البقاء في المنزل لوقت طويل لا يعني الملل والفراغ بالضرورة، بل قد يحمل لنا الكثير من الأنشطة الممتعة والمفيدة لنا ولمن حولنا
كيف نستغل أوقات فراغنا؟ وكيف نكسر هذا الملَل في ظل هذه الأزمة مع وباء (كوفيد 19) بجلوسنا الدائم في المنزل، والذي تسبب في عدم اختلاطنا وتجمعاتنا مع الآخرين، كيف نواجه هذا الوباء نفسيًّا كي لا يصيبنا الاكتئاب أو الأمراض النفسية الأخرى التي من الممكن أن تصيبنا خلال هذه الفترة من الحجر المنزلي، سأطرح لكم عدّة خيارات قد تساعدكم ولو قليلًا في كسر روتين هذا الملل والخروج من الحالات النفسية التي قد تسيطر علينا، وجميع هذه الخيارات ترتبط بالمواهب التي قد نمتلكها أيًّا كانت، وعن تجربتي الشخصية استفدت كثيرا منها:
الرسم
كثير منا قد يملك هذه الموهبة ولكن باختلاف براعة كلٍّ منا، فمن خلال جلوسنا في المنزل نستطيع الانطلاق بخيالنا ورسم كل ما يأتي في أذهاننا ليس فقط بالقلم والأوراق، فتوجد برامج رسم كثيرة لمن هم مدمنون الجلوس على هواتفهم وحواسيبهم، ومنها (ibispaint) برنامج جميل جدًّا وسهل الاستخدام، حيث تتوفر فيه جميع أنواع الأقلام والريش والألوان، ويمكنك إضافة تأثيرات وعلامات مائيّة بالإضافة إلى إمكانية إضافة الصور، وجميع الأشكال الهندسية.
وأفضل ما فيه أنه يحتفظ تلقائيا بتسجيل فيديو من بداية رسمك حتى إتمامه، ومِن ثَمَّ مُعايَنته وتحديد الفترة الزمنية التي رسمت بها لوحتك، ومِن ثَمَّ مشارَكتها في أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي، وفيه الكثير والكثير من المميزات التي مازالت طور الاكتشاف بالنسبة لي في هذا البرنامج.
لحن جميل
إذا كنت ممن يملكون أصواتًا جميلة أو حتى موهبة الغناء، ولكن ليس لديك الجرأة للانطلاق أو كما يحددها ديننا وعاداتنا وتقاليدنا أو حتى مجتمعنا، فمن الممكن جدًّا أن تستمتع بصوتك الجميل مع موسيقا وجُوقة خلفية ومؤثرات الصوت مع أحبائك وأبنائك، وذلك في برنامج أحببته جدًّا اسمه super voice) ) برنامج سهل الاستخدام فمن خلال اختيارك للأنشودة أو الأغنية المفضلة لديك سيتم تنزيل الموسيقى تلقائيًّا بالضغط عليها.
ومِن ثَمَّ تبدأ التسجيل، ثم تحفظها ويمكنك مشاركتها مع من تحب، هذا البرنامج أحببته جدَّا وأستغلّه دائما في أوقات فراغي أنا وأطفالي، حيث من الممكن تسجيل مقاطع من السور القرآنية مع مؤثرات صوتية هادئة ومحسنات صوتية رائعة.
مونتاج الصور والفيديوهات
فتصميم الفيديوهات والمقاطع التي طالما أحببت أن أقضي وقت فراغي فيه منذ كنت في سن المراهقة، فقد كنت أحب تصوير كل شيء وأي شيء، حتى إنني كنت أقوم بتأليف قصص وتصويرها مع إخوتي الصغار وتقمص كل فرد منهم شخصية كوميدية، وتصويرهم ومِن ثَمّ تجميعها وإنتاجها كفيلم قصير كوميدي، وإن كان حينها هاتفي الذي كنت أمتلكه ليس بتلك الجودة ولكنني كنت أحب ما أفعله، وطالما حلمت أن أصبح مخرجة أفلام وبرامج وثائقية.
ولكن كمجتمع متحفظ جدًّا كان من الصعب الوصول لهدفي الذي طالما أحببته، ومازلت إلى اليوم أقوم بتصوير مقاطع واسكتشات مع أطفالي، وتصميمه من خلال برنامج (Vivavideo)، برنامج يستحق خمس نجوم وأكثر، حيث صُمّم خصيصا لمن يعشقون المونتاج، لما فيه تجميع وتعديل الفيديوهات من قصّ وإضافة ودمج وتأثيرات، وحتى إدخال المؤثرات الصوتية وإنتاجها كفلم طويل أو قصير.
مواقع الاستطلاعات الربحية
يوجد الكثير والكثير من مواقع الاستطلاعات ولكن منها قد تكون ربحية، أي: إنك تقوم بالإجابة على الأسئلة من خلال كل استطلاع وجمع نقاط ومن ثم استلامها أو استبدالها بجوائز أخرى، ومن ضمن هذه المواقع المضمونة والمجربة لدى موقع (yougov) حيث تجمع نقاط تصل إلى (5000) مقابل (50) دولارًا أمريكيًّا، ومِن ثَمّ استلامها من ويسترن يونيون، وأيضا موقع (rewarding banel) حيث تقوم أيضا بملء الاستطلاعات وتكافأ بنقاط يمكنك استبدالها بهدايا أو استلامها عبر بطاقات كاش يو وغيرها.
مجموعات قراءة القرآن
يوجد الآن عدّة مشاريع يقوم بها أهل الخير، وهي عمل مجموعات فيها أعضاء يقارب (30) شخصًا على الأقل في كل مجموعة، يقومون بقراءة القرآن يوميًّا، أي: إن كل شخص يكون عليه قراءة جزء كامل في اليوم وإرسالها إلى المجموعة بكلمة تم، وهذه المجموعات تحفيزية تشجعنا على القراءة المستمرة للقرآن الكريم من دون هَجْرِه، كالمجموعة التي أشارك فيها باسم القرآن ربيع القلوب.
كما يوجد برامج التواصل الاجتماعي (snapchat) وtiktok) ) يمكنك استغلال الفلترات وتصوير مقاطع بشخصيات أو حيوانات أو أيّ من الفلترات المختارة وعمل مقاطع كوميدية، أو حوارية، ونشرها ومتابعه اللايكات والإعجابات، ومن خلالها تقوم بالدردشة مع المعجبين والناقدين وسترى أن الوقت ذهب سريعًا من دون أن تشعر.
وأيضا لا ننسى قراءة القصص والروايات التي قد تساعد في التقليل من الملل ومرور الوقت، والقيام بالرياضة والرقص، واللعب مع الأطفال، أو دخول مسابقات وجوائز مع الآخرين عن بُعْد، آملين أن تمرّ هذه الازمة ونحن وإياكم في أتم الصحة والعافية بإذن الله.