أولًا لابد من الإجابة على السؤال: مالذي يجعل المرء ذكيًا، أو ما هو الذكاء؟، هل هو وفرة في المعلومات التي يستطيع أحدنا تذكرها؟ أم هو معدل عالٍ في اختبار الذكاء؟ ربما هو الحكمة في اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، أو معرفة التعامل مع المواقف الحرجة؛ أو ربما يكون الذكاء خليطًا من كل هذه الصفات.
وبطبيعة الحال، إذا كان هناك شخص ذكي وناجح فمن الصعب تحديد ما المسؤول عن نجاحه بالضبط، لكن من السهل أن نلاحظ ما لا يفعله هذا الشخص، واستنتاج ما ينبغي تجنبه.
1. لا يبالغون النظر في كيفية توفير المال
ليس بخلًا ولا طمعًا، إنما القدرة على التعامل مع المال وحفظه عن طريق تجنب النفقات غير الضرورية.
في الواقع هناك الكثير من التفاصيل الدقيقة بحاجة إلى مزيد من التدقيق؛ فالنفقات التي تبدو لأول وهلة أنها ليست ذات قيمة يمكن تجنبها بسهولة، ومقدار المال الذي يمكن أن توفره سيصل إلى شيء ملموس إلى حد ما لاحقًا.
على سبيل المثال، شراء فلتر لصنبور الماء يمكن أن يقلل من المال المنفق على المياه، استخدام مصابيح التوفير الكهربائية هو خيار حكيم أيضًا لتوفير الطاقة المستهلكة.
هذا هو بيت القصيد، إدراك كل الأشياء التي تدفع لها المال ووضعها في الحسبان هو ما يدفعك للتصرف بذكاء.
2. لا يعتمدون على الآخرين بشكل كبير
لا ضير بوجود الأصدقاء وأفراد العائلة وزملاء العمل، يمكنك الوثوق بهم والاعتماد عليهم فكل شخص بحاجة لأحد ما يسانده عندما تسوء الأمور، لكن الاعتماد المفرط على أحدهم سيظهرك كإنسان عاجز ومحدود القدرات، حيث يمنعك خوفك وعدم شعورك بالأمان من التعامل مع بعض المشاكل.
هناك فكرة “ماذا لو جعلت الأمور تزداد سوءًا؟” هذا تمامًا مبرر عندما لا ترغب بمواجهة مشاكلك بدون مساعدة أحد، عليك مواجهة هذه الفكرة وتجاوزها.
3. لا يتصرفون بلا مسؤولية
لا تصدق المثل القائل “الأذكياء لا يستمتعون بأوقاتهم” أو “الأذكياء أشخاص مملون”، يمكنك الاستمتاع بوقتك و قضاء عطلة نهاية الأسبوع كيفما ترغب، المسؤولية لا تعني عدم الاستمتاع إنها فقط تعني نمط حياة منظم.
التنظيم الفعال يؤدي إلى كفاءة أعلى في الحياة، وسواء كنت طالبًا أو موظفًا أو فنانًا من المؤكد أن لديك مسؤوليات، وهي في الغالب تكون مفروضة من قبل شخص آخر، رئيسك في العمل أو من العائلة أو حتى من المجتمع، فلا ترضى تحمل مسؤوليات لست مضطرًا لأن تتحملها لكي لا ترهق مستقبلك بالمتاعب، جميع الناس واجهت الآثار السلبية لعدم تحمل المسؤولية، لكن الأذكياء فقط تعلموا من هكذا تجارب.
4. لا يشعرون بالهزيمة لمجرد أنهم بحاجة لتقويم قناعاتهم
بيئتنا وأهلنا والتعليم الذي تلقيناه مسؤولون عن رسم قناعاتنا وتصورنا للعالم، وهي تؤدي إلى ما يشار إليه بـ “العالم الأناني” الذي هو أكثر ارتباطًا بكيفية رسم صورة ذهنية للعالم المحيط بنا عن طريق استخدام الحس لدينا، ولكن يمكن أن تمتد الصورة الذهنية إلى وجهة نظرنا بشأن المسائل الفلسفية.
تلك القناعات التي نكتسبها طوال حياتنا ليست خاطئة بحد ذاتها، ولكن من المحتمل جدًا أن تتعارض مع تجارب جديدة أو أسئلة صعبة نتعرض لها؛ الأذكياء يتحدون قناعاتهم باستمرار.
لا تحاول التخلص من قناعاتك ولكن أعد تشكيلها لتتأقلم وتنمو مع التجارب الجديدة، فلا تفوت فرصة توسيع مداركك العقلية، ولاتقلق فليست هزيمة إن كنت ستتعلم شيئًا ذا قيمة.
5. لا يرون الفشل عائقًا أمام النجاح
للتوضيح، نتكلم هنا عن أصحاب الشركات الذين صنعوا منتجًا سيئًا، أو عن مخرج سينمائي أنتج فيلمًا رديئًا.
يحدث كثيرًا أن تأتي بفكرة تبدو لك كأنها تحفة حقيقية و تعجب بها، ولكن بمجرد عرضها على الناس قد لا تعجبهم، أحيانًا قد لا تسر أو تشعر بالإهانة لهذا، ولكن ذلك يحدث كثيرًا سواء أحببت أم لا.
