التطور المهنى / الاستراتيجية / الراتب / المال والاعمال / العمل / المقابلة الشخصية / مقابلات العمل /

3 استراتيجيات للإجابة عن سؤال: ما هي توقعاتك بخصوص الراتب؟

3 استراتيجيات للإجابة عن سؤال: ما هي توقعاتك بخصوص الراتب؟ - هنا hana

قد تصاب بالذعر عندما تُجري مقابلة التوظيف ويُطرح عليك سؤال مثل: "ما هي توقعاتك بخصوص الراتب"؟ فتخشى أن تطلب راتباً مرتفعاً يتجاوز نطاق رواتب تعيين الشركة فيقابَل طلبك بالرفض وتُضيِّع على نفسك وظيفة أنت بأمسِّ الحاجة إليها؛ وربما تقلق من أن تحدِّد رقماً متدنياً جداً وينتهي بك الأمر بالحصول على أجر أقل مما تستحق.

قد يكون لمخاوفك بعض المبرِّرات، فمثلاً: عندما عملت الكوتش المهنية "جويل كروفورد" (Joyel Crawford) في التوظيف، كان السبب الرئيس لسؤالها عن الراتب هو قياس توقعات المتقدِّمين للوظيفة بالنسبة إلى الميزانية المخصَّصة لهذا المنصب.

لذلك على عكس العديد من أسئلة المقابلات الشائعة الأخرى، قد تكشف إجابتك عن هذا السؤال عدم اطلاعك على الوظيفة مما يجعلك خارج المنافسة؛ لكن هذا ليس أمراً سيئاً بالضرورة؛ وذلك لأنَّك قد ترفض الوظيفة التي لا تمنحك ما يكفي مِن المال أو لا تستمتع بالعمل فيها في المقام الأول.

كما قد يعتريك القلق مما قد يظنه الشخص القائم على إجراء المقابلة بك سواء طلبت رقماً مرتفعاً أم متدنياً للغاية؛ لكن عليك ألا تقلق إزاء ذلك، إذ يتعلق هذا السؤال بطرح تقدير صحيح للراتب. ووفقاً لـ "جينيفر فينك" (Jennifer Fink)، الكوتش المهنية والمديرة التنفيذية ومؤسِّسة شركة "فينك ديفيلوبمينت" (Fink Development) للتدريب المهني؛ تضمن مناقشة الراتب في وقت مبكر تفادي كلٍّ مِن المتقدِّم للوظيفة أو الشركة "هدر الوقت والجهد في عدة جولات من المقابلات ليتبين لاحقاً أنَّ الراتب بعيد جداً عن نطاق توقعاتك".


وتتابع قائلةً: "في عالم مثالي، سيكون أرباب العمل ومسؤولو التوظيف صريحين بشأن الراتب ويخبرونك به مباشرةً؛ لكن نادراً ما يحدث ذلك"، فإن ذُكِر الراتب في إعلان التوظيف، سيتجنَّب الأشخاص التقدُّم إلى الوظيفة إن كان المبلغ بعيداً عن نطاق توقعاتهم، أما إن كان القائم على إجراء المقابلة هو مَن يذكر المبلغ أولاً، فلن يستطيع المرشحون تقديم عروضهم، ولكن للأسف لا يتحلَّى جميع أرباب عمل بثقافة الشفافية فيما يتعلق بالأجور، على حد تعبير فينك (Fink).

يوجد العديد من الاستراتيجيات للإجابة عن أسئلة المقابلة حول توقعات راتبك، ولكن يرتكز كلٌّ منها على إجراء البحث قبيل المقابلة.

نصيحة احترافية: ميِّز الفرق بين السؤالين: "ما هي توقعاتك بخصوص الراتب؟" عن "ما هو راتبك الحالي؟"؛ حيث إنَّ كثيراً مِن المتقدمين للوظيفة لا يحبِّذون السؤال الثاني، إضافةً إلى أنَّ بعض المؤسسات تجد أنَّ مِن غير اللائق طرحه.



حدِّد توقعات الراتب قبل الموعد المحدد:


يمكن أن يُطرَح موضوع الأجر بأشكال متعددة في مقابلة التوظيف، ويمكنك اتِّباع استراتيجيات مختلفة للإجابة سنذكرها لاحقاً؛ ولكن بغضِّ النظر عن أسلوب ردِّك، فلا يزال يتعين عليك معرفة راتبك المثالي الذي ترغب به.

