جلس الزوجان معاً أمام التليفزيون، الزوجة تشتغل الكوروشيه والزوج أخذ يستمع إلى الأخبار، لم يقطع الصمت الذى ساد بينهما إلا صوت التليفزيون، إنه الملل الذى يعد من أكثر مهلكات الزواج، فهو يتسلل بهدوء شديد إلى الحياة الزوجية، ويضعف العلاقة بين الزوجين بفعل أمور صغيرة قلما يتم إدراكها، فيقلعان عن مشاركة بعضهما تفاصيل الحياة، ويتضاءل ما كانا يشعران به من شغف عاطفى.
ولأن الملل من المشاكل التى لابد أن يواجهها أى زوجين مهما كانا متحابين، فعلى الزوجين أن يتعرفا على أسباب هذه المشكلة، وكيفية التعامل معها، حتى يحولاها من تهديد لعلاقتهما إلى فرصة تقوى هذه العلاقة.

ما أسباب الملل الزوجى؟

الأسباب متعددة وهذه بعض الاحتمالات:
1-مرور أحد الزوجين بأزمة أو مرحلة ضاغطة فى حياته كترك العمل، أو مشاكل فى العمل، أو خلاف عائلى لدى أحد الزوجين.. إلخ.
2- الروتين اليومى الناتج عن ضغوط الحياة وانشغال كل من الزوجين بمسئولياته، فالزوج منشغل بالسعى خلف لقمة العيش، والزوجة منشغلة بعملها داخل أو خارج المنزل وبشئون الأبناء، مما يشعر الزوجين وكأنهما يدوران فى طاحونة الحياة التى تتشابه أيامها.

3-اعتياد الشريكين على بعضهما، مما قد يؤدى إلى زهد أحد الزوجين فى صاحبه وانطفاء بريقه الذى كان يراه فى بداية العلاقة شيئاً فشيئاً، حتى أصبحت المميزات الكبيرة شيئاً عادياً لم تعد تستثير الإعجاب.
4- التفكير السلبى الذى يعمى نظر الشريكين عن النعم الموجودة فى حياتهما، وعن المميزات الموجودة فى شريكه، الذى يدفع بكل منهما إلى تفسير تصرفات صاحبه فى ضوء سوء الظن.

قد رأيتم أن كل الأسباب تقريباً واردة الحدوث فى حياة أى زوجين، لهذا يكون من المهم جداً السؤال:

كيف يواجه الزوجان مشكلة الملل الزوجى؟

1-احرصا على التواصل بشكل يومى، اغتنما وقت تناول الطعام فى تبادل الحديث حول ما مر بكما خلال اليوم.
2-الاهتمام بالمظهر قد يقل مع اعتياد الزوجين لى بعضهما، لذا من المفيد أن يحرص كلا الزوجين على الظهور أمام شريكه بشكل جميل، وأن يحرص كذلك على تناول الطعام الصحى وممارسة الرياضة للاحتفاظ بالرشاقة.

3-اللمسات الرومانسية والمفاجآت تكسر رتابة الحياة، إجازة فى مكان هادئ، أو ربما مغامرة، أو نزهة فى مكان يحمل لكما ذكرى خاصة، أو عشاء رومانسى، أو هدية بدون مناسبة.. إلخ، هى فقط بعض الأفكار.
4- اعملى حظر على دخول التليفزيون إلى غرفة النوم، وكذلك اللاب توب، والآى باد.. إلخ لأنها تسرق انتباه كلا الزوجين عن الآخر.
5- احرصى على الاحتفال مع زوجك بالأيام المهمة والمناسبات الخاصة بكما.
6- تذكرا سبب ولع كل منكما بالآخر فى بداية العلاقة.
7-التطوير الشخصى.. لا يمكن للإنسان أن يجدد علاقاته من دون أن يجدد نفسه، وكما يرتب الإنسان أدراجه من وقت لآخر، كذلك لابد أن يفعل مع نفسه، فيعمل على مواجهة نفسه بعيوبه أولاً بأول، ويتعلم مهارات جديدة تجبر نقاط ضعفه وتدعم نقاط قوته.
8- الذكاء العاطفى مهارة هامة جداً لكل زوجين يرغبان أن يعيشا حياة سعيدة، لأن المشاعر السلبية تدفن تحتها المشاعر الجميلة وربما تقتلها، إن لم يتم التعامل معها.
9-شجعي شريكك على ممارسة هواية يحبها، وعلى السعى لتحقيق أحلامه التى ربما يكون انشغل عنها بسبب كفاح الحياة، إن الأمر سوف يتطلب بعض المثابرة، لكن الخير الناتج عنه يستحق.

10-نظفا علاقتكما من الشوائب أولاً بأول، فقد يصدر عن أى من الزوجين تصرف يضايق الآخر، والمصارحة المستمرة والمهذبة مهمة لمنع قيام أى حواجز بين الزوجين أو هدمها قبل أن تعلو ويصبح هدمها صعباً.
11- «تلككا» لتشاركا بعض فى أى شيء ولو صغير، اطلب المساعدة من شريك حياتك حتى لو لم تكن بحاجة إليها، وذلك بهدف الاشتراك فى شيء معاً، انزلا لشراء طلبات المنزل معاً، قوما بإعداد وجبة سوياً، أو احضرا ندوة أو ارسما لوحة.. إلخ.

إن ضغوط الحياة ومسئولياتها قد تدفع بعلاقتك الزوجية إلى ذيل قائمة أولوياتك، ومهمتك هى بذل كل جهدك للارتقاء بها مرة أخرى إلى أعلى القائمة، وهذا لا يعنى إهمال الالتزامات الأخرى، لكن لا نجاح فى العمل ولا فى تربية الأبناء بدون علاقة زوجية مستقرة ومشبعة.