تدريب وتعليم / الذاكرة / قوة العقل / الذاكرة البشرية /

10 حقائق مثيرة عن الذاكرة البشرية

10 حقائق مثيرة عن الذاكرة البشرية - هنا hana

قد تعدُّ الذاكرة بمثابة خِزانة ملفات ذهنية تخزن المعلومات بأمان حتى نحتاجها؛ لكنَّها في الواقع عملية معقدة تشمل أجزاء عديدة من الدماغ؛ ورغم أنَّه يمكن للذكريات أن تكون حية وطويلة الأمد، ولكنَّها قد تكون عرضة إلى انعدام الدقة والنسيان أيضاً.

1. يلعب الحصين دوراً هاماً في الذاكرة:



الحصين جزء من الدماغ يشبه نعل الفرس، وهو يلعب دوراً هاماً في ترسيخ المعلومات ونقلها من الذاكرة قصيرة الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد؛ كما يشكل جزءاً من الجهاز الحوفي، وهو نظام مرتبط بالعواطف والذكريات طويلة الأمد، ويساهم في عمليات معقدة مثل تكوين وتنظيم وتخزين الذكريات.

يتواجد الحصين في كلٍّ من نصفي الكرة المخية، وقد تؤدي الأذيات التي تصيبه إلى إعاقة القدرة على تكوين ذكريات جديدة، بما يُعرَف باسم "فقدان الذاكرة التقدمي" (اللاحق للأذية).


قد يتراجع أداء الحصين أيضاً مع تقدم العمر، وقد يواجه الناس عندما يصلون إلى الثمانينيات من عمرهم بعض الانخفاض في الوظائف الإدراكية؛ ورغم أنَّه قد لا يُظهِر جميع كبار السن هذا التراجع في عمل الخلايا العصبية في مرحلة الشيخوخة، إلَّا أنَّ أولئك الذين يعانون من ذلك يظهرون أداءً منخفضاً عند إجراء اختبارات الذاكرة.

2. تُنسَى معظم الذكريات قصيرة الأمد بسرعة:



إنَّ السعة الإجمالية للذاكرة قصيرة الأمد محدودةٌ إلى حدٍّ ما، حيث يعتقد الخبراء أنَّ بإمكاننا الاحتفاظ بحوالي سبعة عناصر في الذاكرة قصيرة الأمد لمدة تتراوح من 20 إلى 30 ثانية.


يمكن زيادة هذه السعة إلى حدٍّ ما باستخدام بعض استراتيجيات التذكُّر مثل: عملية التقسيم التي تنطوي على تجميع المعلومات ذات الصلة في "أجزاء" أصغر.

اقترح عالم النفس "جورج ميلر" (George Miller) في مقالٍ شهيرٍ نُشِر عام 1956، أنَّ سعة الذاكرة قصيرة الأمد تكفي لتخزين قائمة من العناصر تتراوح ما بين خمسة إلى تسعة، ويعتقد العديد من خبراء الذاكرة اليوم أنَّ السعة الحقيقية للذاكرة قصيرة الأمد ربَّما تكون أقرب إلى أربعة عناصر فقط.

3. يؤدي اختبار المعلومات إلى تحسين قدرتك على الاحتفاظ بها:



في حين يبدو أنَّ الدراسة وتكرار المعلومات أفضل طريقة للتأكد من أنَّك ستتذكرها لاحقاً، وجد الباحثون أنَّ الخضوع إلى اختبار حول هذه المعلومات هو في الواقع أحد أفضل طرائق تحسين تذكرها.


وجدت إحدى التجارب أنَّ الطلاب الذين درسوا ثمَّ خضعوا للاختبار، استرجعوا المعلومات بشكلٍ أفضل على الأمد الطويل، حتى تلك المعلومات التي لم تغطها الاختبارات؛ بينما كان الطلاب الذين لديهم وقتٌ إضافيٌّ للدراسة دون الخضوع لاختبارٍ نهائيٍّ يتذكرون المعلومات بشكلٍ أقل من نظرائهم ممَّن خضعوا للاختبار.

