الاكتئاب هو نمط من أنماط التفكير السلبي أو التشوهات الفكرية: فمثلًا يقول الشخص أنا أريد كل أحلامي أن تتحقق مرةً واحدة أو لا أريد شيء.. إما أن تكون حياتي مليئة بالسعادة أو لا شيء.
ينتاب المصاب الاكتئاب شعور بالحزن لفتراتٍ متفاوتة وشعور بعدم تقدير الذات أو الشعور بالذنب تجاه الأمور التي تحدث له خلال حياته، على الرغم من تلك الصفات إلا أن المصاب بالاكتئاب هو شخص ذكي للغاية تعرّض لموقفٍ معين حاز على الكثير من تفكيره وأثّر عليه بشكلٍ سلبي نظرًا لأنه يفتقد النظرة الإيجابية للأمور، كما وأن شخصيته ليست بالضعيفة كما يعتقد البعض إلا أن إنهاك نفسه بالتفكير والتحليل والبحث أدى لوصوله إلى دخوله في هذه الحالة المرضية دون أن يلحظ ذلك.
ترى في تحليل شخصيته الكثير من المتناقضات ولكنها موجودة بالفعل في شخصٍ واحد وفي أن معًا.. لأن هذا الوقت هو عمرك وما يمضي لن يعود، عليك بتغيير نظرتك للحياة تمامًا والعزم على أن لا يضيع مما تبقى من حياتك سدى.
“وينستون تشريشل رئيس الوزراء البريطاني الذي كان على رأس الحكم إبّان الحرب العالمية الثانية عانى من مرض الاكتئاب ولازمه مدة طويلة واعترف تشريشل بأنه كان فريسة للقلق والإجهاد العقلي بسبب تحمل نفسه عبء التفكير والمسؤوليات الاستثنائية التي تفوق قدرته، أطلق على مرض الاكتئاب “الكلب الاسود” وبما أن حالة الاكتئاب لا تلازم الشخص طوال الوقت أي تأتي وتذهب في أوقات معينة (ليس لها مدة زمنية معينة) إذا كان عندما يشعر بأنه سيدخل في مرحلة اكتئاب وتفكير مجحد بحق نفسه وتوتر وقلق نفسي يقول: ها قد أتى كلبي الأسود”
لكن إن فكرنا قليلًا وتوصلنا إلى فكرة أن الاكتئاب هي حالة أو نمط فكري ونفسي ولا تلازمنا طوال الوقت هنا يصبح التخلص منها أمر ليس بالمستحيل وبالطبع هناك طرق كثيرة توصلنا لذلك، وأهمها البحث في تلك الأسباب التي توصلنا لهذه الحالة.
من أسباب الاكتئاب
1. يصيب الاكتئاب فئة كبيرة من الناس مكبوتي المشاعر، أي أن المشاعر التي لا تفرغ بطريقةٍ صحيحة تؤدي بصاحبها إلى الحزن وكبت المشاعر مما يؤدي إلى الاكتئاب.
2. التفكير السلبي الدائم أي أنه لا ينظر أبدًا إلى الجانب المشرق من حياته أو لا يستطيع التفكير بالأمور بشكلٍ إيجابي.
3. الظروف النفسية السيئة كالمعاقبة الطويلة أو الظلم وهي من الأسباب المهمة، كأن تقع في ظروفٍ تتعرض من خلالها للظلم بكافة أشكاله فلو تطلّعنا للعالم لوجدنا الظلم محاطًا بملايين الأشخاص من حولنا.
4. قلة التعرض للشمس لأن الشمس تحسن الحالة النفسية، فقد وجدت بعض الدراسات أن نقص فيتامين د يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب.
ماذا لو جعلت فنجانك الصباحي من القهوة تحت أشعة الشمس لمدة نصف ساعة يوميًا وأمعنت النظر بالطبيعة، وفكرت بطريقةٍ إيجابية ونظرت للأمور من حولك بطريقةٍ أخرى وحاولت التغيير من نفسك.
كيف تساعد نفسك للخروج من حالة الاكتئاب؟
1. النظام الإدراكي
يقوم النظام الإدراكي بأن تعي ما هي الأسباب التي أودت بك إلى هذه الحالة وأن تقوم بتسجيل الأفكار السببية والسلبية وتحديها بشكلٍ واقعي، مثلًا بسبب الفشل والأدلة التي تنفي صحة الاعتقاد بأنك لست مطالبًا بأن تكون أفضل إنسان بالعالم ولن تكون الأفضل يومًا، أيضًا بأن تعي بأن كل إنسان قد يتعرض للظلم في حياته أو لأشخاص قد يسيؤون إليه في مرحلةٍ ما، كل ما في الأمر أن تتقبل نفسك بما أنت عليه ولا تحملها فوق طاقتها.
2. النظام السلوكي
عليك بتغيير بعض سلوكياتك اليومية وعمل برنامج متوازن صحي لك، وأحد أنجح تلك البرامج التي تبدو صعبة للوهلة الأولى ولكنها سهلة التطبيق:
- كأن تجري في الهواء الطلق 8000 خطوة يوميًا وإن لم تستطيع في يوم بعد يوم.
- أن تحدد ساعات نومك مثلًا سبع ساعات للنوم كافية.
- شرب سبعة أكواب ماء كافية يوميًا.
- تناول خمسة حبات من الفاكهة يوميًا.
- تناول ثلاث وجبات في اليوم بانتظام.
- ابتعد عن مواقع التواصل الاجتماعي ساعتين واجعلهم في التواصل مع الآخرين على أرض الواقع.
- تمرّن نصف ساعة يوميًا.
- حافظ على صلواتك فهي غذاء الروح والجسد.
3. النظام التحليلي
ابتعد عن الافكار السلبية ومسببات المشكلة كالماضي أو تجاوز الصدمات، عليك بتكوين علاقات جديدة حتى وإن لم تكن راغب بذلك، عليك بالتواصل مع الآخرين في همومك وحياتك إلى حدٍ ما تثق به كي لا تصدم فيما بعد، عليك بأن تجعل نسبة 50% شيء أساسي لتوقعاتك في أي أمرٍ ما في الأصدقاء أو المقربين أو نجاحك في شيءٍ ما.
في النهاية.. لا تنتظر المساعدة من أي شخص ساعد نفسك بنفسك كن أنت صديق نفسك تحداها حتى لو ليست لديك القدرة، فلو قمت بهذا النظام لفترة شهرٍ كامل وتحديت نفسك، حينها نعم ستكتشف بأنها هي حالة مسيطرة على نفسك وعقلك ومحبطة لك وأنك أنت وحدك ساعدت نفسك على تجاوز تلك المرحلة.