عادةً ما نحكم على شخص ما بأنه ضعيف غير واثق بنفسه من خلال اللغة التي يرسلها جسده ودون الحاجة إلى الحديث معه أو سماع كلامه المنطوق بالأساس، فالمشية المتراخية وانحناء الظهر وطأطأة الرأس علامات تدلّ على أنّ صاحبها غير واثق بنفسه، فهل من الممكن أن ترسل وضعية الجسد المتراخية لغة جسد تدلّ على أنّ الشخص يبدو غير واثق بنفسه؟ فإذا كان هذا الكلام صحيحاً فقد ثبت بشكل حقيقي على كثير من الأشخاص الذين انعكست لغة جسدهم على حياتهم الشخصية ككل وأعطت انطباعاً عاماً بأنهم لا يثقون بأنفسهم.
هل يدل المظهر العام على الثقة بالنفس؟
إنّ تقييم المظهر العام له علاقة وثيقة بالثقة بالنفس، فمن يمشي بظهر مستقيم فجسده يرسل لغة إيجابية تشير إلى ثقته بنفسه، ولكن في وضعية الجسد المتراخي وهي أحد الأمور التي لا يفكّر فيها معظم الناس حقّاً سواء فيما يتعلّق بهم أو بالآخرين إلّا إذا كان الانحراف عن السلوك المعتاد واضحاً جداً سنرى أنّ الثقة بانفس تكون متدنية، ولكن علينا أن ننتبه إن كان أحد أصدقائنا مثلاً أحدب الظهر، فنحن بالتأكيد سنرى ذلك، ولكن ما يثير الاهتمام هو أننا نعلم أنه لا يستطيع المشي مستقيم الظهر، فمن المحتمل أن نقرّ أنّ ذلك التشوّه لا علاقة له بشخصيته، ولكنّ ذلك لا ينطبق على أولئك الأشخاص الذين يستطيعون الوقوف باستقامة ولكنّهم يختارون ألّا يفعلوا.
الرسائل التي ترسلها لغة الجسد فيما يتعلق بالثقة بالنفس:
إنّ الوقوف أو الجلوس بتراخي وكلّ الإشارات الجسدية المصاحبة لذلك تجعلنا نبدو أصغر حجماً، هل هذا الكلام صحيحاً؟ إذن علينا أن نثبت ذلك لأنفسنا بقيامنا بتجربة بسيطة في المنزل، إذ علينا أن نقف أمام المرآة، وأن نقوم على إرجاع كتفينا إلى الخلف وأن نجعل رأسنا مرفوعة، فنحن بهذه الحالة سنرى أنفسنا أكبر حجماً وأطول ونشغل حيّزاً أكبر وهذا الأمر يزيد من ثقتنا بأنفسنا، وحتّى وإن لم نشعر بذلك فنحن مستعدين أن نواجه أي شيء يأتي في طريقنا وأن نتعامل معه بكلّ ثقة بالنفس، كون لغة جسدنا أعطتنا انطباعاً خاصاً بأننا نبدو أفضل وأقوى وأكثر ثقة ممّا نعتقد، ولكن إن تركنا أنفسنا نقف بتراخي والكتفان متهّدلتان وخصرنا مرتفع لأعلى بطريقة مزعجة ورأسنا موجّهاً لأسفل، فنحن هنا نرسل لغة جسد تجعلنا نبدو أصغر حجماً وأضعف وأقل ثقة بالنفس ونشعر بالملل والتوتر.