تنمية الذات / الذكاء العاطفي / الذكاء / تقوية الذكاء العاطفي / التنظيم الذاتي / التحفيز الذاتي /

تنمية الذكاء العاطفي

تنمية الذكاء العاطفي - هنا hana

من الصعب السيطرة على حياتك إذا لم تتقن أفكارك وعواطفك، لذا فإن تعزيز ذكائك العاطفي هو وسيلة مهمة لزيادة إتقانك عيش الحياة أيضاً، ومن بين المكونات الرئيسية والأكثر أهمية للذكاء العاطفي، سنركز على الوعي والتنظيم الذاتي كذلك التحفيز الذاتي، لذا تابع معي قراءة هذا المقال.

مميزات الأذكياء عاطفياً


صفات الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي العالي
هناك مهارات يتمتع بها الأشخاص الأذكياء عاطفياً وبمستوى عالٍ، حيث تتضمن هذه المهارات؛ القدرة على تحديد مشاعرك بدقة كذلك مشاعر الآخرين، والقدرة على الاستفادة من العواطف وتطبيقها على المهام في العمل والحياة مثل: القدرة على التفكير المنطقي وحل المشكلات، ثم أن الذكاء العاطفي هو إدارة العواطف، بما في ذلك التحكم في مشاعرك، بالإضافة إلى القدرة على تشجيع أو تهدئة شخص آخر، هذا ونذكر أن مفهوم الذكاء العاطفي موجود منذ عام 1990، عندما قدم علماء النفس في جامعة ييل؛ جون دي ماير (JOHN D. MAYER) وبيتر سالوفي (PETER SALOVEY)؛ هذا المفهوم إلى العالم الأكاديمي [1]، وفيما يلي سبع خصائص وميزات يتصف بها الأذكياء عاطفياً وبمستوى عالٍ:

- تقبل التغيير: فهم لا يخشون التغيير، لأنهم يفهمون أنه جزء ضروري من الحياة ويتكيفون بمرونة عالية.

- يعرفون أنفسهم جيداً: إنهم يعرفون ما يجيدونه وما يجعلهم يتعلمون باستمرار، لأن نقاط الضعف لا تمنعهم من نقد قصورهم، كما أنهم يعرفون ما هي البيئات المثلى لأسلوب عملهم.
- متعاطفون: لديهم القدرة على التواصل مع الآخرين، وهم بسبب ذلك ضروريون وفاعلون في بيئة العمل، من خلال القدرة الفطرية على فهم ما يمر به زملاء العمل أو العملاء، كما يمكنهم التعامل مع الأوقات العصيبة بسلوك خالٍ من الدراما!
- ليسوا كاملين: على الرغم من القدرة القوية والدوافع القوية لدى الأذكياء عاطفياً، فإنهم يعرفون أن الكمال أمر مستحيل، كما أنهم يدركون أهمية التعلم من الأخطاء.
- متوازنون: إن إدراكهم لذاتهم يعني أنهم يعرفون بطبيعة الحال أهمية وكيفية الحفاظ على توازن صحي شخصي ومهني في حياتهم، فهم يعتنون بصحتهم ويهتمون بحياتهم خارج العمل.
- فضوليون: إن الإحساس الفطري بالعجب والفضول حول كل شيء في العالم والحياة؛ يجعلهم مبتهجين، كما أنهم لا يطلقون أحكام نهائية على الأشخاص والمواقف منذ البداية، إذا لديهم القدرة عل استكشاف الاحتمالات، كما يطرحون الأسئلة، وهم منفتحي الذهن أمام الحلول الجديدة.
- لطفاء وكرماء: يعرف الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العالي؛ ضرورة الامتنان لكل شيء وكل يوم، ولا ينظرون إلى العالم بعين سلبية كما يفعل كثير من الناس، حيث يشعرون بالرضا عن حياتهم ولا يسمحون لانتقاد الأشخاص السلبين بالتأثير عليهم.
- التعبير عن الانفعالات بدقة: لأنهم قادرون على التعبير عن عواطفهم وتسميتها ويعرفون كيف يمكن التحدث عنها بصراحة، لذا لا يمكن أن تلعب بمزاجهم تلك الانفعالات المفاجئة، التي يعاني بسببها أغلب الناس [2].




خطوات فعالة لتنمية الذكاء العاطفي


كل ما تحتاج إلى معرفته لتعزيز ذكائك العاطفي وتطوير السيطرة على أفكارك
تتطلب القدرة على إدارة عواطفك تكاملاً فعالاً بين دماغك المفكر والعاطفي، وعندما تكون ذكياً عاطفياً؛ تعمل عواطفك لصالحك وليس ضدك، بالتالي تحترم مشاعر الآخرين وتصبح شخصاً ناجحاً، ومن خلال تعزيز المكونات الصحيحة للذكاء العاطفي، يمكنك اكتساب تفوق للسيطرة على أفكارك وعواطفك أيضاً، وذلك من خلال:


1- الوعي الذاتي: ربما هذا هو أهم عنصر في الذكاء العاطفي، ويعني وجود الوعي الذاتي أن يكون لديك رأي واضح ودقيق عن نفسك، كما تستطيع أن تتحكم في كيفية فهم الآخرين لك، بالنتيجة إذا كان لديك مستوى عال من الوعي الذاتي، ستتمكن من فهم مشاعرك والتفكير فيها بطريقة عقلانية، في حين إذا كنت تفتقر إلى الوعي الذاتي، تتولى مشاعرك زمام الأمور! لهذا ما عليك إلا أن تدرك حالتك العاطفية؛ لتصبح قادراً على التعلم من تجاربك العاطفية، فليس عليك تكرار الماضي مثلاً، كما يجب أن تكون على دراية واعية؛ بنقاط القوة والضعف لديك.

2- التنظيم الذاتي: من الرائع أن تكون قادراً على فهم وإدراك مشاعرك في لحظتها، لكن هل يمكنك اتخاذ قرار حكيم بشأن كيفية المتابعة من هذه النقطة؟ وهل أنت قادر على إعادة توجيه عواطفك إلى اتجاه إيجابي صحي؟ وهل يمكنك التحكم بدوافعك، وقادر على تحمل مسؤولية أفعالك؟ وهل تستجيب بطريقة معقولة عندما يتصرف الآخرون بشكل غير معقول؟ كذلك.. هل يمكنك أن تنتظر لحظة قبل أن تتصرف أو تتحدث أو تتخذ خياراً ناضجاً وذكياً؟ وأخيراً.. هل تعرف كيفية إدارة مزاجك السلبي؟ وهل أنت منفتح على التغيير والأفكار الجديدة؟ وغيرها من التساؤلات التي تحدد مدى تنظيمك وانضباطك الذاتي كشخص واعٍ.

3- الدافع: هل لديك الدافع الذي يمتد إلى ما وراء الثروة والحصول على المال والثروات؟ وهل أنت قادر على تحفيز نفسك ذاتياً أم أنك تحتاج إلى دافع خارجي؟ وهل أنت قادر على تحديد الأهداف ثم المتابعة حتى الانتهاء؟ وهل يمكنك الإصرار عندما لا تسير الأمور لصالحك؟ كذلك.. هل يمكنك أن تأخذ زمام المبادرة لفعل شيء ما، أم أنك مدفوع فقط بعدم الراحة مثل: المواعيد النهائية لتسليم المشاريع أو التهديد بفقدان وظيفتك، أو أي سبب آخر؟

4- التعاطف: هل أنت قادر على فهم مشاعر الآخرين؟ فالخطوة الأولى لفهم الآخرين هي في فهم نفسك، وأنت تعلم أن الناس متشابهين كثيراً في تركيبهم العاطفي الأساسي، لذا اسأل نفسك: هل تهتم بحياة الآخرين؟ وهل أنت قادر على مساعدة شخص ما في مواجهة التحديات العاطفية التي قد يواجه؟ وأخيراً.. هل تعرف كيف تجعل شخصاً آخر يشعر أنه بخير؟


5- المهارات الاجتماعية: يمكن أن تكون مجموعة المهارات الاجتماعية المطلوبة لتعزيز الذكاء العاطفي واسعة، لكنها أشياء كنت تتعلمها منذ كنت طفلاً رضيعاً، فهل يمكنك تفسير تعبيرات الوجه بدقة؟ وهل يمكنك توقع ردود الفعل العاطفية المحتملة من الآخرين على حالة معينة؟، ثم هل تستطيع التواصل بفعالية؟ وهل أنت مستمع جيد؟ كذلك.. هل أنت قادر على التأثير على الآخرين؟ وهل يمكنك إنشاء العلاقات والحفاظ عليها؟



تعزيز عوامل الذكاء العاطفي


كيف تعزز العوامل الأساسية التي يقوم عليها الذكاء العاطفي؟

كيف تقوم بتقييم كل نقطة مما ذكرنا أعلاه؟ ربما كانت هناك نقطة أو أكثر منها بحاجة إلى المزيد من العمل عليها، بحيث أن القليل من الناس يمكن أن يتمتع بمعدلات عالية في جميع هذه النواحي، وإذا تركت آخر نقطتين (التعاطف والمهارات الاجتماعية) لتتعامل معهما وتعززهما على طريقتك، سنتحدث عن المكونات الثلاثة الأولى وتعزيزها لإتقان أفكارك وعواطفك من خلال السيطرة الذكية عليها [3]:

تعزيز الوعي الذاتي: العواطف هي جزء من تجربة الإنسان، كما تخدم غرضاً قيّماً، وما بين المشاعر السلبية والإيجابية لا تبدو عملية السيطرة على عواطفك كاملة، بحيث يمكن لعواطفك أن تؤذيك إذا استسلمت لها، مثلاً قد تشعر أنك مدفوع لأكل شيء لا يجب عليك أكله، لذا لا تكون مشاعرك دليل دقيق لاتخاذ القرارات أو السلوكيات الصحيحة، كما أن التعامل مع عواطفك أمر بالغ الأهمية، بشرط أن تصبح مدركاً لذاتك، ومعظم الناس يتفاعل مع عواطفه فقط، بينما من الضروري جداً أن تكون قادراً على تحليلها وفهمها، وخلال هذه العملية.. ستبدأ في فهم نفسك، مما يقودك لفهم مشاعرك بالتالي الفهم الأفضل للآخرين أيضاً، ولتقييم استجاباتك العاطفية لا بد لك من معرفة قيمك، بحيث تشير وتعبر عن كل ما تقوم به، وهذا يعني الوصول إلى أهدافك والثقة العالية بالنفس، وهو نوع من تكريم هذه القيم مما يعزز وعيك الذاتي، فكيف تتفهم قيمك؟ هل يمكنك مشاركتنا من خلال التعليقات؟

تعزيز التنظيم الذاتي: هذا ما عليك فعله إذا كنت تريد السيطرة على أفكارك وعواطفك:
- ففي السيطرة على عواطفك؛ تتعلم عنها وعن كيفية الاستجابة لها والتعامل معها مع بمستوى أعلى من الوعي بالذات، حيث تتم العملية باختيار عاطفة سلبية مثل القلق لتتعلم كيفية السيطرة عليها وتديرها بطريقة حكيمة، وتذكر كيف تعاملت معها في السابق كأن تقرأ دفتر يومياتك، ثم تضع خطة للتعامل معها ولا تشغل نفسك بفعل الكثير، لأن "العواطف وحوش صعبة الترويض!"، كذلك ركز على عملية التنفس واسترخاء بدنك وأكتافك، واشعر بنفسك كلية، ثم أعد انظر فيما حدث، أي الموقف الذي تعرضت فيه لمشاعر صعبة (القلق في مثالنا)؛ استمر في تكرار هذه العملية حتى تتقن مشاعر معينة في جميع مجالات حياتك، وانتقل من عاطفة إلى أخرى.. واصل التقدم، قد يستغرق الأمر بعض الوقت للحصول على السيطرة على كل عواطفك خاصة السلبية والصعبة منها.


- أما للسيطرة على أفكارك؛ فأنت الآن تتحكم بعواطفك وتسيطر عليها، وهذا يساعدك في ترويض أفكارك أيضاً، مع ذلك هناك الكثير من العمل لإتقان أفكارك والسيطرة عليها، وما يمكن إتقانه فعلياً؛ هو ردك على هذه الأفكار وعدم الاستيلاء عليها، هذه الأفكار يمكن أن تأخذ كل وعيك وتؤثر على مزاجك، لذا راقبها ثم صنف هذه الأفكار، ثم لاحظ تأثيرها على حالتك العاطفية والجسدية، وأعد توجيه الأفكار السلبية، لأن استمرارها هو مجرد إضاعة للوقت، بطبيعة الحال المحافظة على التركيز سيجعل من السهل عليك الحفاظ على أفكارك في المسار الصحيح، كما يجعل من السهل عليك تجاهل عوامل التشتت بأفكار سلبية والعودة إلى العمل، بالتالي ستحقق المزيد وستعطي ذكائك العاطفي دفعة كبيرة.

- التحفيز: لتعزيز الذكاء العاطفي؛ لا بد أن يكون التحفيز ذاتياً أولاً، وبالطبع بمكن للمحفزات الخارجية كالمال والشهرة.. الخ، أن تعمل لتحقيق الهدف ذاته، لكنك تعلم أنه عندما تكون دوافعك الرئيسية تحت سيطرتك، فمن الأسهل إدارة أفكارك وعواطفك، مثلاً قد تحب عزف الجيتار وتستمتع بذلك، وأنت تتلقى مكافأة ذات دوافع داخلية، بينما إذا عملت في وظيفة لا تحبها لكسب المال، فإن دوافعك تستند إلى محفزات خارجية، لذلك اسأل وأجب نفسك: ما هو دافعك لفعل الأشياء المختلفة في حياتك؟ كذلك فكر في سبب قيامك بالأشياء التي لا تستمتع بها في حياتك أيضاً، وتعرف على ما إذا كانت هناك طريقة لتحفيز نفسك ذاتياً.







انضم الينا الى صفحتنا على الفيس بوك من هنا

تابعى المزيد

احدث المقالات

الاكثر اعجابا