية بداخلك.
ما رأيك إذا تحدثت إليه مباشرةً وعبرت له عن هذا الشعور؟



إليك أيها المدير السلبي


عدم التقدير في العمل | لم أعد أحتمل عدم التقدير! - هنا hana

احذر أيها المسؤول من أن تستهين بنفسية القوى البشرية لديك وروحهم المعنوية، إليك بعض الخطوات التي إن اتبعتها ستزيد من أرباح شركتك، وثقة موظفيك، وعلو همَمِهم؛ فكل عامل في مكانه -مع اختلاف مُسمَّى العمل- ما هو إلا زرع لمديره، إن أحسن سقياه ورعايته ترعرع وازدهر، وإن أهمله اصفرَّ وذَبُل!


كن سببًا في نشر الطاقة الإيجابية لدى موظفيك



عدم التقدير في العمل | لم أعد أحتمل عدم التقدير! - هنا hana

تقدير جهود الموظفين ليس معقدًا ولا مكلفًا لك، ببساطة يمكنك أن تستعمل بعض العبارات التشجيعية باستمرار،
وأن تمدح ما يقومون به من أعمال. سيؤدي ذلك إلى شعور موظفيك بالحماسة، ويزيد اندماجهم في العمل،
فيزيد إنتاج شركتك.


اعمل على تقدير موظفيك



إذا تعاملت مع مبدأ التقدير في العمل على أنه استثمار وليس مجرد نفقات، سيختلف الأمر تمامًا، بل إن الإنفاق على ذلك يُعَدُّ استثمارًا قويًا لشركتك.

عليك أن تُعِدَّ برامج لهذا الأمر، وادرسه بشكل جيد، لأنه سيجنبك خسارة موظفيك في المستقبل؛ فعدم التقدير في العمل
قد يودي بحياة موظفك العملية في شركتك أو حياته بشكل عام، إذ إن الموظف يختلف أداؤه في العمل وفي الحياة بشكل عام إذا شعر بالإنجاز، وأدرك قيمة ما يفعله على ذلك.


عليك بالسعي دائما لتطوير موظفيك



يختلف الأمر لدى الشركة التي تنظر إلى موظفيها على أنهم جزء من كيان المكان وليس عبئًا عليه؛ فالسعي الدائم نحو
تطوير العنصر البشري يزيد من كفائتهم، ويعود بالنفع على المنظومة بأسرها، وحبذا لو توفر لهم دورات تدريبية كي ترفع من مستوى كفائتهم وأدائهم العام.

من الرائع أن يشعر العامل نحو مديره شعور الأب وليس الجلاد؛ فالأب يرعى أبناءه ويحب لهم الخير،
ساعيًا لذلك بشتَّى الطرق.



إياك والضغوطات في بيئة العمل


للتوتر أثر سلبي بالغ في حياة الموظف العملية والاجتماعية. “أستطيع العمل تحت ضغط”، قرأنا وسمعنا هذه الجملة مرارًا وتكرارًا في أثناء التقدم لوظيفة جديدة، ظنًا من الموظف أنها تزيد من نسبة قبوله في هذا العمل.

ألا ترى معي أنه ليس من العدل أن تتعامل مع ذاتك البشرية بلا رحمة ولا شفقة؟ على رسلك أيها العامل! وارفق بنفسك وبمَنْ حولك!


كلمات عن التقدير في العمل



أجل، يوجد بعض المدراء لا يعرفون كيف يقدروا جهود موظفيهم، لكن يوجد آخرون مبدعون في فن التقدير.

إليك بعض أقوالهم:



- “أنت مبدعٌ جدًا، ولهذا أحب دومًا أن استشيرك في أمور الشركة.”

- “إن كانت جائزة أوسكار تُعطى للموظفين لكنت اخترتك أنت!، أهنئك على إنجازاتك الرائعة.”
- “لقد أثبت أنك شخص يتمتع بمهارات عالية في العمل، استمر في العمل حتى نشعر بمزيدٍ من الفخر كلما واجهت تحديًا أو صنعت مغامرة معنا!”
- “إنه من دواعي سروري أن أعمل مع شخصٍ يعرف كيف يجعل بيئة العمل حوله رائعة وملهمة، أنا سعيد لأنك شغلت هذا المنصب في الشركة.”
- “إن حماسك والتزامك ورؤيتك للشركة حقًا ملهمة لنا جميعًا، أتمنى لك أعوامًا من الإنجازات معنا.”
- “أهنئك على نجاح الصفقة، لقد كنت دومًا أثق بك وبقدراتك، أنت تستحق أن تفتخر بذاتك.”
وأخيرًا… لا تتردد في أن تبوح بما في داخلك، واعلم أنك لبنة أساسية في بناء متكامل؛ إذا سقطت سقط الكيان بأسره.


تحدث إلى مديرك وأخبره بأنك لا تقبل أن تتعرض لعدم التقدير في العمل لأي سببٍ كان، واحرص على أن يكون لك قسط من الراحة والرفاهية، واعلم أن الحياة قصيرة، فاستمتع بعملك وحياتك معًا.







انضم الينا الى صفحتنا على الفيس بوك من هنا

تابعى المزيد

احدث المقالات

الاكثر اعجابا