4. يمكنك تعلم تحسين ذاكرتك:



هل شعرت يوماً بأنَّك تنسى الأشياء باستمرار، أو تضع أشياء تستخدمها كلَّ يوم في غير مكانها المخصص لتنساها بعد فترة؟ هل سبق لك أن وجدت نفسك تمشي في غرفة لتدرك أنَّك قد نسيت سبب دخولك إليها أصلاً؟


قد تبدو هذه الأحداث بسيطة وينبغي تجاهلها، لكنَّ الباحثين وجدوا أنَّ بإمكانك تعلم كيفية تحسين ذاكرتك؛ إذ إنَّ هناك عدداً من الاستراتيجيات المفيدة للتعامل مع فقدان الذاكرة الخفيف، وتشمل:

4. 1. استخدام التكنولوجيا لتتبع المعلومات:


يمكن أن تساعد بعض الأدوات -مثل الأجهزة المحمولة وتقويمات التذكير عبر الإنترنت- الأشخاص في تتبع المواعيد والتواريخ الهامة الأخرى؛ كما يعدُّ استخدام تطبيق التذكير على هاتفك طريقة سهلة للبقاء على اطلاع على التواريخ والأحداث الهامة.

4. 2. قد يساعدك أخذ "صورة ذهنية" على التذكر:


يمكن أن تساعدك محاولة تدوين ملاحظة ذهنية ممنهجة للأشياء التي تنساها غالباً -مثل المكان الذي تركت فيه مفاتيح السيارة- على تذكر الأشياء بشكل أفضل؛ لذا في المرة القادمة التي تضع فيها مفاتيحك في مكان ما، تمهَّل وألقِ نظرة على المكان الذي ستتركها فيه، والأشياء الأخرى القريبة منه؛ فإذا تركت مفاتيحك بجوار محفظتك على المكتب، فقد تجد أنَّه من الأسهل تذكر هذه المعلومات لاحقاً.


4. 3. استخدام تقنيات الحفظ:


ربَّما يكون التمرن على المعلومات وتكرارها واستخدام فن الاستذكار -كالتعبير عن المعلومات من خلال الرسوم أو الأشكال- واستراتيجيات الحفظ الأخرى أفضل طرائق التغلب على مشكلات ضعف الذاكرة البسيطة؛ فمن خلال تعلم كيفية استخدام هذه الاستراتيجيات بفعالية، يمكنك تجاوز الهفوات في ذاكرتك، وتدريب ذهنك على العمل بطرائق جديدة لحفظ المعلومات بشكل أفضل.

5. أربعة أسباب رئيسة للنسيان:



من أجل محاربة النسيان، علينا أن نفهم أولاً بعض الأسباب الرئيسة له.


وفقاً لخبراء الذاكرة: هناك العديد من الأسباب لحدوث النسيان، وأحد التفسيرات الأكثر شيوعاً لذلك: الفشل في استرداد المعلومات من الذاكرة، والذي غالباً ما يحدث بسبب عدم استخدام هذه الذكريات؛ ممَّا يؤدي إلى تلاشيها بمرور الوقت.

هناك سبب شائع آخر للنسيان، وهو التداخل الذي يحدث عندما تتنافس بعض الذكريات مع ذكريات أخرى؛ فعلى سبيل المثال: تخيل أنَّ شخصاً ما بدأ للتو عاماً دراسياً جديداً كمعلم في مدرسة ابتدائية، حيث يقضي بعض الوقت في تعلم أسماء طلابه؛ ولكن مع مضي الوقت، يجد نفسه ينادي شخصاً معيناً بغير اسمه باستمرار؛ ذلك لأنَّ شقيق ذلك الشخص كان في الفصل نفسه في العام السابق، وكان الاثنان متشابهين بشكل ملحوظ، وتجعل ذكرى الأخ الأكبر تَذَكُّرَ اسم الطالب الأصغر أمراً صعباً جداً.

تشمل الأسباب الأخرى للنسيان: الفشل في تخزين المعلومات في الذاكرة منذ البداية، أو حتى نسيان الأشياء المرتبطة بحدثٍ مقلقٍ أو صادمٍ عن قصد.


6. مشاهد فقدان الذاكرة في الأفلام غير دقيقة غالباً:



إنَّ فقدان الذاكرة أداة شائعة لصنع الحبكة الدرامية في الأفلام، لكنَّ هذه المشاهد غالباً ما تكون غير دقيقة؛ فعلى سبيل المثال: كم مرة رأيت شخصية سينمائية تفقد ذاكرتها بسبب رضٍّ على الرأس، وتبقى فاقدة الذاكرة حتَّى تتعرض إلى رضٍّ آخر لتستعيد الذاكرة بطريقة سحرية؟

في واقع الأمر، هناك نوعان مختلفان من فقدان الذاكرة:

- فقدان الذاكرة التقدمي (اللاحق للإصابة): وهو ينطوي على فقدان القدرة على تكوين ذكريات جديدة.

