كسائر العلوم التي تتطور ويظهر فيها مفاهيم ونظريات جديدة أكثر عمقًا وأكثر وضوحًا. فإن التسويق أيضًا علم يتطور وتتطور أدواته ومفاهيمه ونظرياته، وعلى عدة مراحل تطور المزيج التسويقي وأصبح أكثر دقة وأوسع مفهومًا وشمولية.
حيث كان يقتصر على أربعة عناصر فقط هي ما يسمى بالـ 4Ps وهي:
-المنتج Product
-السعر Price
-التوزيع Place
-الترويج Promotion
لعلها كانت كافية في وقتٍ مضى. فقد تم الاعتماد على هذه العناصر الأربعة أكاديميًا وعمليًا لسنواتٍ طويلة، ثم تطورت لتصبح سبعة عناصر، ثم ثمانية. أما اليوم أصبحت تسعة عناصر. سأذكرها مع تعريفٍ موجزٍ وواضح قدر المستطاع، لأنها في مفهومها الحديث تجعل عملية التخطيط أكثر دقة وعمقًا وتحقق نجاحًا أفضل من السابق بكثير.
إليكم عناصر المزيج التسويقي الحديث
1. الأشخاص People
والمقصود بالأشخاص هنا نوعان، النوع الأول هم الأشخاص من داخل المنظمة الذين يعملون فيها من مختلف الوظائف والمهن وليس فقط موظفي التسويق، والنوع الثاني من الأشخاص هو هؤلاء الذين تستهدف المنظمة الوصول إليهم وإشباع رغبتهم بمنتجاتها أو خدماتها. النوع الأول من الأشخاص “الموظفون” أصبحنا نعرّفهم باسم جديد وهو “العميل الداخلي” أما النوع الثاني فتعريفهم أصبح “العميل الخارجي” ومن هذين التعريفين يتضح لنا أن المنظمة تتعامل مع الجميع على أنهم عملاء إلا أنها تصنّفهم حسب علاقتها بهم.
2. التخطيط Planning
تزداد أهمية التخطيط في جميع أنشطتنا وجوانب عملنا وحياتنا حتى أصبح مهمًا لأن نعتبره أحد أهم العناصر الأساسية في المزيج التسويقي وعليه يعتمد نجاح العمل على باقي العناصر. وهذا لا يعني أن التخطيط لم يكن يتم قبل ذلك ولكنه الآن أصبح مطلبًا أساسيًا لا يمكن العمل دونه.
3. المنتج Product
ويشمل المنتج في مفهومه المنتج المادي الملموس أو المنتج المعنوي والغير مادي المحسوس كالخدمات. يمكن ضرب مثال على المنتج الملموس بالنظارة أو الساعة أو أي نوع من أنواع الأطعمة أما المحسوس فيكون كخدمات التدريب أو الاستشارات.
4. التسعير Price
وهو الثمن المادي أو القيمة النقدية التي ستحصل عليها المنظمة من العميل مقابل ذلك المنتج أو الخدمة التي سيحصل هو عليها من المنظمة.
5. المكان Place
ويقصد به التوزيع أو المواقع التي سيتم توفير المنتج أو الخدمة فيه مثل المعارض أو أرفف عرض المنتجات في السوبرماركت.
6. الشركاء Partners
المقصود بالشركاء أو الشراكات الحلفاء أو تلك التحالفات التي تتم مع أطراف وجهات أخرى سواءً كمنظمات أو كأفراد. وينشأ عن هذا التحالف تحقق المصلحة للأطرف الثلاثة (المنظمة – الشريك – العملاء).
7. الترويج Promotion
ويشمل جميع الأنشطة التي تسعى من خلالها المنظمة لجذب العملاء ولفت انتباههم أو إقناعهم أو دفعهم لاتخاذ القرار بشراء المنتجات أو الخدمات التي تعرضها وتقدمها لهم.
والترويج له مزيج أيضًا فهو مكوّن من خمسة عناصر كما يلي:
-الإعلان.
-البيع الشخصي.
-العروض الترويجية.
-العلاقات العامة.
-الترويج المباشر.
8. العرض Presentation
هذا العنصر من أهم عناصر المزيج التسويقي فهو جزء من هوية العلامة التجارية، وهو الذي يحدد كيف يتم ظهور كل شيء له علاقة بالمنظمة مثل الموظفين والزي الذي يرتدونه ولونه وأناقته ومناسبته لعملهم، أيضًا شكل المحلات التجارية وتصميمها من الداخل وكذلك من الخارج، ولا سيما طريقة عرض المنتجات وتقديمها للعملاء.
باختصار كل ما يمكن للعملاء رؤيته أو التعامل معه فهو يندرج تحت هذا العنصر الهام جدًا. وليس من باب المبالغة ولكن لتوضيح درجة الأهمية يكفي أن أخبرك بأنه يمكن للموظفين أو المباني أو الطريقة التي تعرض وتقدم بها المنتجات التأثير على كيفية رؤية العملاء للمنظمة وإلى أي حد سيرغبون في التعامل معك وشراء منتجك أو لا، حتى جودة الأوراق والفواتير يمكن لها أن تؤثر وتحدث فرقًا.
9. العمليات والإجراءات Processes and procedures
هي الخطوات والمراحل التي يجري العمل وفقها وتشكّل تجربة العميل قبل وأثناء وبعد الانتهاء من عملية الشراء أو الحصول على الخدمة، هذا العنصر هو أحد أهم العناصر وهو السبب في نجاح أو فشل الكثير من المشاريع والمنظمات.
ملاحظة
هناك من يستبدل العمليات والإجراءات بعنصرٍ آخر هو الشغف Passion أو الغاية والغرض Purpose ولكني أرجح عنصر العمليات والإجراءات Processes and procedures وأرى أنه الأصوب لكونه عنصرًا قابلاً للتعديل والتطوير وإحداث الفرق، أما الشغف فهو شيء إن كان مفقودًا فليس هناك الكثير مما يمكن فعله لإيجاده.
إذا تمت العناية بهذه العناصر التسعة جيدًا، فإنني أستطيع تهنئتكم بالنجاح مقدمًا.