تطوير الذات / التسويق الشخصي / العلامة الشخصية / شعار / الافكار /

ما هو التسويق الشخصي (Personal Branding)؟

ما هو التسويق الشخصي (Personal Branding)؟  - هنا hana

عندما يذكر أي شخص علامة تجارية معروفة مثل (Apple) سيتبادر إلى الذهن مجموعة من الأشياء، بعضها منتجات أنتجتها الشركة المالكة لهذه العلامة التجارية، وبعضها قيمة أصبحت معروفة بها مثل : الجودة – الأمان – يقتنيها الأغنياء أو المتميزين … وغيرها من القيم ولكن ماذا لو ذكر أحد منا اسم شخص مثل (د. غازي القصيبي) رحمه الله ، ماذا سيتبادر إلى الأذهان؟ رجل إداري طموح، عقلية منفتحة، رمز وطني للعطاء، الحكمة، الشجاعة.. وغيرها من الصفات التي عرف بها. مثال آخر: لو ذكرنا الدكتور (عبيد العبدلي) فسرعان ما يتبادر إلى الذهن .. أكاديمي مكافح، خبير التسويق الأبرز في المملكة العربية السعودية، شخصية محبوبة ومتواضعة.

الأمثلة السابقة ستقودنا إلى تساؤل بسيط:

كيف تم ربط كل ما سبق من أفكار وقيم وشعور باسم الشخص؟


وإجابة على هذا التساؤل سنجد أن هذا الربط نتج عن عملية تسويق الذات المستمرة بشكل مباشر وغير مباشر، بل ربما بلا وعي وقصد أحيانًا من خلال ما يقدمه ويفعله ويتركه من انطباعات وأفكار وأثر لدى الجمهور وخصوصًا الجمهور المستهدف الذي يهم هذا الشخص أن يكون معروفًا لديه بقيم وأفكار معينة


لماذا بناء العلامة الشخصية مهم جدًّا؟


إذا نظرنا إلى ما تستفيده أي علامة تجارية من ربطها بقيم وأفكار وشعور سنعرف بسهولة مدى أهمية أن يكون لكل منا علامته الشخصية التي بمجرد ذكرها يبدأ المتلقي بالتأثر بها ويتغير سلوكه وشعوره تجاه ما سيسمعه أو يقرؤه أو يراه بعدها.
بناءً على ما سبق يجب أن تحدد من الآن: ما الذي يجب أن أحرص على أن يعرفه الجمهور المحيط بي عني وخصوصًا الجمهور المستهدف؟ وبصيغة أخرى: من هو جمهوري المستهدف وماذا أريد أن يتبادر إلى ذهنه من أفكار أو قيم أو مشاعر وأحاسيس؟

إذا استطعت أن تحددها بوضوح سيسهل عليك القيام بما يبني علامتك الشخصية

ماذا تعني كلمة علامة Brand؟



العلامة أو البراند لو أردنا تعريفها تعريفًا بسيطًا سنقول: إنها مجموعة الأفكار والقيم والمشاعر والصور والألوان التي ستتبادر إلى ذهن المتلقي فور وقوع نقطة تماس سمعية أو بصرية، ونستطيع أيضًا أن نقول: هو التجربة الفريدة التي يجدها المتلقي من هذه العلامة فقط ولا يجدها مع غيرها.

وللعلامة أو البراند أربعة عناصر أساسية هي:
-السمعة Reputation
-الشخصية Persona
-الرسالة Message
-الثقة Trust

إذن ما هي أهم أدوات بناء العلامة الشخصية (Personal Brand)
العلامة الشخصية لها أدوات لبنائها تمامًا كالعلامة التجارية ومن أهمها:

-شبكة العلاقات المحيطة بك سواء في عالمك الحقيقي أو عالم الأونلاين ووسائل التواصل الاجتماعي حيث تعتبر هذه الشبكة هي الضوء المحيط بك ويراك المجتمع من خلاله وكلما كانت شبكة علاقاتك راقية ستكون الصورة الذهنية عنك أفضل.
-نوعية وجودة المواضيع والأفكار التي تناقشها وتتحدث عنها أو تنشرها لجمهورك ومدى فائدتها وأثرها عليهم.
المؤلفات، المدونات، المحاضرات أو ورش العمل والتدريبات التي تقدمها أو تشارك فيها.
- الاهتمام بالمناسبات التي تتعلق بتخصصك والانخراط في المجموعات المتخصصة أو الهيئات أو النقابات وأداء دور فعال وإيجابي فيها.

-القيام بأنشطة تطوعية في تخصصك كتقديم الاستشارات المجانية للمبتدئين والمهتمين من غير ذوي الاختصاص.
-تطوير نفسك في تخصصك من خلال متابعة المستجدات والندوات والدورات التدريبية بشكل مستمر فجميع المجالات متجددة وقوتك تظهر في قدرتك على مواكبة هذا التجدد.
-استخدام منصات التواصل الاجتماعي في نشر معلومات مفيدة في تخصصك حتى لو لم تكن مفصلة بشكل عميق ولكن يجب أن تكون واضحة وسهلة تناسب حتى المهتمين وغير المختصين مع أهمية الحذر الشديد وتجنب الدخول في أمرين:
1.مجالات قابلة للجدل كالسياسة.
2.أي أمور ينقسم المجتمع حولها إلى مؤيد ومعارض.

