إنّ استخدامنا للغة جسد متقنة في حالة التمكن من ذلك، يساعدنا في التحدّث بصورة أفضل أمام الآخرين إذا كانت أعصابنا متماسكة بشكل جيّد، فلا يوجد طريقة سهلة للتغلب على جفاف الفم وسرعة نبضات القلب في حالة التوتر العصبي عندما نقوم بالحديث أمام الآخرين، ولكننا نستطيع أن نساعد أنفسنا عن طريق التحضير الجيّد لما سنقوله، وذلك من خلال قراءة ملحوظاتنا عدّة مرّات حتى نحفظها عن ظهر قلب تقريباً.
لغة الجسد لها أهمية أكثر من الكلام الذي يتم الحديث به:
عندما نودّ أن نقوم بإلقاء محاضرة أو خطبة رسمية أمام أحد، فعلينا أن نوظف لغة الجسد بشكل تام بحيث نستخدم أعيننا ووجوهنا وحركتنا بشكل يتناسب مع الموضوع الذي نتحدّث فيه، بالإضافة إلى نبرة الصوت التي تتناسب وإيقاع الكلمات، وعلينا ان نحاول قبل البدء بالمحاضرة أن نغلق أعيننا إذا أمكن وان نتخيّل منظراً طبيعياً هادئاً كمنظر بحيرة وقت غروب الشمس، فهذه الطريقة تساعد على صفاء الذهن وهدوء الأعصاب وعدم الخوف من الجمهور، كون العديد من المحاضرين أو الذين تتطلب أعمالهم الوقوف والحديث أمام الآخرين يخافون ويتوترون من الوقوف أمام جمع غفير من الناس، فالأفضل في هذه الحالة أن يتم تخيّل شيء ما يقوم على تهدئة وصفاء النفس.
إنّ مواجهة الجمهور والتحدّث إليه من الأمور التي تستوجب متطلبات قاسية وصعبة؛ فنحن بحاجة إلى الحفاظ على لغة أجسادنا في أفضل مستوى ممكن طوال الوقت، ومن الواضح أنّ التحدّث إلى الجمهور يختلف بشكل كلّي عن التحدّث إلى شخص واحد، فهناك العديد من النصائح الأساسية فيما يخصّ طريقتي التقديم الجيّدة والسيئة عند الوقوف أمام الجمهور والتحدّث إليه.
توظيف لغة الجسد بشكل جيّد في الحديث أمام الجمهور:
وهنا يتوجبّ أن تكون الرأس مرفوعة بينما يظهر الذراع أمام الجمهور وكأننا نطلب من خلال حديثنا الجمهور أن يستمعوا إلينا، بحيث نكون بموقف نجعل من الجميع يستمعون إلينا بمجرد البدء بالكلام، ويجب أن نظهر في هذه الحالة أمام الجمهور بكامل أجسادنا منذ البداية ولا نعمد في الإختفاء وراء أي شيء، كما ويجب أن نوحي إلى الآخرين بأهمية الحديث الذي نتناوله؛ من خلال التمثيل بشكل غير مباشر بأيدينا بما يتناسب مع الموقف أو الحديث، ممّا يوحي بثقتنا مما نقول، ويعطي انطباعاً إيجابياً بنشاطنا وحيويتنا، ومن هنا على من يريد البدء بالكلام أن يأتي بإحدى الحركات التي تمهّد لما سيقول، وتنتمي هذه الطريقة إلى طرق التقديم الجيّدة.
المصدر
ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010.لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010.لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله.