تطوير الذات / التخطيط / تحديد الاهداف / التطور المهنى / تحقيق النجاح /

ما هي طريقة تحديد أهداف التطوير المهني لتحقيق النجاح؟

ما هي طريقة تحديد أهداف التطوير المهني لتحقيق النجاح؟ - هنا hana

أحد أهداف الحياة الذي يسعى كل فرد إلى تحقيقه هو امتلاكه مهنة ثابتة، إذ يهدف كل ما نقوم به كبشر إلى شيء واحد، ألا وهو "الاستقرار المالي"؛ ولحسن الحظ، ستساعدك هذه المقالة على التعرف إلى أهداف التطوير المهني التي ستقودك إلى هذه المرحلة.

إنَّ الوصول إلى مرحلة مستقرة في الحياة ليس أمراً صعباً إذا اتبعت مساراً ممنهجاً؛ فالنمو المستمر هو أساس الحصول على مهنة ثابتة، وقد يبدو من الصعب القيام بذلك لتحقيق النمو الثابت؛ ولكن باستخدام أهداف التطوير المهني الصحيحة، يمكنك بناء نفسك تدريجياً وبنجاح.


طريقة تحديد أهداف التطوير المهني:


لا تختلف أهداف التطوير المهني عن أهداف الحياة العامة، لكنَّها غير متشابهة تماماً؛ وإليك فيما يأتي دليلاً سريعاً حول طريقة التخطيط لأهدافك المهنية لتحقيق النجاح والاستقرار:



1. اجعل أهدافك ذكية:


بغضِّ النظر عن فئة الأهداف التي تضعها وتسعى إلى تحقيقها، فمن الهام جداً أن تكون أهدافك ذكية في المرتبة الأولى؛ وإذا كنت لا تعلم ما تعنيه الأهداف الذكية، فهي تعني باختصار أن تكون أهدافاً محددة وقابلة للقياس والإنجاز ومناسبة وملائمة ومحددة زمنياً؛ وهذه هي كل الصفات التي يجب أن تمتلكها أهدافك.

يساعدك تحديد الأهداف على معرفة ما تريده بالضبط؛ لذلك إذا كنت تريد التقدم مهنياً، فيجب عليك تحديد الأهداف التي تساعدك على ذلك، ويجب أن يكون التقدم قابلاً للقياس حتى تتمكن من تقدير إنجازك، وأن تكون هذه الأهداف قابلة للتحقيق والإنجاز، وتكون مترابطة كلها بعضها مع بعض، ومع أخلاقيات الحياة والقيم وما إلى ذلك؛ وفي النهاية، يجب أن يكون لها إطار زمني محدد حتى لا تُؤجَّل.



2. ابدأ بالصورة الأكبر:


تتطلب منك معظم الأشياء في الحياة أن تبدأ من الخطوة الأولى؛ ومع ذلك، عندما تحدد أهدافاً للتطوير المهني، فإنَّك تبدأ من النهاية؛ إذ يجب دائماً أن تضع في اعتبارك وجهتك النهائية.

ما الذي تسعى جاهداً إلى حصول عليه بالفعل؟ عندما تحدد النهاية التي تسعى إليها، يمكنك تطوير خطة مناسبة، حيث يمنعك ذلك من السعي دون نية واضحة؛ وبالإضافة إلى ذلك، تُبقيك الرؤية الواسعة متحمساً، حيث ستكون دائماً على دراية كافية بما تحققه من خلال العمل الشاق المطلوب منك القيام به؛ ويعدُّ هذا الأمر هاماً، لاسيما في تحديد أهداف التطوير المهني؛ ذلك لأنَّك لا تمتلك المساحة الكافية للتجربة عندما تحاول إحراز تقدم من الناحية المهنية؛ لذلك عندما تضع في اعتبارك الهدف النهائي الذي تسعى إليه، يمكنك التخطيط لكل شيء آخر وفقاً لذلك.

كما سيكون لديك تقدير تقريبي للوقت الذي تملكه لتحقيق هذا الهدف؛ فعلى سبيل المثال: إذا منحت نفسك 5 سنوات، فستعرف طريقة ضبط الوقت المتبقي لتحقيق الأهداف الثانوية؛ بحيث يمكنك تحقيق الهدف النهائي في الوقت المحدد.



3. قسِّم أهدافك:


مع أنَّك تبدأ وضع التصور النهائي لأهدافك في عين الاعتبار، إلَّا أنَّه لا ينبغي لك أن ترتكب الخطأ المتمثل في تحقيق أهدافك دفعة واحدة؛ وقد يبدو ذلك طموحاً جيداً، لكنَّك ستفشل لا محالة.