عندما تصنع شيئًا لعموم الناس وتفشل به عليك البداية من الصفر، ولا تحاول رتق عيوب المنتج السابق، وإن كنت تريد ترك انطباع جيد عند جمهورك فاستمع إليهم جيدًا.
6. دائمًا هناك خطة بديلة
لا تستثمر كل طاقتك لصالح فكرة واحدة، دائمًا احرص أن تملك خططًا بديلة للحالات الطارئة.
توقع أن لا يعجب الناس بمنتجك أو فكرتك، أو مثلًا حدث أمر طارئ من المتغيرات ولم يكن في الحسبان، هذا لا يعني أن تفشل أو أن تنسحب عندما لا تسير الأمور كما كان مخططًا لها.
7. لا يعتمدون على الحظ لحل مشاكلهم
“توقع الأفضل ولكن تجهز للأسوأ” مقولة جيدة للاسترشاد بها عندما تبدأ عملًا جديدًا في حياتك، الأمل بنجاح أعمالنا هو ما يدفعنا للأمام، بينما التجهز للعوائق هو ما يمنعنا من الانهيار.
ومن جانب آخر، تمني أن تسير حياتك وحدها بدون جهد ليس مختلفًا جدًا عن الكسل.
يمكن للحظ المساهمة في نجاحك، لكن الأذكياء لا يسمحون له بالنصر على كل جهودهم المبذولة، عندما تفني وقتك وجهدك في سبيل تحقيق هدفك من الصعب عليك نسب نجاحك لسبب بسيط أتى بالصدفة.
8. لا يهملون الجوانب المهمة في عملهم
من أهم مسببات النجاح هو الانتباه إلى التفاصيل، أو بشكل عام الانتباه دائمًا، عندما يحاول أحدنا أن يكون ذكيًا بطرح فكرة جديدة في منتج جديد وينتبه إلى كل جوانبه، فبالتأكيد سيكون النجاح حليفه.
المنطق ليس دائمًا منطقيًّا وتشوبه أحيانًا بعض الشوائب، حتى عندما يكون لديك منتج ذو جودة عالية وبسعر منافس، فأنت لازلت بعيدًا كل البعد عن العمل المربح، من أهم ضرورات البيع الناجح هو المصداقية، وأن يكون لديك استراتيجية تسويقية جيدة، هذا يعني السعي نحو إثبات الوجود والظهور الاحترافي.
موقعك الإلكتروني الخاص بالمنتج هو أكثر العناصر فعالية في التسويق والتي يجب وضعها في الحسبان، لا يمكن التقليل من شأن تأثيره، فالناس ستحكم على جودة عملك من تصميم موقعك.
كثيرون يقدمون خدمات رائعة ومنتجات بجودة عالية لكن مواقعهم على الويب ببساطة توحي بأنهم هواة.
هذا مثال بسيط عن العناصر المهمة، ويوجد بالطبع عناصر كثيرة مثل خدمة الزبائن وإيجاد خطط مستقبلية، لكن بيت القصيد هو أن لا توجه جهودك باتجاه واحد بل انتبه إلى جميع الجوانب.
9. لا يترددون في التعلم من أخطائهم
لا مفر من الأخطاء، عاجلًا أم آجلًا سيحدث خطأ ما حتى في مخططاتنا التي أعددناها بتأنّ، لا يمكنك دائمًا ضمان كل شيء تحت السيطرة، كما أنك لا تملك المعرفة الضرورية للإحاطة بكل الزوايا المحتملة.
الأخطاء تذكرنا بعيوبنا وتجبرنا على تخفيف تأثيرها على حياتنا، يمكننا تعلم الكثير منها بالإضافة إلى التعرف أكثر عن أنفسنا، لكن فقط إذا عرفناها.
التعلم من الأخطاء يعني إيجاد ما يستحق التغيير في تجاربنا الفاشلة، بملاحظة الخطأ الذي حدث و محاولة تجنبه لاحقًا، الأذكياء يستخدمون هذا المدخل لتطوير أنفسم، وتغيير الأشياء التي لديهم القدرة على تغييرها.
أما الآخرون فيبحثون عن أعذار، يختارون هذا الطريق على نحو أعمى ولا يعيدون النظر فيه، فيبتعدون عن طريق النجاح، ويبعدون أصدقاءهم والناس من حولهم.
10. لا يسمحون للماضي بعرقلة طريقهم
لا يمكننا محو أو نسيان الماضي، لكننا بحاجة لنتعلم كيفية التعامل معه وعدم السماح له بالتأثير سلبًا على إنجازاتنا المستقبلية، وإن لم نفعل فببساطة يمكننا التغاضي عنه والمضي قدمًا في حياتنا.
خبراتنا السابقة التي نحن عليها اليوم وتجاربنا الصعبة التي مررنا بها، يمكنها أن تبني شخصية قوية، ولكن الناس تميل لاستخدام ماضيها لتبرير الأخطاء والسلوك الذي تتبعه.
إن اعترفت بعيوبك ورفضت عمل شيء حيالها لأن لديك العذر، فقد اخترت طريقًا سهلًا للتهرب، وهذا ما لا يفعله الأذكياء.