ربما يَطلب منك القائم على إجراء المقابلة أن تقدِّم عرضك، أو ربما يَعرض عليك رقماً معيَّناً ويسألك عن رأيك فيه، وفي كلتا الحالتين، تقول فينك (Fink): "لا تمضي بعض عمليات التوظيف قُدماً ما لم يوقن المسؤولون عن التوظيف أنَّ المتقدِّم للوظيفة يتوافق مع الراتب المعروض". لذا حدِّد نطاق توقعاتك للراتب مِن خلال البحث عن المسمى الوظيفي المطلوب حسب البلد وسنوات الخبرة، وذلك بالولوج إلى بعض المواقع الإلكترونية التي تساعد المتقدِّمين إلى الوظائف -وخاصةً النساء والأقليات غير الممثَّلة بالقدر الكافي- على تحسين سير مفاوضات الراتب لمصلحتك، قد تكون هذه المواقع مأجورةً في بحثها المتعمِّق والشخصي عن القيمة السوقية للفرد؛ ولكن يمكنك الولوج إلى قائمة المصادر خاصتهم للحصول على معلومات عامة حول الرواتب وكيفية التفاوض.

تقول فينك (Fink) أنَّ بإمكانك أخذ فكرة عن الراتب عن طريق سؤال الأشخاص ضمن شبكة علاقاتك ممن يعملون في نفس المنصِب الذي تطمح إليه؛ لذا استخدم مصادر متعددة للحصول على فكرة جيدة عن المعدَّل الراهن للرواتب للوظيفة التي أنت في صدد إجراء مقابلة توظيف لأجلها، مع مراعاة أية مهارات ومؤهلات إضافية لديك وحجم الشركة والأعمال فيها والموقِع، فيجب أن يمنحك هذا فكرةً معقولةً عن العرض الذي قد تقدِّمه الشركة.


في الخطوة التالية، فكِّر في مقدار الراتب الذي تحتاجه شخصياً وترغب فيه، خذ النفقات والأهداف المتوقَّعة بالحسبان، سواء كانت هذه هي وظيفتك الأولى بعدَ تخرجك من الجامعة والاستقلال عن ذويك، أم عليك الآن تحمُّل نفقات ولادة طفل جديد، أم لتغطية نفقات سيارة لتذهب بها إلى العمل؛ إذ يجب أن تكون هذه الوظيفة نقلةً نوعيةً في ميزانيتك.

إذا كنت ستُغيِّر مكان إقامتك، فاحسب نفقات الانتقال وتكلفة المعيشة بالقرب من وظيفتك الجديدة، وضع كل هذه العوامل في الحسبان في وقت مبكر كي تكون مستعداً للرد بناءً على احتياجاتك الفعلية ولا تقبَل راتباً متدنياً لأنَّك أسأت التقدير، على حد تعبير كروفورد (Crawford).

كما توصي كروفورد (Crawford) بالتفكير أبعد مِن الراتب الأساسي وحده، قائلةً: "اسأل نفسك: ما هي قيمتك من الناحية المالية"؟ قد يشمل ذلك خيارات الأسهم أو الإجازة المدفوعة أو المكافأة السنوية أو بدل المواصلات أو التعويض العائلي.


فكِّر في تأثير وجود هذه الأمور أو عدمه في الراتب الذي تطمح إليه، فعلى سبيل المثال: قد يتبين أنَّ تأمين رسومك الدراسية يتطلَّب منك أكثر مِن مبلغ 5 آلاف دولار في السنة قد لا يضمنها الراتب المطروح، وفي المقابل قد يؤدي الافتقار الكبير للمزايا -مثل عدم وجود تأمين صحي للموظفين- إلى طلب راتب أعلى بكثير.

تحقق من إعلان الوظيفة أو موقع الشركة على الويب قبل إجراء المقابلات الخاصة بك للتعرف على المزايا والامتيازات التي تقدِّمها كلُّ شركة.

كما عليك التطرق إلى جميع هذه النواحي للتوصل إلى نطاق راتب مقبول بالنسبة إليك، فبغضِّ النظر عن الطريقة التي تخطط بها للرد على الأسئلة المتعلقة بالراتب، ستعلَم الرقم الذي تنشده في نهاية المطاف.