بمجرد أن تحدد أهدافك النهائية، فقد آن أوان تقسيمها؛ فضع أهدافاً أصغر تسهم في تحقيق الهدف الكبير، وقسِّمها إلى أجزاء يمكن تحقيقها بسهولة وفقاً لفترات زمنية أصغر؛ فعلى سبيل المثال: إذا كان هدفك المهني هو أن تصبح رئيساً للقسم مع حلول نهاية العام المقبل، فعليك أن تبدأ العمل على هذا الهدف على أساس أسبوعي وشهري، حيث ستبدأ تولي مسؤوليات يفوق عددها تلك التي تتولاها حاليَّاً في عملك، ويجب أن تكون خطتك قائمة على فكرة أن تصبح مساعداً لرئيس القسم في الأشهر الستة المقبلة.


الأهداف الثانوية المشابهة للهدف الرئيس هي نقاط الانطلاق الصغيرة التي تحتاجها لمساعدتك في الوصول إلى الهدف الكبير، وإذا حاولت تحقيق هذا الهدف دفعة واحدة، فمن المحتمل أن تسقط وتفشل.


4. استخدم تقييمات الأداء خاصتك:


إنَّ إحدى الأمور التي تُسَهِّل تحديد أهداف التطوير المهني هي توفر رأي شخص ثالث، لاسيما رأي أحد الخبراء؛ في المقابل، يُعَدُّ السعي إلى إحراز أهداف الحياة أصعب بسبب عدم قدرتك على فهم موقفك فيها.

من ناحية أخرى، ستفيدك تقييمات الأداء المرتبطة بمكان عملك كثيراً، بحيث يمكنك معرفة ما تقوم به جيداً حتى تتمكن من الاستمرار فيه بالطريقة نفسها، فقد تكون أهدافك المتعلقة بصفاتك القوية طريقةً جيدة للحفاظ على جودة تقييمات الأداء؛ وبالمثل، تُخبرك هذه التقييمات بنقاط ضعفك، بحيث يمكنك التخطيط لأهداف جديدة لتحسينها وفقاً لذلك؛ كما تساعدك في قياس تقدمك، حيث تُظهِر لك المقارنة بين نتائج التقييمات قبل وضع الأهداف ونتائج التقييمات بعدها حقيقة النتائج التي تبذلها.


5. تعلَّم المزيد:


إنَّ ثباتك على عملك ومهنتك ذاتها هو نتيجة المبالغة في تقدير نفسك، ولا يعدُّ هذا السبب الوحيد، ولكنَّه أحد العوامل الرئيسة المسهمة؛ فإذا كنت ترغب في النمو باستمرار، فأنت بحاجة إلى عقلية قادرة على تلقي المعلومات الجديدة، ويجب عليك أن تعلم أنَّه لا يمكنك أبداً اكتساب المعرفة عن كل شيء في العالم؛ لا لأنَّك غير قادر على القيام بذلك، وإنَّما بسبب وجود شيء جديد يمكن تعلمه كل يوم؛ فحتى لو حققت النجاح المطلوب، فلا تتخلَّ عن فكرة تعلم شيء جديد دائماً؛ وإيَّاك أن تعتقد أنَّك تعرف كل شيء، إذ يبدأ انهيارك في اليوم الذي تفعل فيه ذلك.


أمثلة عن أهداف التطوير المهني:


إذا كنت بحاجة إلى بعض المساعدة لكي تبدأ، ستساعدك الأمثلة التالية لأهداف التطوير المهني على الانطلاق؛ فابدأ بهذه الأساسيات، بحيث يمكنك بعد ذلك البدء تدريجياً في السعي نحو أهداف شخصية أكبر على الأمد الطويل:



1. حسِّن إدارة الوقت:


بغض النظر عن مكان عملك أو وظيفتك أو طبيعة العمل الذي تقوم به، فإنَّ إدارة الوقت هي الأساس؛ فالوقت ثمين في هذا العالم.

أنت بحاجة إلى مهارات إدارة الوقت لتحقيق التوازن بين حياتك العملية والشخصية من أجل الوصول إلى حالة السلام العقلي، كما أنَّك تحتاجها لإدارة مسؤوليات عملك لتحقيق الاستقرار المهني؛ لذا حسِّن مهاراتك في إدارة الوقت إذا كنت ترغب في تحقيق إنجازات كبيرة.



