الطلاب الهادئون ليسوا بطيئي الفهم و لا يعانون بالضرورة من مشاكل في التعلم، لذا من الأجدر بالأسرة التربوية التمكن من التعامل معهم و تقبل خصوصيات شخصيتهم عوض محاولة إصلاحهم و تغييرهم فالهدوء و التحفظ ليسا مشكلة و لا يحولان دون النجاح الدراسي.
للتوسع في هذا الموضوع، من المهم أولًا التعريف بالشخصية الهادئة المتحفظة (أو ما يعرف بالشخصية بالإنعزالية)؛ يتميز صاحب هذه الشخصية بأنّه هادئ جدًا، يحب الاستماع للآخرين أكثر من تصدره للحديث، يفكر بالنتائج قبل أنّ يقدم على أي عمل أو فعل، يحب أنّ يقضي معظم الوقت لوحده، يتمتع بقدرة كبيرة على التركيز، و يتحدث غالبا بصوت هادئ. إذا بناءا على هذا ماهي السلوكيات السليمة للتعامل مع الطالب المتحفظ الهادئ؟
10 نصائح للتعامل مع الطالب المتحفظ
1. عدم إلصاق صفة الإنطوائية بالطفل كسؤاله “لماذا لا تشاركنا النقاش؟”، “لماذا ليس لديك أصدقاء؟”، فهذا يزيد الطين بلة و يحبط ثقته بنفسه.
2. محاولة إشراكه تدريجيا في النشاطات الجماعية فهو قادر على إدهاشك بذكائه و قدراته و لكن يستغرق وقتا أكثر من البقية في التفكير و التحليل قبل المبادرة بالتعبير و المشاركة لذلك حاول مجاراته و عدم الضغط عليه.
3. أن يقوم المدرس بحوار منفرد مع الطالب ليشعره بالإهتمام و أنه يقدره و يستحسن تميزه و مواهبه، فغالبًا ما يفضل الطفل المتحفظ الحديث مع شخص واحد على النقاش الجماعي
4. تدعيم كل جانب إيجابي لدى الطفل، و عندما يخفق في فعل ما أو يرسب في نتيجة إمتحان، عليك بالإبتعاد فوراً عن إشعار الطفل بأنه محتقر من جانبك و أنه يجب أن يخجل من نفسه، بل عليك أن تشعره أن كل البشر خطاؤون و أنه يستطيع التحسن فالمرات القادمة.
5. خلق جو من الترحاب بهذا الطفل داخل الفصل، ومحاولة إدماجه وسط زملائه بشكل يجعله مميز مما يكسبه ثقة أكثر في نفسه.
6. اجعل الدرس عميقًا و ذا مغزى، الطالب المتحفظ يستمتع بالدروس التي تتحدى رؤيته للعالم و تثير تساءلاته، إذا كنت تحاول تشجيعه على المزيد من المشاركة، فاملأ درسك بالكثير من المواد الغنية و المثيرة بعيدا عن التلقين الرتيب.
7. إمنحه الوقت لصياغة أفكاره، يحتاج الطالب المتحفظ إلى ذلك أكثر من غيره، لن يتحدث حتى تتاح له الفرصة لتجسيد أفكاره بالكامل. لمساعدته في ذلك اجعله يكتب إجاباته على الأسئلة قبل مشاركتها مع الفصل.
8. إمنحه فرصة العمل الفردي في المنزل، يفضل الطالب المتحفظ البيئات منخفضة التحفيز، لذلك كلفه بمشاريع طويلة المدى يمكنه التركيز عليها حقًا على مدار عدة فصول دراسية ويمكنه العمل عليها بأريحية.
9. لا تحرجه علنًا أو تقاطعه عندما يتحدث.
10. إمنحه النقد البناء و النصائح على إنفراد بعيدا عن زملائه.
إعتمادا على تجربتي الشخصية: نصائح للطالب الهادئ المتحفظ
لا بأس أن تكون هادئًا
لفترة طويلة ، لم أكن مرتاحًة لصمتي. لقد كرهت الطريقة التي ترددت فيها قبل الإجابة على الأسئلة ، أردت الهروب من الشعور المؤلم بعدم القدرة على قول أي شيء، أنا هنا لأخبرك: “لا تخف فقط كن أنت”.
الهدوء هو قوة
فقط لأنك لا تتحدث لا يعني أنك لا تساهم. عندما تكون هادئًا ، فأنت لا تراقب و تستمع فقط ، بل تلاحظ أيضًا و تحلل وفي النهاية ، عندما تتحدث ، يمكنك الرد بطريقة مدروسة و مميزة.
الهدوء ليس كلّ ما أنت عليه
أعلم أنك قد سمعت عبارة “شخص هادئ و إنطوائي” كثيرًا حتى الآن ، لكن دعني أوضح شيئًا: أنت أكثر من ذلك بكثير. ربما هذا فقط ما يلاحظه الناس فيك لكن في المواقف الأكثر جنونًا و توترا ، نحن بحاجة إلى المزيد من الأشخاص مثلك، نحتاج إلى أشخاص يأخذون الوقت الكافي للاستماع والمراقبة ، والتفكير قبل الفعل ، وملاحظة ما يغيب عن الآخرين ، للمساهمة بطريقة فعالة و مدروسة.
عزيزي المدرّس، أعرف أنّ المجتمع سريع في الثناء على المنفتحين وإعتبارهم “أفضل” و هذه فكرة سائدة . لكن مع ذلك ، فإن التحفّظ ليس مشكلة يجب حلها، الطالب ذو الشخصية المتحفظة ببساطة يرى العالم بشكل مختلف عن المنفتح هذا كل شئ. من المؤكد أن كل فصل دراسي يحتوي نسبة من الطلاب الهادئين الذين يمكن تنمية نقاط قوتهم الفريدة من خلال تعلم فهمها.