3 استراتيجيات للإجابة عن هذا السؤال:


استناداً إلى ما توصَّلتَ إليه من عملية البحث وتقييم وضعِك الشخصي، عليك أن تأخذ بالحسبان ثلاث استراتيجيات رئيسة للإجابة عن سؤال "ما هي توقعاتك بخصوص الراتب؟" في مقابلة التوظيف؛ وهذا ما سنتحدث عنه الآن:


1. تحديد نطاق للراتب:


تقول كروفورد (Crawford) أنَّه لن يُجدي الرد على السؤال المتعلق بالراتب بتحديد رقم واحد مع الشركة؛ حيث تستند خطتها في المفاوضات الناجحة إلى "التعاون والخدمة"، فبتحديد نطاق للراتب، تُظهر أنَّك على استعداد للتحلي بالمرونة والعمل مع رب العمل المستقبلي.


ومن خلال طرح الأرقام التي تريد، فإنَّك "تُعرِب عن القيمة التي تقدِّمها إلى طاولة المفاوضات"، على حد تعبير كروفورد (Crawford)، وعندما تُظهِر أنَّك تقصَّيت عن الشركة جيداً وأنَّك تعرف قيمتك بواقعية، سيرى الشخص القائم على المقابلة أنَّك جاد بشأن مهاراتك وما يمكن أن تقدِّمه للشركة.

لا ريب أنَّ هنالك بعض أوجه القصور في تحديد رقم للراتب في المقابلة التي هي مِن الخطوات الأولى في عملية التوظيف؛ لذا تنصح فينك (Fink) بالانتظار حتى تحصل على عرض عمل تستطيع فيه التفاوض أكثر، فقد تخشى أن تُضيِّع عليك فرصة راتب ممتاز بعرضك رقماً منخفضاً جداً، أو خسارة الوظيفة بطلب مبلغ مبالغ به، بينما إن تحرَّيتَ جيداً عن الشركة، فستنخفض احتمالية طلب راتبٍ متدنٍّ جداً؛ أما لو طلبت رقماً كبيراً جداً فمعنى ذلك أنَّ الوظيفة لم تكن ملائِمة لك.

عند تحديد نطاق راتبك في المقابلة، "حاول أن يكون الحد الأدنى لنطاق الراتب الذي تطرحه بين الحد المتوسط والأعلى لما تنشده"، على حد تعبير فينك (Fink)؛ فعلى سبيل المثال: إن كنت تطمح لمبلغ يتراوح بين 85000 - 100000 دولار سنوياً، ويتراوح أفضل تخمين لديك لما تحدِّده الشركة في الميزانية بين 80000 - 95000 دولار، فاجعل نطاق الراتب الذي تطرحه بين 92000 - 100000 دولار سنوياً، وبهذه الطريقة حتى لو انتهت المفاوضات لتقديم الشركة عرضاً أقل من النطاق الذي ذكرته في مقابلتك، ستبقى رابحاً ولو جزئياً.

تقول فينك (Fink): "يجدر بك الإشارة عادةً إلى أنَّ الراتب هو عنصر واحد فقط مما تنشده في العمل، وأنَّ الراتب بنظرك هو جزء من الفرصة برمَّتها"، كما عليك أن تُعيد التأكيد على طلباتك لرب العمل المستقبلي عند صياغة إجابتك لتدعيم نطاق الراتب الذي تعرضه، على حد تعبير كروفورد (Crawford)، ناهيك عن أنَّ الشركة سوف تستثمر في موظف ممتاز.


فعلى سبيل المثال: إذا كنت تُجري مقابلة لمنصب مساعد إداري في إحدى الشركات فقد تقول مثلاً: "مع الأخذ في الحسبان خبرتي وشهادة خبرة قيادة الحاسب التي ذكرتها سابقاً والتي ستقدِّم الفائدة لكامل الفريق، فأنا أرغب في راتبٍ يتراوح بين 42000 - 46000 دولار سنوياً لهذا المنصِب، لكنَّ المزايا هامةٌ أيضاً بالنسبة إلي؛ فإن كانت هذه الوظيفة تمنح امتيازات مثل: الصالة الرياضية المجانية وبدل المواصلات والتعويض العائلي وغيرها من الامتيازات، فسأكون مرناً بعض الشيء فيما يتعلَّق بالراتب".