- فقدان الذاكرة الرجعي (السابق للإصابة): ويتمثل في فقدان القدرة على استرجاع ذكريات الماضي، مع أنَّ القدرة على تكوين ذكريات جديدة قد تظلُّ سليمة تماماً.
في حين تتضمن معظم مشاهد الأفلام المتعلقة حوادث فقدان الذاكرة الرجعي، إلَّا أنَّ فقدان الذاكرة التقدمي هو الأكثر شيوعاً في الواقع.

حدثت أشهر حالات فقدان الذاكرة التقدمي لدى مريض معروف في الأدبيات الطبية باسم "هـ.م"؛ حيث خضع في عام 1953 لعملية جراحية على الدماغ لعلاج تكرر النوب الاختلاجية الناتجة عن إصابته بمرض الصرع، وتضمنت الجراحة استئصال الحُصَيْن في كلا الجانبين؛ ونتيجةً لذلك، لم يعد "هـ.م" قادراً على تكوين أيِّ ذكريات جديدة طويلة الأمد.

تميل الأفلام والبرامج التلفزيونية الشهيرة إلى تصوير فقدان الذاكرة على أنَّه ظاهرة شائعة إلى حدٍّ ما، ولكنَّ الحالات الحقيقية لفقدان الذاكرة التام حول ماضي المرء وهويته نادرة جداً في الحياة الواقعية.


تتضمن بعض الأسباب الأكثر شيوعاً لفقدان الذاكرة ما يأتي:

- الصدمة: يمكن أن تتسبب الرضوض الجسدية -مثل تلك الناتجة عن حادث سيارة- في فقدان الضحية لذكريات معينة عن الحدث نفسه، ويمكن أن تتسبب الصدمات العاطفية -مثل الوقوع ضحية للاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة- في فقدان الفرد لذكريات مواقف معينة، وغالباً ما تكون هذه المواقف متعلقة بالحدث نفسه.
- الأدوية: قد يسبب استخدام بعض الأدوية فقدان ذاكرة مؤقتاً، خاصة في أثناء بعض الإجراءات الطبية؛ ولكن بمجرد زوال تأثير الأدوية، تعود ذاكرة الفرد إلى طبيعتها تماماً.
هذه قائمة ببعض الأفلام التي تحتوي على مشاهد لفقدان الذاكرة:

- روبوكوب (1987) (Robocop).

- فيما يتعلق بهنري (1991) (Regarding Henry).
- المريض الإنجليزي (1996) (The English Patient).
- تذكار (2001) (Memento).
- هوية بورن (2002) (The Bourne Identity).
- البحث عن نيمو (2003) (Finding Nemo).
- أول 50 موعداً غرامياً (2004) (50First Dates).
مع العلم أنَّ فيلمين من القائمة يحتويان على مشاهد دقيقة إلى حدٍّ ما حول فقدان الذاكرة، وهما: تذكار (Memento)، والبحث عن نيمو (Finding Nemo).


7. قد تكون الرائحة محفزاً قوياً للذاكرة:



هل سبق لك أن لاحظت أنَّ رائحة معينة يمكن أن تولد اندفاعاً من الذكريات الحية فيك؟

قد تذكرك رائحة الحلوى بمنزل جدتك حيث كنت تقضي الوقت في طفولتك، وقد تذكرك رائحة عطر معين بشخص ربطتك به علاقة معينة فيما مضى؛ لكن لماذا تشكل الرائحة محفزاً قوياً للذاكرة؟


يقع العصب الشمي قريباً جداً من اللوزة الدماغية، وهي منطقة من الدماغ تتعامل مع المشاعر والذاكرة العاطفية؛ كما أنَّ العصب الشمي قريبٌ جداً من الحُصَيْن الذي يرتبط بالذاكرة (كما ذكرنا سابقاً في هذه المقالة).

ترتبط القدرة الفعلية على الشمّ ارتباطاً وثيقاً بالذاكرة، وقد أظهرت الأبحاث حقيقة أنّ أذيّة بعض مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة قد تؤثر في القدرة على تحديد الروائح؛ فمن أجل التعرف على رائحة ما، يجب أن تتذكرها أولاً، ثمَّ تربطها بالمعلومات البصرية التي رأيتها في الوقت نفسه.

وفقاً لبعض الأبحاث، فإنَّ دراسة المعلومات بوجود رائحة معينة تزيد من حيوية وشدة تذكر تلك المعلومات عندما تشم تلك الرائحة مرة أخرى.

8. تُنشَأ اتصالات دماغية جديدة في كلِّ مرة تُكوِّن فيها ذاكرة ما:




لطالما اعتقد الباحثون أنَّ التغيرات في الخلايا العصبية في الدماغ مرتبطة بتكوين الذكريات؛ في حين يعتقد معظم الخبراء اليوم أنَّه من أجل تكوين الذاكرة، تزداد قوة الروابط الحالية، أو تنمو روابط جديدة بين الخلايا العصبية.

