التعليم والتعلم ليس فقط لتأمين متطلباتك من الطعام، ولكنه احتياجك للبقاء من الأساس، فالتعليم هو قارب النجاة في مجتمعٍ يقوم بالعلم
مما لا شك فيه أن العلم من أهم القيم التي يسعى إليها الجميع. قد يظن البعض أن العلم أو التعليم هو الدراسة حتى يتمكن من العمل ثم يستطيع أن يؤمّن طعامه وشرابه. بالتأكيد يحتاج المرء إلى الطعام والشراب ولكنه قد يحتاج إليه مرة أو مرتين أو أكثر من ذلك أو أقل في اليوم، لكنه بالتأكيد يحتاج إلى العلم في كل لحظة.
دعونا نتخيل الإنسان البدائي كان يتوفر لديه الطعام بشكلٍ أو بآخر، لكن بالتأكيد اكتشاف النار وعلمه بها وبخواصها غيّر من شكل بيئته وحسّنت من فرص النجاة في ظروف البيئة المختلفة. ويمكننا متابعة العلم بتطوره على مر العصور، وكيف طور من شكل الحياة وحسّن من جودتها.
من هذا المنطلق نلاحظ تركيز الأهالي وأولياء الأمور على التعليم، ويبذلون الكثير من الوقت والمجهود والأموال في سبيل أن يصل طفلهم إلى مبتغاه ويبدأ في تحقيق أهدافه. ويأملون لو أن هذا الطفل يصير العبقري الذي يغير تاريخ وشكل البشرية ويعيد رسمها. وقد بدأ الباحثون في استراتيجيات التعلم في التوصل إلى آليات وطرق مختلفة للحث على التعليم والتعلم بأشكال مختلفة داخل الفصول الدراسية وخارجها.
ما هي إستراتيجيات التعلم للقرن 21؟
أولاً: علينا أن نحدد الفرق بين التعلم والتعليم
التعليم هو ما يحدث في إطار المدارس والجامعات بشكلٍ إجباري وهو مما يؤدي إلى التعلم الذي يزود الفرد بالخبرات والمهارات اللازمة للبحث عن الأدوات المناسبة التي توفر له المعلومات لاستخدامها في التعليم. وبِناءً عليه يمكننا أن نقول أن التعليم والتعلم وجهان لعملةٍ واحدة. وعليه وبعد إدراك اختلاف الزمن والآليات والأدوات المختلفة لاستخدامها في العملية التعليمية، وجد الباحثون ضرورة إكساب الفرد المتعلم مهارات القرن الحادي والعشرون. وهذه المهارات هي الأدوات التي تساعد على البحث المستمر والعقل النشط.
المهارات التي يجب إلحاقها ضمن العملية التعليمية
1- التعاون والتواصل
وهي من ضمن المهارات التي يتطلبها المجتمع في الوقت الحالي وفي المستقبل، وذلك لاحتياج سوق العمل لأفراد يتميزون بالمرونة وأكثر قابلية للتكيف في بيئة العمل المختلفة. وليس فقط سوق العمل ولكن أيضا في حياته العامة يحتاج الفرد إلى مرونة أكثر. وبالتأكيد بجانب التعاون يحتاج إلى التواصل اللغوي كالتحدث والكتابة مما يسهل عملية تلقي المعلومة وإرسالها.
2- التفكير النقدي
طبقًا لهرم بلوم (تصنيف لمستويات الأهداف الدراسية التي يضعها المدرسون لطلابهم) هو من أرقى أنواع التفكير، الذي يحقق فيه المتعلم مهارات التفكير عن طريق جمع الأبحاث والمعلومات والأراء المختلفة عن موضوع الدراسة ثم مناقشة تلك الآراء لتحديد الصحيح والغير صحيح وتمييزها من حيث القوة والضعف في الرأي ويبدأ في تقييمها بشكلٍ موضوعي ووضع البراهين والأدلة لإثبات صحة هذا الرأي.
وطريقة التفكير هذه تُكسب المُتعلم قدرات منها الدقة والتقييم الموضوعي ومنها يُراعي النقد العلمي بعيداً عن الآراء الشائعة التي يتناقلها الناس الغير مبنية على أي أسس علمية ويتعلم عدم التعصب أو الإنحياز للآراء المتطرفة والتأني حتى الوصول للنتائج.
3- استخدام التكنولوجيا
من غير المنطقي أن نصير في القرن الحادي والعشرون ولا يستطيع المُتعلم استخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة. وبالتأكيد الرائد في التكنولوجيا والمعرفة هو الإنترنت. والإنترنت ليس فقط محركات البحث ولكنها أيضا العديد والعديد من التطبيقات المفيدة والدوريات الإخبارية والتعليمية.
يمكن استخدام الإنترنت في التواصل بين المعلم والمتعلم من خلال البريد الإلكتروني وغيرها من إنشاء المجموعات وصفحات التواصل الاجتماعي. كما يستطيع الطلاب استخدامه لنشر أفكارهم وإبداعاتهم وأيضاً انشاء ساحات للمناقشة في موضوع الدراسة والبحث. كما يمكن للإنترنت في بعض الأحيان أن يكون بديل للفصل الدراسي، لأنه بكل سهولة يستطيع محاكاته وهذا يسهل عملية التعلم عن بُعد.
بعد استعراضنا للمهارات الضرورية المختلفة لهذا العصر،
كيف يمكننا مساعدة المُتعلم على التركيز داخل البيئة التعليمية وإكسابه هذه المهارات بشكلٍ سلس؟
1. أن يكون تقديم المعلومات في شكل تحدياتٍ وأسئلة يتم طرحها على المُتعلم ليبدأ التفكير فيها، وليست معلومة جاهزة عليه حفظها أو فهمها كما هي دون مناقشتها.
2. تحفيز المُتعلم بشكل مستمر أن يسأل وأن يجد المعلومة بنفسه بالطبع بعد تعليمه وتدريبه على طرق إيجاد المعلومة وتقنياتها المختلفة.
3. العرض المشوق للمعلومة مع تقديمها بطرق مختلفة وذلك مراعاة للأنماط المختلفة للذكاءات.
4. ربط المعلومة بالحياة اليومية لتسهيلها على المُتعلم، فالتعليم الملموس يصنع الفارق.
5. استثارة مشاعر المُتعلم وتشويقه وذلك عن طريق ربط المخ للمعلومات بالمشاعر الحسية واللمسية من شم ولمس وتذوق وصوت وبصر.