2. إعادة توجيه السؤال نفسه للشخص القائم على المقابَلة:


يمكنك أيضاً الرد على السؤال "ما هي توقعاتك بخصوص الراتب؟" ببساطة عن طريق السؤال عما تتطلع الشركة إلى دفعه، فتقول فينك (Fink): "يمكنك أن تقول شيئاً مثل: هذا سؤال جيد، أتمنى لو تخبرني بنطاق الراتب المخصَّص لهذا المنصب".


بمجرد أن يجيب القائم بإجراء المقابلة عن سؤالك، سيتوقع منك رداً تُعرِب فيه عن قبولك للراتب أم لا، وهنا يأتي دور تحرِّيك السابق عن الشركة كي تتمكن من تنسيق إجابتك بما يتوافق مع ميزانية الشركة؛ فإذا عَرض عليك مدير التوظيف رقماً أو نطاق راتب يقارب ما توقَّعته أو حتى أعلى منه، فهنيئاً لك، وعندها يجب أن تعبِّر عن سعادتك ورضاك؛ ولكن إذا عُرض عليك راتب أقل مما تطمح إليه، فعليك وضع خطة للرد.

على سبيل المثال: إذا قال مسؤول التوظيف أنَّ الراتب يبلغ 55000 دولاراً سنوياً، وكان هذا أقل قليلاً مما أملت أن تجنيه، فيمكنك أن تقول شيئاً مثل: "كنت آمل في الحصول على مبلغ يتراوح ما بين 60000 - 65000 دولار، لكنَّني بالتأكيد مستعد للتفاوض مقابل مجموعة التعويضات كاملةً".

يمكنك بعد ذلك المتابعة بأسئلة حول المزايا الأكثر أهميةً بالنسبة إليك مثل مطابقة مساهمة رب العمل في خطة مدخرات التقاعد الخاصة بك أو الإجازات المدفوعة. ولكن إذا كنت تطمح لأكثر مِن 55000 دولار بكثير، فربما تكون قد وصلت إلى طريق مسدود؛ لذا بإمكانك أن تجيب: "للأسف، نظراً إلى خبرتي وراتبي الحالي، لا أعرف ما إذا كان عليَّ قبول أقل مِن 80 ألف دولار في السنة، فهل توجد مرونة في الميزانية المخصَّصة لهذا المنصِب؟".



3. تأجيل الرد:


إن كنت لا تزال في طور تقصَّي نطاق الأجور في المنصِب والفوائد التي تقدِّمها الشركة، فالأحرى بك تأجيل الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بتوقعات راتبك.

إن اخترت هذه الاستراتيجية، فيمكنك أن تقول أنَّ الراتب هام؛ لكنَّ العرض الجيد والفرصة أكثر أهميةً بالنسبة إليك، وبأنَّك تُفضِّل إخبارهم بالراتب الذي ترغب فيه لاحقاً، وفقاً لـ فينك (Fink).

يمكنك أن تقول على سبيل المثال: "في الوقت الحالي، أجد أنَّ العثور على الوظيفة المناسبة أهم بالنسبة إلي مِن الراتب؛ لذا أرغب في معرفة المزيد عن الوظيفة والشركة وحزمة الاستحقاقات بالكامل قبل أن نتحدَّث عن الأرقام".


لكن انتبه، لا تتَّبع هذه الاستراتيجية تلقائياً لمجرد خشيتك مِن خسارة الوظيفة؛ فعندما تشعر أنَّك بحاجة ماسَّةٍ إلى وظيفة، قد تنجرُّ لقبول أيِّ راتبٍ يمكنك الحصول عليه؛ لكنَّك في النهاية ستُلحق الضرر بنفسك.

تذكر أنَّك تضيف قيمةً إلى أية شركة تعمل فيها؛ لذا سيساعدك إدراك هذه القيمة لإخبار أرباب العمل المستقبليين بها في نهاية المطاف والحصول على الراتب الذي تستحقه؛ حيث تشير كروفورد (Crawford) إلى أنَّه قد يُطرَح عليك مثل هذا السؤال في مقابلات التوظيف: "لماذا يجب أن نستثمر فيك"؟؛ لذا فإنَّ معرفة قيمة هذا الاستثمار هو جزء أساسي من عملية التوظيف بالنسبة إليك ولرَب العمل المستقبلي.







انضم الينا الى صفحتنا على الفيس بوك من هنا

تابعى المزيد

احدث المقالات

الاكثر اعجابا