تُعرَف الروابط بين الخلايا العصبية باسم "المشابك العصبية"، وهي تسمح للمعلومات المنقولة على شكل سيَّالات عصبية بالانتقال من خلية عصبية إلى أخرى.

هناك تريليونات من المشابك العصبية في الدماغ البشري، وهي تشكل شبكة معقدة ومرنة تسمح لنا بالشعور والتصرف والتفكير؛ كما وتضمن التغييرات في الوصلات المشبكية في مناطق من الدماغ -مثل القشرة الدماغية والحصين- وظائف مثل: التعلم، والاحتفاظ بالمعلومات الجديدة.


تمكَّن الباحثون في إحدى الدراسات التي أُجرِيت في كلية الطب بنيويورك من ملاحظة تكوين المشابك العصبية في أدمغة الفئران المعدلة وراثياً، واكتشفوا نمو نتوءات صغيرة تتطور أحياناً إلى تفرعات (محاور) أطول على الطرف المستقبِل للخلايا العصبية بمعدل سريع، وقد تزامن معدل النمو هذا مع التطور السريع للقشرة البصرية؛ وفي حين أنَّ عدداً كبيراً من هذه النتوءات الصغيرة تلاشى في النهاية مع تقدم العمر، استمر الكثير منها في التشكل لتكوين محاور عصبية حقيقية.

لقد وضَّح الباحث الرئيس في هذه الدراسة "وين بياو جان" (Wen-Biao Gan) ذلك قائلاً: "كانت فكرتنا أنَّك لست بحاجة في الواقع إلى تكوين العديد من المشابك العصبية الجديدة، والتخلص من المشابك القديمة عندما تتعلم وتحفظ المعلومات؛ بل تحتاج فقط إلى تعديل المشابك العصبية الموجودة مسبقاً للتعلم والذاكرة على الأمد القصير. ومع ذلك، فمن المحتمل أن يُنشَأ القليل من المشابك العصبية أو يُتخلَّص من بعضها الآخر لتحقيق ذاكرة طويلة الأمد".

يتضح ممَّا سبق أنَّ الحفاظ على صحة الدماغ والمشابك العصبية أمرٌ بالغ الأهمية، حيث يرتبط تلف المشابك العصبية بسبب بعض الأمراض أو السموم العصبية ببعض الاضطرابات المعرفية، وفقدان الذاكرة، والتغيرات في المزاج، والتغيرات الأخرى في وظائف المخ.

ما الذي يمكنك فعله إذاً لتقوية المشابك العصبية وتحسين عملها؟




- تجنَّب التوتر: لقد وجدت الأبحاث أنَّ التعرض الطويل إلى الإجهاد والتوتر قد يعرقل فعلياً وظيفة النواقل العصبية، كما وجدت دراسات أخرى أنَّ التوتر يساهم في انكماش الخلايا العصبية في قشرة الفص الجبهي والحصين.
- تجنَّب المخدرات والكحول والسموم العصبية الأخرى: رُبِط تعاطي المخدرات والكحول بتدهور عمل المشابك العصبية وتلفها؛ كما قد يؤدي التعرض إلى المواد الكيميائية الخطرة -مثل: المعادن الثقيلة، والمبيدات الحشرية- إلى تلف هذه المشابك أيضاً.
- مارس الكثير من التمرينات: يساعد النشاط البدني المنتظم على تحسين أكسجة الدماغ، وهو أمر حيوي لتكوين ونمو المشابك العصبية.
- حفِّز دماغك: ربَّما سمعت القول المأثور القديم "العضو الذي لا تستخدمه يضمر".
اتضح أنَّ هناك الكثير من الحقيقة في هذا القول عندما يتعلق الأمر بالذاكرة؛ حيث وجد الباحثون أنَّ كبار السن الذين ينخرطون في أنشطة محفزة ذهنياً كانوا أقل عرضة إلى الإصابة بالخَرَف، وأنَّ الأشخاص الذين وصلوا إلى مستوى عالٍ من التعليم يمتلكون اتصالات مشبكية أكثر في الدماغ مقارنة بغيرهم من غير المتعلمين.


9. قد يحسن النوم الجيد ذاكرتك:



هناك العديد من الفوائد التي قد تكسبها من خلال الحصول على نومٍ جيّدٍ ليلاً؛ فقد لاحظ الباحثون منذ الستينيات وجود علاقة وثيقة بين النوم والذاكرة، ووجدوا في إحدى التجارب التقليدية التي أُجرِيت عام 1994 أنَّ حرمان المشاركين من النوم قد أضعفَ قدرتهم في التعرف على الأشياء في الاختبارات.

