التطور المهنى / التحفيز / تحقيق الاستدامة / تطوير الموظفين / العمل / المال والاعمال /

تحقيق الاستدامة من خلال تطوير الموظفين

تحقيق الاستدامة من خلال تطوير الموظفين - هنا hana

تحتاج استراتيجية الاستدامة الفعَّالة بعد الوباء إلى التركيز على كيفية قيام الشركات بتعليم وتدريب وتمكين الموظفين لبناء ممارسات مستدامة سواء في المنزل أم في المكتب.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب بيل فاجنر (Bill Wagner) والذي يُحدِّثنا فيه عن كيفية تحقيق الاستدامة بعد الوباء.

عندما حلَّ الوباء، تحوَّلت العديد من المنظمات إلى العمل عن بُعد بدوام كامل، وظهرت على الفور تقريباً بعض الفوائد غير المتوقَّعة في جميع أنحاء العالم؛ إذ لم يعد هناك حاجة إلى استخدام وسائل النقل البرية والجوية للذهاب إلى العمل، مما أدى إلى تنقية الهواء من انبعاثات غاز الكربون في غلافنا الجوي؛ ونتيجة لذلك بدأ الكثير منا، بمَن فيهم أنا، بالتفكير أكثر في كيفية إجراء تغييرات شاملة ليس فقط داخل مؤسستنا للحفاظ على عالم صديق للبيئة، ولكن أيضاً تغييرات صغيرة ولكنَّها مؤثِّرة في منازلنا خلال فترة وجودنا في الحجر الصحي، فاتخذنا قراراً كعائلة لتقليل اعتمادنا على المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد واستكشاف طرائق أخرى لتقليل تأثيرنا السلبي في البيئة.

على الرغم من أنَّ التأثير الأولي للوباء دفع المؤسسات إلى التركيز على استمرارية الأعمال ورفاهية الموظفين وزيادة الإنتاجية؛ أتوقع أنَّ الوباء وتأثيره الدائم سوف يُسرِّع جهود الاستدامة كما فعل مع العمل عن بُعد.


وبينما نتطلع إلى "الوضع الطبيعي التالي"، يمكننا أن نتوقَّع رؤية المزيد من الشركات العالمية والمستثمرين وقادة الأعمال يكثفون جهود الاستدامة لتقليل انبعاثات الكربون وتعزيز استدامة أكبر بطريقة هادفة وقابلة للقياس.


الآثار البيئية للعمل عن بُعد:


في الولايات المتحدة وحدها، انخفضت انبعاثات ثنائي أوكسيد النتروجين (NO₂) - وهو أحد المؤشرات الرئيسة للأنشطة الاقتصادية العالمية - بنسبة 25.5% في أبريل/نيسان 2020 مقارنة بالسنوات السابقة، وكان من الرائع أيضاً أن نرى أنَّ الاهتزازات الأرضية الصغيرة الناتجة عن الأنشطة اليومية انخفضت بنسبة تصل إلى 50% في بعض المناطق، مما يمثِّل أطول وأبرز انخفاض في الموجات الزلزالية الناتجة عن الأنشطة البشرية في التاريخ الموثَّق.


ولكن في الوقت نفسه، كانت هناك بعض النتائج السلبية غير المقصودة بسبب زيادة عدد الأشخاص الذين يعملون من المنزل؛ حيث وجد البحث الذي نشره المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية (National Center for Biotechnology Information) أنَّ سياسات الحجر الصحي المعمول بها في العديد من البلدان أدَّت إلى المزيد من التسوق عبر الإنترنت، مما زاد من كمية النفايات المنزلية من مواد التغليف المشحونة، وأشار أيضاً إلى أنَّ العديد من الدول أجَّلت نشاطات إعادة تدوير النفايات للحد من انتقال فيروس كورونا، كما هو الحال في الولايات المتحدة؛ حيث خُفِّضت برامج إعادة التدوير في العديد من المدن بنحو 46%، مما أدى إلى زيادة عدد مدافن النفايات والملوثات البيئية في جميع أنحاء العالم.

عندما نفكر في التأثير طويل الأمد للتحول الدائم إلى العمل عن بُعد بعيدَ الجائحة في طريقة حياتنا وعملنا وتفاعلنا، نجد أنَّه قد يلعب دوراً هاماً في تقليل أثرنا السلبي في البيئة، وتعزيز استدامة أكبر.