نصائح هامة لبناء العلامة الشخصية “Personal Brand”


-قبل أن تبدأ في بناء علامتك الشخصية يجدر بك أن تدرس السوق، مَنْ هم المميزون والمعروفون في نفس مجالك وتخصصك؟ ما هي نقاط قوتهم ولماذا يثق الناس بهم؟ أيضًا تعرف على نقاط ضعفهم وابحث عن الطريقة الأنسب لتجد لنفسك ما تبرز به وتنافسهم وما هي فرص وجود ما يهدد علامتك الشخصية «تحليل SWOT».

-ضع أهدافك وحددها بوضوح، ما هي القيم التي تريد أن تتميز بها؟ ما هي الصورة التي تريد أن تتبادر لذهن كل من يذكر اسمك أمامه؟ ثم ضع خطتك لتحقيق هذه الأهداف وحدد أفضل الوسائل التي ستستخدمها لتحقيقها وترسيخ ما تريده من القيم والأفكار في ذهن جمهورك عنك.
-مهم جدًّا الممارسة الواعية والحكيمة للتواصل مع الآخرين سواء التواصل المباشر والحضور الشخصي أو من خلال وسائل التقنية الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي، فكل ما سيصدر منك من أقوال أو أفعال سيكون محسوبًا عليك وبعض الأخطاء قد تدمر علامتك الشخصية وتبني صورة عكسية سلبية لها.
-تعود على السخاء في مساعدة الآخرين في ما تستطيع تقديمه في مجال تخصصك ولكن لا تتردد في قول لا أعرف عندما يمر بك سؤال لا تعرف إجابته أو يحتاج للبحث.
-التزم الإيجابية في كل تصرفاتك وأقوالك وكتاباتك فليس هناك أسرع من السلبية في تدمير العلامة الشخصية.
-ارفع معاييرك دائمًا ولا تكن ممن يقبل بالسهل والعادي تمامًا كما تركز كل علامة تجارية قوية على تقديم ما يعجز الآخرون عن تقديمه.
-لا تعط وعدًا لست واثقًا من قدرتك على الوفاء به فمصداقيتك ستجعل من يتعامل معك يرى حسناتك ويغض الطرف عن زلاتك ويأخذها على أنها غير مقصودة ولكنه إذا لمس عدم المصداقية ستكون دائمًا في موضع الاتهام حتى لو كنت صادقًا.
-جهز “بروتفوليو” وسيرة ذاتية تحتوي على ما يهم جمهورك واحرص على أن تكون احترافية ومحتواها ليس طويلًا مملًا ولا مختصرًا إلى حد الإخلال بما يجب أن تذكره.

-استعن بمن تتعامل معك واستفد من خبراتك أو من قدمت له عملًا مميزًا أو قمت بإدارة مشروع لصالحه بكفاءة وتميز، اطلب منهم ذكر تجربتهم معك والتوصية بك إن كانوا مقتنعين وراضين تمامًا عما قدمته لهم.

هل يلزم أن يكون لك شعار (Logo) لتكتمل العلامة الشخصية (Personal Brand)


ليس شرطًا ولكنه عنصر هام ومفيد جدًّا في توثيق ما تقدمه وتنشره وإذا قمت بعمل شعار لك فاحرص على أن لا يكون تقليديًّا ولا مقلدًا وكلما كان بسيطًا كان ذلك أفضل وأرسخ في ذهن الناس، حاليًا نمر بأزمة فايروس كورونا وجميعنا في الغالب إما قلق أو ضايقته بعض الإجراءات الاحترازية ولكن الخبر الجميل هو أنك تستطيع أن تستثمرها في وضع تصورك وأهدافك وخطتك لبناء علامتك الشخصية خصوصًا ونحن نقضي ساعات طويلة في منازلنا ملتزمين بالتعليمات التي ستقينا بإذن الله وتحمينا ومن نحب لتعود لنا حياتنا أفضل مما كانت وقد اكتسبنا منها الكثير من الفوائد والثقافة الصحيحة في ترتيب أولوياتنا وتنظيم أوقاتنا وتغيير ما لدينا من عادات وسلوكيات تؤثر على جودة حياتنا وجودة إنتاجيتنا وعطائنا لمجتمعنا وأوطاننا وللإنسانية بشكل عام، ابدأ اليوم فالعلامة الشخصية أو التجارية لا تتكون في يوم وليلة.







انضم الينا الى صفحتنا على الفيس بوك من هنا

تابعى المزيد

احدث المقالات

الاكثر اعجابا