بالإضافة إلى أهميته بالنسبة إلى الذاكرة، يلعب النوم أيضاً دوراً أساسياً في تعلم معلومات جديدة؛ حيث وجد الباحثون أنَّ حرمان الطلاب من النوم بعد تعلم مهارات جديدة قد خفض بشكلٍ ملحوظٍ من معدل تذكر تلك المهارات لأكثر من ثلاثة أيام.

ومع ذلك، وجد الباحثون أنَّ تأثير النوم في الذاكرة "الإجرائية" أقوى بكثير من تأثيره في الذاكرة "التقريرية"؛ مع العلم أنَّ الذكريات الإجرائية هي تلك التي تتضمن مهارات حركية وإدراكية، بينما تنطوي الذكريات التقريرية على حفظ الحقائق.


وضَّح روبرت ستيكجولد (Robert Stickgold) -أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد- في إحدى مقالاته: "إذا كنت ستخضع لاختبار على 72 من الأفعال الشاذة في اللغة الفرنسية غداً، فقد تظلُّ مستيقظاً لوقتٍ متأخر، وتحاول حفظ هذه المعلومات؛ لكن إذا كانوا سيطرحون عليك أسئلة غير متوقعة مثل شرح الاختلافات بين الثورة الفرنسية والثورة الصناعية، فمن الأفضل أن تنال قسطاً من النوم".

10. تراجع الذاكرة في الشيخوخة ليس أمراً حتمياً:



بينما يؤثر مرض الزهايمر ومشكلات الذاكرة الأخرى المرتبطة بالعمر في العديد من كبار السن، قد لا يكون فقدان الذاكرة في أثناء الشيخوخة أمراً حتمياً.


تميل بعض القدرات الذهنية إلى التدهور مع تقدم العمر بالتأكيد، لكنَّ الباحثين وجدوا أنَّ الأفراد في السبعينيات من العمر غالباً ما يؤدون بشكلٍ جيدٍ في العديد من الاختبارات المعرفية كما يفعل أولئك الذين في العشرينات من العمر؛ كما أنَّ بعض أنواع الذاكرة تزداد مع تقدم العمر، مثل التذكر الدقيق لأحداث الماضي البعيد.

وبينما لا يزال الباحثون يعملون لفهم سبب تمكُّن بعض كبار السن من الحفاظ على ذاكرة ممتازة بينما يعاني آخرون في ذلك، جرى التعرف على بعض العوامل التي تؤثّر على ذلك حتى الآن:

- أولاً: يعتقد العديد من الخبراء أنَّ هناك عاملاً وراثياً يقف وراء الاحتفاظ بالذاكرة في أثناء الشيخوخة.
- ثانياً: يُعتقَد أنَّ خيارات نمط الحياة تلعب دوراً هاماً في ذلك أيضاً.
يوضح الدكتور "بروس ماكوين" (Bruce McEwen) -الأستاذ في جامعة روكفلر في نيويورك- ذلك بقوله: "أعتقد أنَّه تفاعل بين الطبيعة والوراثة إلى حدٍّ كبير؛ إذ تزيد الأهبة الوراثية من احتمال التأثر بالعوامل الأخرى".


ما الخطوات التي يمكنك اتخاذها لدرء الآثار السلبية للشيخوخة إذاً؟


وفقاً للخبراء: يرتبط الشعور القوي بالكفاءة الذاتية بالحفاظ على قدرات ذاكرة جيدة خلال الشيخوخة، حيث تشير الكفاءة الذاتية إلى إحساس الناس بالسيطرة على حياتهم ومصيرهم؛ كما رُبِط هذا الإحساس القوي بالكفاءة الذاتية بانخفاض مستويات التوتر عموماً؛ إذ كما ذكرنا سابقاً، ترتبط المستويات العالية من التوتر المزمن بتدهور مراكز الذاكرة في الدماغ.

كلمة أخيرة:


رغم عدم وجود "حلٍّ سريعٍ" وبسيطٍ لضمان سلامة ذاكرتك مع تقدمك في العمر، يعتقد الباحثون أنَّ تجنُّب التوتر، واتباع نمط حياة نشط وصحي، والاستمرار في الانخراط الذهني؛ طرائق هامة فعلاً لتقليل مخاطر فقدان الذاكرة مع الوقت.







انضم الينا الى صفحتنا على الفيس بوك من هنا

تابعى المزيد

احدث المقالات

الاكثر اعجابا