"السلام عليكم...
والله ما ترددت يوماً بتصفح موقعكم لثقتي الدائمة بكم، فشكراً لكم.
مشكلتي تكمن مع أبي: أبي رجل محترم، ويشهد له الجميع، ويصلي وطيب ويخاف علينا، لكنه عصبي جداً، لدرجة أنه صار لدينا ثقة تامة بالبيت أنه يفتعل المشاكل، دائماً صوته عال!
ينتقد كل شيء باستمرار، أسلوبه جداً مستفز، أحياناً أبقى صامتة حتى لا أرد جواباً يغضبه وأدخل بمشكلة كبيرة، ولو فعلت ودافعت عن موقفي أو أبديت رأياً قد يكون مخالفاً لرأيه يغضب جداً، فأدخل بحزن عميق، وينتابني شعور بالذنب؛ لأني لم أتربَ على الرد على والدي، أو أسمعهم أي كلام يغضبهم، لكن صدقوني غصباً عني.
دائماً كلامه مستفز معنا بشكل عام، وخلقه ضيق، الآن وصلنا إلى (الطناش) تصوروا؛ لأن غضبه بات شيئاً عادياً بالنسبة لنا.
الآن هو غاضب مني، وأنا لم أأبه للموضوع أبداً؛ لأنها عادته، لكن بداخلي شعور أخاف من غضب الله علي، حتى إن أبي ليس من النوع المسامح السلس، شخصيته صعبة جداً، والله حتى رضاؤه صعب.
مع العلم أنني واجهته كثيراً، وقلت له أنه لا بد من تغيير الأسلوب حتى نبقى عائلة متفاهمة إلا أنه وبكل مرة يزداد غضباً ونعود لنقطة الصفر، ماذا أفعل؟ والله ما يهمني هو رضا الله، والله يعلم بأن أبي صعب جداً، حتى أنه طلب مني طلب أنا أنجزته، ولكني لا أريد أن أقول له أني أتممته حتى لا أدخل معه بنقاش، أصبحت لا أحب حتى مناقشته، لا أطيق منه أي تعليق.
مع العلم أني أحبه والله، فهو أبي بالنهاية، لكنني أشتاق لذلك الأب المسؤول الأب الذي يعامل أولاده بحكمة وصوت منخفض وبثقافة.
لا أعلم أين الصح وأين الخطأ؟! نحن عائلة متماسكة -ولله الحمد- وأمي امرأة صالحة وصابرة على كل شيء -ولله الحمد-.
أبي لا أذكر يوماً أنه تغاضى عن سيئة بدرت منا أو قلص مشكلة عادية قد تحصل بالعائلة، أرجوكم لا تقولوا لي: ضغوطات، فالكل مضغوط، والكل يعاني، وعزاؤنا بزمننا، كلمة طيبة نسمعها من أقرب الناس لنا، هل أنا مذنبة؟ هل علي شيء لا بد من فعله لأبرئ نفسي أمام الله؟
وشكراً جزيلاً."