2. حسِّن مهاراتك في التواصل:


يلعب التواصل دوراً هاماً في كل جانب من جوانب الحياة؛ ولكن عندما يتعلق الأمر بالبيئة المهنية، يكون تقييم كفاءتك بتقييم مهارتك في التواصل؛ وبغض النظر عن مدى إبداع أفكارك وصحتها، فإنَّها عديمة الفائدة ما لم تتمكن من إيصال الرسالة؛ لذلك إذا كنت ترغب في تطوير مهاراتك المهنية، فاعمل على مهارات التواصل؛ وبمجرد أن تتعلم طريقة إيصال أفكارك بطريقة صحيحة، ستُفتَح لك العديد من الأبواب الجديدة.

3. اصقل مهارات عرضك التقديمي:


أحد الأهداف الهامة الأخرى التي يجب عليك أن تسعى إلى إحرازها هو العمل على مهارات العرض التقديمي؛ حيث يعدُّ طريقة رسمية للتواصل، كما أنَّه ذو أهمية أكثر بكثير من مجرد الكلمات التي تحتويها هذه العروض.


أيَّاً كان نمط العرض التقديمي الذي تستخدمه، وطريقة لباسك وتحدثك، ولغة جسدك، تشكل كلها جزءاً من مهارات العرض؛ لذا تعرَّف إلى طريقة التقديم في أي ظرف كان، حتى تتمكن من إثبات أنَّك ذو قيمة أمام عملائك ورؤسائك.


4. تعلَّم العمل الجماعي:


يستمتع القليل من الناس بالعمل الجماعي؛ ومع ذلك، فهو جزء أساسي من معظم أماكن ومشاريع العمل؛ فإذا كنت شخصاً يكره العمل مع الآخرين، اجعل هدفك هو تغيير تلك الفكرة؛ فأنت بحاجة إلى الاعتياد على التعامل مع الأشخاص الذين يمتلكون أساليب عمل مختلفة؛ لذلك يجب أن تتعلم أن يكون لك رأيك وألَّا تفرضه على أحد.

5. نظِّم أمورك:



البيئة والأفكار المنظمة هي الطريقة الوحيدة التي تساعد على ظهور الإبداع؛ لذا مهما كانت طبيعة عملك، حسِّن مهارات مؤسستك، حيث سيساعدك ذلك على إدارة الوقت جيداً، وتعزيز تواصلك وإبداعك أيضاً، ويجعلك موظفاً ذا قيمة في مؤسستك.


6. عزِّز قدرتك على التعلم:


يشغل هذا الهدف أذهان الجميع، ولكنَّه لا يُطبَّق على أرض الواقع، ويُنظَر إليه على أنَّه شيء عام لدرجة أنَّه يجري تجاهله في عملية التطور المهني؛ لذا قسِّم هذا الهدف إلى جزأين:

- اكتشف نفسك، ثم تعلم أشياء أخرى، ثم ابدأ تحديد أسلوب التعلم خاصتك؛ حيث سيساعدك ذلك في الجزء الثاني من العملية.

- اتخذ الخطوات اللازمة لتحسين مهاراتك الحالية وتعلُّم مهارات جديدة، والتحق بدورات متخصصة، وتعلم من زملائك في العمل، وتلقَ تغذية راجعة لمعرفة المزيد حول أدائك؛ والأهم من ذلك، لا تتردد في طلب المساعدة في تعلم أشياء جديدة.

الخلاصة:


قد يبدو تحديد أهداف التطوير المهني خطوة إضافية، فهو تعزيز لما تفعله أو تريد القيام به على أي حال؛ ومع ذلك، فإنَّ تحديد هذه الأهداف هو التزام شخصي، فهو يقوي إرادتك لتحويل رغباتك إلى حقيقة.

تساعدك أهداف التطوير المهني على الوصول إلى الوجهة التي قد تعتقد أنَّها صعبة المنال، حيث تتجزأ رحلتك الطويلة لتحقيق الأهداف إلى معالم واقعية يسهل الوصول إليها؛ ويعدُّ الدليل الإرشادي مع الأمثلة المذكورة أعلاه بمثابة بداية مثالية تساعدك على بدء رحلتك في التطور المهني؛ لذلك، لا تُضِع مزيداً من الوقت، وابدأ التخطيط لطريق النجاح من خلال تحديد أهداف التطوير المهني الفعالة لنفسك.







انضم الينا الى صفحتنا على الفيس بوك من هنا

تابعى المزيد

احدث المقالات

الاكثر اعجابا