ومع ذلك، لن يحلَّ العمل عن بُعد وحده جميع مشكلات الاستدامة لدينا؛ إذ يجب تغيير السلوك أيضاً، وفي هذا المشهد الجديد، لا يمكن لجهود الاستدامة أن تدور حول تحسين ظروف العمل في المكاتب فحسب؛ بل ستحتاج أيضاً إلى التركيز على تمكين الموظفين وتثقيفهم لتحقيق التغيير المستدام طويل الأمد في المكتب أو عند العمل من المنزل.



بناء استراتيجية استدامة تتمحور حول الموظفين:


مثل العديد من الشركات العالمية، في مؤسستنا، نظرنا إلى ممارسات الاستدامة الخاصة بنا لإعادة التفكير في مكان وكيفية استخدام المساحات المكتبية، ولجعل هذه المساحات صديقة للبيئة قدر الإمكان؛ حيث اقتضى تحقيق هذه الرؤية المتمثلة في إنشاء أماكن وممارسات أكثر استدامة لموظفينا اتخاذ عددٍ من الخطوات الأولية.

في البداية، كانت مبادرات الاستدامة لدينا مستوحاة من الجهود الداخلية على مستوى القاعدة الشعبية من الموظفين الذين اهتموا اهتماماً شديداً بالحد من انبعاثات الكربون في مكان العمل، ثم تطوَّر ذلك إلى العمل مع مستشارين خارجيين لإجراء مراجعة وتقييم شاملَين لممارسات الشركة لدينا لكي نفهم الجانب الذي أحرزنا فيه التقدُّم فهماً أفضل، والجانب الذي لا يزال يتعين علينا الاهتمام به؛ فأنشأنا لجنة رسمية لإدارة الاستدامة، وحدَّدنا أهدافنا ووضعنا استراتيجية للخطوات التالية.

بدأنا الآن بالنظر إلى ما وراء مكاتبنا؛ إذ بعد أن اتخذنا قرار التحول الدائم إلى نموذج العمل عن بُعد، أصبحنا نركز على كيفية تطبيق أهداف الاستدامة وأفضل الممارسات للحد من الانبعاثات الصادرة عن موظفينا في المنزل.


أحد الدروس الأساسية التي تعلَّمتها من هذه العملية هو أنَّ وجود استراتيجية استدامة فاعلة لما بعد الوباء سيحتاج إلى التركيز على كيفية قيام الشركات بتعليم وتدريب وتمكين الموظفين لبناء ممارسات مستدامة سواء في المنزل أم في مكان العمل، فالسماح لجميع الموظفين بأن يكونوا جزءاً من الحل سيجعل عملك، والعالم كله أكثر استدامة ووعياً بالبيئة، وتتضمَّن المبادرات المحتملة التي يمكن للشركات تطبيقها للمساعدة على تحقيق ذلك ما يلي:



- حث الموظفين على خفض الانبعاثات في أثناء وجودهم في المنزل.
- مشاركة الموظفين في تدريبات الاستدامة والفِرق العالمية للعناية بالبيئة.
- تخفيض انبعاثات الكربون الناتجة عن رحلات الموظفين من أجل العمل.

- تطبيق البرامج التحفيزية وتجربة الاستدامة لتحفيز الموظفين أكثر ودفعهم نحو تحقيق أهدافهم.
- تعيين قائد داخلي أو لجنة يقودها الموظفون لتكون بمنزلة واجهة للاستدامة داخل المنظمة.
- تزويد الموظفين بمعلومات عن برامج ومبادرات الطاقة بجهود محلية، وتلك التي ترعاها الدولة للاستفادة منها في جعل منازلهم أكثر كفاءة في استخدام الطاقة.

في الختام:


العمل عن بُعد هو جزء من الحل لجعلنا أكثر استدامة، وبناء عالمٍ واقتصادٍ أكثر وعياً بالبيئة، وعلى الرغم من أنَّ التغيير لن يحدث بين عشية وضحاها؛ إلا أنَّ التركيز على الأمور التي يمكن لشركتك وموظفيك التحكم والتأثير فيها لتقليل تأثيرها البيئي، سيساهم في الجهد الأكبر لتغيير الوضع الحالي.







انضم الينا الى صفحتنا على الفيس بوك من هنا

تابعى المزيد

احدث المقالات

الاكثر اعجابا